سعوديون يرفضون «الانحلال» في الشوارع ويطالبون بعودة «الهيئة»

الاثنين 12 مارس 2018 01:03 ص

شن ناشطون وناشطات هجوما حادا على السلطات السعودية، بعد السماح بتنظيم فاعليات ركض للنساء في الإحساء، معتبرين ذلك انحلالا مرفوضا بالمملكة.

وأعرب المغردون، عن رفضهم لما اعتبروه «انحلالا» في المملكة بعد السماح بكشف وجوه النساء، والحفلات المختلطة واللبس الفاضح، والعباية المكشوفة، وغيرها.

وعبر وسم «الانحلال في الشوارع مرفوض»، طالب الناشطون بعودة عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتحقيق ومسائلة المتسبب في هذه الظواهر الغريبة على المجتمع السعودي.

وتعد الصور التي بثتها وكالة «رويترز»، لنساء سعوديات يقمن بممارسة الرياضة في جدة القديمة «البلد» بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، هي من أشعلت غضب الناشطين، خاصة في الوقت الذي كشف رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى «هادي القحطاني» عن اعتزام بلاده إقامة أول ماراثون نسائي رسمي للعداءات السعوديات العام المقبل.

وقالت «هدى القحطاني»: «الانحلال مرفوض من الطرفين. من الرجال والنساء والتشبه. ركض بالشوارع.. كشف وتحرر.. كشف للحجاب.. غزل ودلع وتميع وقلة أدب.. ضحك وقهقهه وتسحيب في الشباب.. لبس فاضح وعباية مكشوفة وقوة استعراض.. وتجيك تنبح بنظام للتحرش وحرية شخصية.. أقولها: فاسقة وفاسدة وكلبة ذكور».

وأضافت «تهاني الرفاعي»: «ما الذي يريدون إيصاله بركض النساء هكذا في الشوارع.. فجأة أصبحن مهتمات برياضة الركض! وأين؟ في الشارع!».

وتابعت: «هناك طرق كثيرة لممارسة الرياضة بعيدا عن الابتذال في البيت أو في أندية رياضية نسائية ولكن هم لا يبحثون عما يصون المرأة المهم أن تخرج من المنزل بأي طريقة كانت».

ولفت حساب «الحقيقة دون مجاملة»: «والله ثم والله ما يرضى بهذا الانحلال والانفلات الأخلاقي إلا الديوث قليل الدين».

وتساءل: «من يرضى على بنات المسلمين التسكع والتمرد وقلة الأدب؟. حتى الكفار ما يرضون على بناتهم بعض الإسقاطات، فما بالكم نحن كمسلمين؟. وللأسف هناك ناس محسوبين علينا كمسلمين يسعون لإفساد الأمة».

ووجهت «ملاك» حديثها إلى السعوديات بالقول: «اعتقد أننا أرقى يا حواء!. هناك أندية نسائية... وأجهزه الرياضة في كل بيت.. من المخزي والعار رؤيتكم كالقطيع في الشوارع.. هذه ليست حرية فعقيمة الفكر هي من تسمع الحرية فتخلع مبادئها».

واتفقت معها «ريما»، حين غردت: «البعض يعتقد أن الحرية تكمن في نزع الحجاب، اتباع الهوى.. والتخلي عن الدين..!».

وتساءل «محمد اليحيا»: «لماذا تصب كل مشاريع حقوق المرأة في محاولة إيجاد طريقة لدفعها للتجرد من حيائها وحجابها والزج بها للاختلاط بالرجال دون مبرر؟!».

وقال: «المرأة المسلمة هي حجر الزاوية في المجتمع المسلم، لذا تُبذل الجهود لإسقاط مكانتها ومن ثم هدم كامل المجتمع وإسقاط قيمه الأخلاقية».

وتبرأ «منذر» من المشاركات في فاعليات الركض وقال: «ليسوا بسعوديات.. ليسوا من بنات البلد.. هؤلاء أما متجنسات أو وافدات.. ثقافتنا ليست هكذا. هذا تمرد وانحلال وخروج عن المألوف وعن عرف أهل البلد».

وتابع: «نطالب الجهات الحكومية المسؤلة بابراز إثباتات هؤلاء الوطنية».

ونشرت «غادة العتيبي» صورة للمشاركات في المارثون، وغردت تحتها: «لك الله يا وطني.. ولك الله ياحجاز.. تجمع فيك شذاذ الآفاق وحثالات البشرية من كل حدب وصوب وثبتهم نظام التجنيس في بلادنا فأصبحوا محسوبين علينا.. هم وأخلاقهم الوضيعة وعاداتهم الهمجية وثقافتهم التي لا تمت لنا بأي صلة.. فأصبحت تجمعنا كلمة سعودي حسبنا الله».

وتعجب «ضمير سعودي» بالقول: «إن كان المقصد رياضي، فلماذا لا يكون الجري في صالات رياضيه معزولة!.. إطلاق النساء في الشوارع له أهداف أبعد ما تكون عن الرياضة».

وتابعت «ابتهال»: «الرياضة مو محرمة على النساء لكن ليش الركض بالشارع!.. الركض بالشارع يحرق سعرات حرارية أكثر ما فهمت؟.. اركضي في سور بيتكم اركضي في النادي.. صارت عندنا أنديه تفتح النفس».

وتساءلت: «إيش يمنع.. ليش لازم كل الناس تشوفني اركض؟.. فيه ناس مفهومهم للمساواة والحرية غلط».

عودة الهيئة

أما «العتيبية»، فوجهت نداء إلى علماء المملكة بالقول: «هل ترون ما نراه في الشارع؟. أليست هذه المرأة بهذا الشكل فتنة أم الوضع عادي؟».

ولفت «على الحمنشي»، بالقول: «نحن أمة عزها الله بالدِين الحنيف. على هدى خير البريه والسلف دنيا ودين»، مضيفا: «لا حول ولا قوة الا بالله. كل يوم تظهر لنا كارثة في مدينة».

وتابع: «سيدي خادم الحرمين نخيناك تعيد رجال هيية الأمر بالمعروف لقد استشرى المنكر بغيابهم يا مولاي.. والكارثه هناك مواقع تروج للفسق».

واعتبرت «العالية»، أن «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الباب الذي بيننا وبين الفتن وبين عقاب الله».

وأضاف «أحمد علي»: «99.99% من الشعب يطالبون وبصوت واحد رجوع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبكامل صلاحيتها، لأنها وباختصار الحل الأمثل لإنهاء مظاهر الانحلال والتفسخ في البلد».

ونشر حساب «سعوديات ضد الإسقاط»، مقطع فيديو لسعودية تمشي في الشارع متشحة بالسواد والنقاب، وعلقت عليها بالقول: «كم في الحشمة من جمال.. وكم في الحياء من جاذبية.. وكم في الستر من هيبة».

وأضاف: «يا حفيدة أمهات المؤمنين كلما جددوا لك العباءة جددي لهم الصمود.. لم تُخلقي لتسري أنظار الذكور إنما خُلقتي لعبادة الله فأثبتي يا صامدة».

وتشهد فعاليات «الهيئة العامة للترفيه»، صراعا محتدما بين التيارين المحافظ والليبرالي على الساحة السعودية.

ويعكس هذا الصراع جانبا مهما من التحديات التي تواجه ما تطلق عليه الدولة خطط الإصلاح؛ والتي -حسب مراقبين- ستصطدم بأنماط الثقافة والاجتماع السائدة في المملكة منذ عقود، خاصة أنها لا تقتصر على إصلاح الاقتصاد، بل تمس بصورة مباشرة دور رجال الدين الرسميين والمستقلين في المجال العام.

وفعاليات الهيئة يراها مغردون تتعارض مع مكانة المملكة، ودورها كواجهة للإسلام وبلد يضم الحرمين الشريفين، حيث لم تظهر قبل ذلك مطلقا بتلك الصورة، كما تساءلوا عن الفراغ الذي أحدثه غياب «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» رغم كل ما كان منها من تجاوزات.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الترفية ركض انحلال السعودية الأمر بالمعروف ناشطون