تفاصيل جديدة عن شبكة الإمارات المشبوهة بأمريكا لمهاجمة قطر

الثلاثاء 24 أبريل 2018 12:04 م

كشفت مجلة «ديلي بيست» الأمريكية، أن مسؤولا سابقا في وحدة عمليات الدعاية في وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» كان وراء إنتاج فيلم يربط قطر بالإرهاب، وذلك بتمويل إماراتي.

وذكرت المجلة الأمريكية، في تقرير أعده الصحفيان «جيسكا بيركس» و«أبيغال فيلدينغ»، أن الإمارات تواصلت مع «تشارلز أندريا»، الذي يدير شركة «أندريا أند أسوسييتس» من أجل إنتاج الفيلم، حيث تم تقديم 500 ألف دولار في أغسطس/آب الماضي؛ لإنتاج سلسلة من 6 حلقات بهدف ربط قطر بالإرهاب الدولي.

وأشارت إلى أنه تم إنتاج فيلم متقن بعنوان «قطر: التحالف الخطير»، قدم معلقين محافظين تحدثوا عن قطر وعلاقتها بالجماعات الإسلامية، بالإضافة إلى لقطات إخبارية ومواد أرشيفية.

وكان «تشارلز أندريا» يعمل في السابق مع شركة «بيل بوتينغر»، حيث أشرف أثناء ذلك على وحدة عمليات الدعاية، ونفذ عقدا وقعته الشركة مع البنتاغون بقيمة 500 مليون دولار؛ من أجل إدارة عمليات التأثير المهمة أثناء حرب العراق.

وأشارت المجلة إلى أن العقد الجديد بشأن قطر يؤكد مظاهر القلق المتزايدة حول حملة التأثير الأجنبية في قلب واشنطن، مستدركة بأنه بالرغم من أن التركيز ظل على الدور الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016 إلا أن دول الخليج أنفقت الملايين للدفع في دعايتها والتأثير على إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب».

ولفتت المجلة إلى أنه تم توزيع نسخ من هذا الفيديو في مناسبة في معهد «هدسون»، الذي نظم في أكتوبر/تشرين الأول 2017، مؤتمرا، شارك فيه متحدثون هاجموا قطر، وكان من بين المشاركين مدير استراتيجيات «ترامب» السابق «ستيفن بانون»، الذي كان المتحدث الرئيسي، بالإضافة إلى وزير الدفاع السابق «ليون بانيتا»، ومدير «سي آي إيه» السابق «ديفيد بترايوس».

وقالت المجلة إنه «رغم أن الموضوع متخصص، والمعالجة له ليست مثيرة، إلا أن الفيلم شوهد على يوتيوب أكثر من 700 ألف مرة، ويمكن تنزيله على موقع شركة أمازون».

وأورد تقرير المجلة الأمريكية نقلا عن المؤسس المشارك لشركة «بيل بوتينغر» «تيم بيل»، قوله إن «أندريا» أدار الحملة الدعائية للبنتاغون في العراق أثناء عمله مع الشركة، وتم الكشف عن هذا العقد من مكتب التحقيقات الصحافية وصحيفة «صندي تايمز» عام 2016.

وأفاد تقرير المجلة بأن البرنامج العراقي اشتمل على تقارير إخبارية ظهرت كأنها من إنتاج قنوات عربية، وفيديوهات لتنظيم «القاعدة» استخدمت لمتابعة المشاهدين لها، مشيرين إلى أن فريق العمليات النفسية الدعائية في شركة «بيل بوتينغر» تعامل مباشرة مع الجنرال «ديفيد بترايوس»، الذي كان يقود القوات الأمريكية في العراق.

وذكرت المجلة أن شركة «بيل بوتينغر» أعلنت عن إفلاسها؛ من أجل حماية نفسها من المقرضين، بعدما تورطت في حملة جدلية لإثارة العنصرية في جنوب أفريقيا.

«كامبريدج أناليتيكا»

وبحسب التقرير، فإنه تم الكشف عن عقد قطر من خلال الإعلان عن نشاطات لوبي أمام وزارة العدل، لافتا إلى أن القانون الأمريكي يطلب من الشركات الأمريكية كلها الكشف عن علاقاتها بشأن الضغط أو العلاقات العامة للعملاء الأجانب.

وأوضح تقرير المجلة الأمريكية أن الإعلان يظهر أن شركة «لابيس كومنيكيشن» اتصلت مع شركة «أندريا أند أسوسييتس/إي أند إي»، التي استخدمت في أغسطس/آب 2017، لإنتاج الفيلم.

ولفتت إلى أن شركة «لابيس كومنيكيشن» يملكها رجل أعمال أفغاني أسترالي ومقرها دبي.

وأوضحت أنه بعد اتصال شركة «لابيس» مع «أندريا» بفترة قصيرة، قام مجلس الإعلام الوطني في الإمارات بمنح عقد لشركة علاقات عامة في لندن، فيما ذهب جزء من هذا المبلغ إلى مجموعة «أس سي أل سوشيال» للقيام بحملة معادية لقطر على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا إلى أنها جزء من مجموعة «أس سي آل»، التي تملك شركة «كامبريدج أنالتيكا»، التي استغلت المعلومات في «فيسبوك».

وأشارت إلى أن «تشارلز أندريا» سجل نفسه، في يناير/كانون الثاني من هذا العام، كجزء من جماعة ضغط في مجلس الشيوخ فيما يتعلق بالعلاقات القطرية الأمريكية، ونيابة عن شركة «لابيس»، لافتة إلى أن «لابيس» و«تشارلز» لم يردا على تساؤلات مكتب التحقيقات الصحفية للتعليق على ما ورد في التقرير.

وأشارت المجلة إلى أن صحيفة «نيويورك تايمز» كشفت عن الدور الذي أداه مستشار سياسي لولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، بالتعاون مع مقرب من البيت الأبيض، وهو «إليوت برويدي»؛ للدفع بأجندة الإمارات في البيت الأبيض.

وكشفت «نيويورك تايمز» عن أن شركة برويدي «سيرسينوس» حصلت على عقود مربحة بالملايين مع الإمارات، وأن «برويدي» نفسه وزع مقترحات للقيام بحملة معادية لقطر في مارس/آذار 2017

وبحسب «ديلي بيست»، فإن «برويدي» كان من المتبرعين لمعهد «هدسون»، الذي نظم المؤتمر المعادي لقطر، ووزع فيه فيلم «قطر: التحالف الخطير».

وتختم المجلة بالقول إنه أيا كان الطرف المنتصر في المواجهة الحالية بين دول الخليج، فإن الأزمة كانت دفعة لشركات العلاقات العامة واللوبيات، ولا يزال عدد من موظفي «بوتينغر» السابقين في قلب عمليات التأثير الدولية.

  كلمات مفتاحية

الإرهاب جماعات ضغط الأزمة الخليجية كامبريدج أناليتيكا ترامب سي أي إيه

«هندرسون»: تصرفات بعض دول الحصار ضد قطر «تبدو تافهة»