قالت صحيفة «ديلي تلغراف» إن وعد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بشن ضربات ضد سوريا رغم التحذيرات الروسية، سيؤدي إلى مواجهة بين اثنين من أكثر أنظمة الأسلحة تطورا في العالم.

ورجحت الصحيفة في تقرير لها، أن يكون العمل العسكري الأمريكي ضد القدرات العسكرية والكيميائية لرئيس النظام السوري «بشار الأسد» في شكل وابل من صواريخ «توماهوك»، التي سبق أن استخدمت ضد قاعدة الشعيرات الجوية السورية في أبريل/نيسان من العام الماضي.

وأردفت بأن هذه الضربة يمكن أن تعطل بشكل كبير إذا اعترضتها صورايخ منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400»، كما أن طبيعة الصراع في سوريا تعني أن الولايات المتحدة ستستخدم على الأرجح الصواريخ البعيدة المدى في أي ضربة لقواعد «الأسد»، كما فعلت بعد الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون العام الماضي.

وألمحت الصحيفة إلى أن الروس لم يستخدموا هذه المنظومة أثناء تلك الضربة، وأن هذا القرار ربما كان محكوما بحقيقة أن ترسانة الصواريخ الروسية أصغر بكثير من الترسانة الأمريكية.

وتابعت: «مع ذلك تبدو روسيا الآن مستعدة لاستخدام قدرتها الكاملة، وقد تؤدي المواجهة الوشيكة بين صواريخ توماهوك الأمريكية وأس 400 الروسية إلى تغيير جذري في الحسابات العسكرية المستقبلية في كل من واشنطن وموسكو».

وهيمنت الصواريخ الأمريكية البعيدة المدى غير الخارقة للصوت على ساحات المعارك الأمريكية منذ نحو ثلاثة عقود قصفت خلالها أهدافا في العراق وكوسوفو وأفغانستان وليبيا، لكنها لم تُعترض قط من قبل نظام دفاع جوي حديث ومتطور مثل صواريخ إس 400 الروسية.

وذكرت الصحيفة أن «القادة الأمريكيين قد يخططون للتغلب على الصواريخ الروسية بإطلاق عدد ضخم من صواريخ توماهوك يفوق قدرة صواريخ إس 400، وأن مواجهة بهذا الحجم بين توماهوك وإس 400 ستكون المرة الأولى التي يتم فيها اختبار تلك الأنظمة بشكل مناسب ضد بعضها بعضا، ويمكن أن يكون لها تأثير عميق على التفكير العسكري في موسكو وواشنطن».

وفي وقت سابق الأربعاء، قال «ترامب» في تغريدة على «تويتر»، إن بلاده ستوجه ضربة عسكرية للنظام السوري عبر صواريخ ذكية، وذلك ردا على هجوم كيماوي شنه النظام السوري، السبت الماضي، استهدف مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وأسفر عن مقتل 78 مدنيا على الأقل وإصابة المئات.

وفي تغريدة ثانية، قال «ترامب» إن «علاقاتنا مع روسيا أسوأ مما كانت عليه في أي وقت مضى، بما في ذلك خلال الحرب الباردة».

يأتي ذلك بالتوازي مع تحذير روسي من إسقاط أي صواريخ أمريكية على الأراضي السورية.

ويتمتع رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، بدعم قوي من حليفيه، روسيا وإيران، وهو ما منع سقوطه بسبب التدخل الروسي والميليشيات الشيعية التي قاتلت إلى جانبه.