إنجازات تركيا في قطاع الطاقة.. ماذا تعني؟

الأربعاء 3 مايو 2023 08:31 ص

يوسف علي أوغلو - الخليج الجديد

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال أقل من أسبوعين، عن 4 إنجازات في قطاع الطاقة. شمل ذلك بدء ضخ غاز حقل "سقاري" بالبحر الأسود في الشبكة المحلية في 20 أبريل/نيسان، وتدشين محطة "أكويو" للطاقة النووية بولاية مرسين التي تعد الأولى بالبلاد في 27 أبريل/نيسان. وفي 2 مايو/أيار، دشن أردوغان محطة طاقة شمسية في ولاية قونية تعد الأكبر في أوروبا وأحد أكبر 5 محطات من نوعها بالعالم، كما أعلن عن اكتشاف حقل "آيبوكه" النفطي بولاية شرناق، وهو الأكبر في تاريخ البلاد.

ستوفر محطة "أكويو"، عندما تدخل جميع وحداتها الخدمة تباعا حتى 2028، حوالي 10% من احتياجات تركيا من الكهرباء، فيما سيلبي حقل "مرسين"، البالغ حجم احتياطاته 700 مليار متر مكعب، نحو 30% من احتياجات البلاد من الغاز عندما يصل إلى طاقته الكاملة. كما ستساهم محطة الطاقة الشمسية في قونية، التي تبلغ سعتها الإنتاجية 1350 ميجاواط، في توفير احتياجات الكهرباء لمليوني شخص، وزيادة حصة الطاقة الشمسية في إجمالي توليد الكهرباء بنسبة 20%. أما حقل "آيبوكه" النفطي فتبلغ قدرته الإنتاجية 100 ألف برميل يوميًا، والتي قال الرئيس أدوغان إنه بفضله ستصبح تركيا إحدى الدول المصدرة للطاقة.

  • يأتي الإعلان عن تلك الإنجازات بقطاع الطاقة مع احتدام الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا المقررة في 14 مايو/أيار المقبل؛ لتشكل على ما يبدو أحد أهم أعمدة حملة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم والرئيس أردوغان.

  • تبرز أهمية تلك الإنجازات في ظل الطلب التركي المتصاعد على الطاقة مع استمرار نمو اقتصاد البلاد بوتيرة سريعة؛ حيث ستساهم في تقليص اعتماد أنقرة على واردات الطاقة، والتي يُنظر إليها على أنها تهديد لأمنها القومي.

  • ‌من المتوقع أن تساهم تلك المشروعات، نسبيا، في تقليص فاتورة الطاقة في تركيا التي كانت دوما سببا في العجز التجاري المسجل في البلاد، والذي بلغ نحو 50 مليار دولار العام الماضي (ما يزيد عن 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي). ففي عام 2022، ارتفعت فاتورة الطاقة في تركيا بنحو 91% مقارنة بالعام السابق؛ لتصل إلى ما يقرب من 97 مليار دولار.

  • سيمنح هذا حكومة تركيا فرصة أكبر لتوجيه مواردها نحو قطاعات اقتصادية أخرى، بجانب تخفيض معدل التضخم للبلاد، حيث تضع الحكومة هدفا لجعله في خانة الأحاد. كما يتوقع أن تجذب اكتشافات النفط والغاز استثمارات إضافية وخلق المزيد من فرص العمل.

  • ستزيد هذه الإنجازات من اهتمام تركيا بمنطقة شرق البحر المتوسط، بعد أن ركز أردوغان بشكل أساسي على البحر الأسود في السنوات الأخيرة لتجنب التوترات الجيوسياسية. يتطلب هذا إنجاح مسار التطبيع مع مصر، والأهم من ذلك، التوصل لتفاهمات مع اليونان وجمهورية قبرص، وهو أمر مازال يواجه تحديات جيوسياسية معقدة مرتبطة بالصراع طويل الأمد حول السيادة في بحر إيجه بين أنقرة وأثينا.

موضوعات متعلقة