«فاينانشيال تايمز»: انخفاض أسعار النفط يترك دول الخليج أمام خيارات إصلاح صعبة

الخميس 29 يناير 2015 11:01 ص

قد يكون هناك الكثير من الخلافات السياسية بين دول الخليج وإيران، ولكن هذه الدول جميعها تشترك بحبها للخبز الفارسي، ولذلك عندما أضرب الخبازون الإيرانيون العاملون في المجمعات الكويتية التعاونية عن العمل لمدة خمسة أيام هذا الشهر، تزايد الغضب العام مترافقًا مع التهديد بارتفاع سعر رغيف الخبز بما يعادل ثمانية سنتات أمريكية.

وانتهى هذا الإضراب عن العمل، الذي أثاره رفع الدعم عن الوقود، عندما وعد الخبازون بالعودة إلى الأسعار المدعومة.

وبينما تنزلق أسعار النفط إلى الأسفل، تجد الحكومات صعوبة في الحفاظ على وتيرة الإصلاح في دول الخليج. ويقلل المسؤولون في هذه الدول من أهمية الحاجة إلى تغيير خططهم، قائلين إن الاحتياطيات المالية السليمة، أو الاقتراض قصير الأجل، سوف يسمح لهذه المنطقة المعتمدة على النفط بالاستمرار في معدلات الإنفاق خلال فترة انخفاض أسعار النفط.

ولدى الدول الخليجية الأكثر ثراءً، مثل الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر، احتياطيات يمكن لبرامج الإنفاق أن ترتكز عليها بسهولة.

وقد بنت المملكة العربية السعودية احتياطيات بقيمة 750 مليار دولار خلال فترة الازدهار، ولكن الإنفاق تضخم أيضًا في عهد الملك «عبدالله بن عبد العزيز آل سعود»، الذي توفي الأسبوع الماضي تاركًا إرثًا من التحديات الاقتصادية لخليفته الملك «سلمان»، وأما البحرين وسلطنة عمان، فهما تواجهان مشاكل أكبر من باقي دول الخليج.

ويحذر الاقتصاديون من أن المنطقة سوف تنزلق إلى مزيد من الاعتماد على النفط، ما لم يتم الجمع بين ترشيد الإنفاق وتدابير لزيادة الإنتاجية في القطاع الخاص.

وحذر «صندوق النقد الدولي» الأسبوع الماضي: «بما أن الانخفاض في أسعار النفط قد يكون مستمرًا، فقد تحتاج معظم الدول المصدرة للنفط في المنطقة إلى ضبط أوضاعها المالية مع الحقائق الجديدة لسوق النفط العالمية، لضمان حفاظها على الاستدامة المالية».

ووفقًا لورقة بحثية نشرها HSBC الأسبوع الماضي، كان هناك زيادة قدرها أربعة أضعاف في الإنفاق العام بين عامي 2003 و2014، ترافقت مع زيادة أسعار النفط خلال نفس الفترة، وقادت الازدهار الاقتصادي في منطقة الخليج، إلا أنها جعلت الإنفاق الحكومي عاملًا حاسمًا بالنسبة للثروات الاقتصادية في المنطقة.

وقد بدأت دول الخليج أيضًا بإنشاء مشاريع البنية التحتية المحلية المكلفة، إلى جانب تقديم المساعدات الحكومية السخية، وخاصةً في أعقاب الانتفاضات العربية لعام 2011.

وكان هذا السخاء بمثابة الجزرة التي رافقت عصا الحملات القمعية التي أطلقت بدرجات متفاوتة ضد مطالب الإصلاح السياسي في جميع أنحاء دول الخليج.

وسمحت العائدات النفطية لصناديق الثروة السيادية هذه بأن تصبح من المستثمرين الأكثر نشاطًا في الأصول العالمية. بعض من هذه الأموال، والتي تتحكم بما يقرب من 2.43 تريليون دولار، قد تخفض من نشاطها الآن أيضًا.

وقال HSBC في تقريره كذلك إنه حتى لو استقرت أسعار النفط عند نحو 60 دولارًا للبرميل، فإن الإنفاق العام في منطقة الخليج سوف يخسر 200 مليار دولار، وسوف يتحول فائض الـ6% في الناتج المحلي الإجمالي إلى عجز بنسبة 7%، حتى نهاية عام 2016.

ويتوقع HSBC أنه إذا لم تنتعش الأسعار بحلول منتصف العام، فسوف تخفض الحكومات في الإنفاق غير الأساسي وفي الاقتراض، وسوف تبدأ في تصفية الأصول من أجل تمويل العجز المتصاعد.

ويرى آخرون أن السعر المنخفض لفترة طويلة قد يدفع باتجاه إصلاح عملية الدعم، ترشيد الإنفاق الحكومي، وزيادة تنمية القطاع الخاص.

وقال «عبدالعزيز الياقوت»، وهو شريك رئيس في شركة المحاماة الكويتية ميسان: «الجانب المشرق هو إمكانية حدوث الإصلاح الذي تشتد الحاجة إليه».

وأضاف: «تستطيع الحكومات استخدام هذه الفرصة لكي تشرح لسكانها لماذا يجب اتخاذ بعض التدابير الصعبة، مثل إنهاء الإعانات».

وفي منطقة تعتبر فيها الوظيفة السهلة والبنزين الرخيص من الحقوق المكتسبة مع الولادة، كان إقناع المواطنين بأن يكونوا أكثر إنتاجية أولويةً بالنسبة لدول الخليج على مدى عقود.

وقد قدم السعوديون بالفعل نظامًا معروفًا باسم «نطاقات»، يدفع في تجاه توظيف السكان الأصليين بدلًا من المغتربين، ولكن النتائج كانت مختلطة بسبب المستويات الأدنى من المهارات والدوافع بين المواطنين، وبسبب مقاومة القطاع الخاص المدمن على العمالة الأجنبية الرخيصة.

وأيضًا، لا يزال القطاع العام المتضخم غير فعال ومكلف. لقد تزايد عدد الوظائف الحكومية بنسبة 70% منذ عام 2003، في المملكة العربية السعودية، في حين لم تثمر النجاحات في تعزيز مناخ الاستثمار على نطاق أوسع، والتركيز على إصلاح التعليم وقضايا الحكم، عن نتائج كافية حتى الآن.

وقال «سايمون وليامز»، كبير الاقتصاديين في HSBC لمنطقة الشرق الأوسط: «أنت بحاجة إلى إصلاح سقف منزلك عندما تكون الشمس مشرقة كما كانت على مدى السنوات العشر الماضية، عندما لا تفعل ذلك، لن يكون هناك الكثير لفعله عندما تبدأ الأمطار بالتساقط كما يحدث الآن».

المصدر | الخليج الجديد + التقرير

  كلمات مفتاحية

البترول أسعار النفط دول الخليج إيران السعودية الملك سلمان الملك عبدالله

اجتماع مقترح بين السعودية وروسيا وفنزويلا والمكسيك .. والخام الأمريكي يهبط لأدنى سعر في 6 سنوات

الأمين العام لـ«أوبك» يتوقع تعافي أسواق النفط قريبا

«المزروعي»: تعافي أسعار النفط يتوقف على المنتجين خارج «أوبك»

النعيمي: «أوبك» لن تخفض إنتاجها ولو بلغ سعر البرميل 20 دولارا

تراجع النفط بعد تصريح النعيمي أن أوبك لن تخفض الإنتاج

أسواق الخليج تواصل الصعود بفعل النفط وآمال الميزانية السعودية

النعيمي: الأسعار ستنشط الطلب والسوق ستتعافى

«علي النعيمي»: «من المستحيل» أن تخفض السعودية حصتها في السوق .. ولا أهداف سياسية

خام برنت يتماسك دون 60 دولارا للبرميل مع استمرار تخمة المعروض

النعيمي: دول الخليج توافقت على سياسة إنتاج النفط.. والعمير يتقبل أي سعر للخام

استمرار القلق بمعظم بورصات الخليج مع ضعف أسعار النفط وصعود بورصة قطر

إيران تسحب من صندوق الثروة السيادية لتعويض هبوط إيرادات النفط

«النعيمي»: السعودية تريد استقرار أسواق النفط ولا ترى حرب أسعار

أمير قطر يؤكد أن اقتصاد بلاده لم ولن يتأثر بهبوط أسعار النفط

الأمين العام لأوبك: بقاء أسعار النفط الحالية سيخرج جزءا من المعروض النفطي

توقعات بوصول إنتاج السعودية من النفط إلي 9.6 مليون برميل يوميا في 2015

استمرار تراجع أسعار النفط والمنتجون يبحثون عن حلول للأزمة

دول الخليج تتجه إلى زيادة الإيرادات عبر تصدير المنتجات النفطية بدلاً من النفط الخام

مزيج برنت يحقق أكبر مكسب له في أسبوعين منذ 17 عاما

مقاربة مختلفة للتكامل الخليجي

«تشاتام هاوس»: المستقبل السياسي لدول الخليج في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية

خبراء: مشروعات الطاقة في الخليج لن تتأثر بهبوط أسعار النفط

أسعار النفط العالمية تنخفض 9% خلال أسبوع بفعل صعود الدولار وتخمة المعروض

«فورين بوليسي»: هل يُنهي ”النفط الرخيص“ عصر ”الطاقة الرخيصة“ في الشرق الأوسط؟

بيانات رسمية تظهر أن السعودية تسحب من احتياطيات النقد الأجنبي لسد العجز

فرصة الإصلاح الاقتصادي في البحرين

هبوط النفط يبطئ المشاريع الانشائية في السعودية والإمارات

«برنت» يحقق أعلى سعر له في 2015 ويقترب من 67 دولارا للبرميل

تنامي الضغوط على الصناديق السيادية الخليجية مع تراجع النفط

النفط يتراجع بفعل ارتفاع الدولار واحتمال زيادة الإنتاج الصخري الأمريكي

ارتفاع أرباح الصندوق السيادي البحريني بنسبة 65% لعام 2014

صندوق النقد الدولي: هبوط النفط يدفع الإمارات لتسجيل أول عجز مالي منذ 2009

البرلمان الكويتي يقر خطة سنوية بمشروعات قيمتها 17 مليار دولار

قطر للبترول تسرح موظفين أجانب بعد انخفاض أسعار النفط

تقييم الملكيات الخليجية (1): كيف بنى الخليجيون ثروتهم؟

الكويت .. إلى متى سيظل الوضع المالي «متينا» مع العجز المتوقع للسنوات المقبلة؟!

تحرير أسعار الوقود مجرد بداية لخطة إصلاح اقتصادي في الإمارات

«بلومبرغ بيزنس»: إلى أي مدى يمكن للاقتصاد السعودي أن يصمد ضد النفط الرخيص؟

«ستاندرد آند بورز»: تراجع أسعار النفط قد يدفع الخليج لإلغاء مشروعات بنية تحتية

اختفاء النعيمي وزير النفط السعودي وتقليص العاملين بقنوات الجزيرة

مدير صندوق عالمي: لا أوصي بالاستثمار في الكويت

محافظ بنك الكويت المركزي: الإنفاق الحكومي يقلص تأثير هبوط النفط على البنوك

استشراف آثار عجز الموازنة بدول الخليج: حتمية الانكماش وتراجع دور الدولة

حكومات الخليج تتأهب لجمع تمويلات قياسية لتغطية عجز موازناتها