من خلال هذه الصفقة، تنضم أستراليا إلى نادي النخبة الذي يضم عددا قليلا من الدول التي تُشغّل غواصات تعمل بالطاقة النووية، يمكنها السفر لمسافات طويلة دون الحاجة إلى التزود بالوقود. وستوطد الصفقة الوجود الأمريكي-البريطاني في المنطقة لعقود، ضمن جهود تنسيق الدول الثلاث في مواجهة الصين، بما في ذلك دمج خطوط الإمدادات في مجال الصناعة والتقنية العسكرية. في المقابل، من المتوقع أن تثير هذه الخطوة المزيد من التوتر مع الصين، وربما تتجه لفرض مزيد من القيود التجارية الصينية على أستراليا.
كما تتكامل الخطوة مع خطط مواجهة التحركات الصينية تجاه اليابان وتايوان في بحر الصين الجنوبي والمحيط الهندي. حيث تضع الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو أولوية احتواء صعود الصين دوليا، وهو ما يتطلب تعزيز الروابط الاقتصادية والعسكرية الغربية مع قوى منطقة الإندو-باسيفيك، لمنع بكين من الهيمنة على المنطقة كخطوة ضرورية في لصعودها كقوة دولية. ومن ثم يعمل الغرب، والولايات المتحدة بصفة خاصة، على تعطيل هذه الهيمنة من خلال العمل المتوازي مع قوى المنطقة، كما في تحالف أوكوس "AUKUS" الثلاثي (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا)، وتحالف كواد "QUAD" (الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا)، وأخيرا التنسيق الثلاثي بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
وفي عام 2011 أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا عن تحالف أوكوس "AUKUS" لمواجهة التحديات الأمنية بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، ويشمل تبادل المعلومات والتقنيات في مجالات بينها الاستخبارات والصواريخ الفرط صوتية والذكاء الاصطناعي والحرب الإلكترونية، إلى جانب تزويد أستراليا بصواريخ توماهوك كروز.
