توعدت (إسرائيل)، الثلاثاء، بتدمير أي نظام صاروخي روسي (قديم أو حديث) يطلق النار على طائراتها الحربية في سوريا، لكنها نفت أن تكون تقصد التصعيد مع روسيا، وذلك بعد أيام من تصريح روسي باقتراب تزويد سوريا بمنظومة «إس300» للدفاع الجوي.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي «أفيغدرو ليبرمان» في تصريحات لموقع صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «يجب أن يكون هناك شيء واضح للغاية، إذا أطلق أحد النار على طائراتنا، فسندمره».

وأوضح «ليبرمان» أن «هناك أنظمة روسية في سوريا، لا تستخدم ضدنا، لدينا خط مفتوح وحوار حقيقي، وأحياناً لا يكون في غاية البساطة، ولكنه حوار صريح ومفتوح مع الروس»، مضيفاً أن «ذلك حال دون وقوع مواجهات مع موسكو».

وتابع: «(إسرائيل) لا تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، ولكنها لن تسمح لإيران، أحد الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الأسد، بترسيخ جذورها في الدولة المجاورة».

وتأتي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بعد أيام من إعلان وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، أن «بلاده لم تعد مقيدة بالتزامات أخلاقية ضد تزويد الجيش السوري بأنظمة دفاعية صاروخية من طراز إس300».

وفي منتصف أبريل/نيسان الجاري، قال رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان الروسية الفريق «سيرغي رودسكوي»، إن موسكو تدرس إمكانية تسليم سوريا صواريخ «إس 300»، بعد الضربة العسكرية التي تعرضت لها من قبل أمريكا وفرنسا وبريطانيا.

وكان رئيس معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب «عاموس يادلين»، اقترح تدمير صواريخ «إس300» فور وصولها إلى سوريا، وقبل أن تبدأ دمشق في إدخالها ضمن منظومتها للدفاع الجوي، كاشفا عن وجود خطط إسرائيلية جاهزة لهذا الغرض.

ويقول خبراء إن المنظومة الروسية ستتيح للنظام السوري التصدي بفاعلية أكبر للغارات الجوية عليه، وقد يقيد حركة (إسرائيل) في الأجواء السورية.

لكن رئيس استخبارات الإسرائيلية الخاصة «ناتيف» السابق، «ياكوف كيدمي» يشكك في هذا الأمر، قائلا إن «تسليم (الصواريخ) سيعقد الأمور قليلاً، لكنها لن تمنع الطيران الإسرائيلي من القيام بمهامه في السماء السورية، فـ(إس 300) ليست مشكلة كبيرة، أما لو جرى الحديث عن (إس 400)، إلى جانب عناصر أخرى للدفاع الجوي، فعندها نعم».

ويمتلك الجيش السوري جيلاً سابقاً من أنظمة (إس 200)، ولدى روسيا أيضاً أنظمة (إس400) في القاعدة الجوية، التي تستخدمها على الساحل الشمالي الغربي من سوريا.

و«إس 300» هي منظومة دفاع جوي صاروخية بعيدة المدى روسية الصنع أنتجت من قبل شركة «ألماز للصناعات العلمية»، وللمنظومة عدة إصدارات، وقد صُمم النظام لقوات الدفاع الجوي السوفيتية لردع الطائرات وصواريخ كروز، وطورت بعدها إصدارات أخرى مضادة للصواريخ الباليستية.