نجحت فرق الإنقاذ في إخراج 4 من أصل 12 طفلاً، كانوا مع مدربهم عالقين داخل كهف عميق في تايلاند، حيث تم نقلهم إلى مستشفى بمروحية، وذلك في إطار عملية إخراجهم التي انطلقت منذ أكثر من أسبوعين، حيث يسابق الغواصون المتخصصون الزمن مع توقع سقوط أمطار غزيرة الأيام المقبلة.

وكان 12 لاعبا ناشئاً تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 16 عاماً، من فريق كرة قدم تايلاندي بصحبة مدربهم، انطلقوا صباح السبت الموافق 23 يونيو/حزيران الماضي، في رحلة لاستكشاف الكهوف بمنطقة تشيانج راى التايلاندية، وبعد أن توغلوا إلى مسافات كبيرة داخل إحدى الكهوف، بدأت الأمطار الكثيفة تتساقط وارتفع منسوب المياه داخل الممر الضيق للكهف، وحوصر الفريق بالمياه من كل جانب.

ووجه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، السويسري «جياني إنفانتينو»، دعوة لأفراد هذا الفريق من أجل حضور نهائي كأس العالم 2018 في روسيا، في مبادرة دعم وتضامن معهم.

وقال «إنفانتينو» في رسالة لرئيس اتحاد تايلاند لكرة القدم: «إذا عاد الأطفال لعائلاتهم في الأيام المقبلة -وهو ما أتمناه- وكانوا في صحة جيدة تسمح لهم بالسفر، فإن الفيفا يسعد بدعوتهم لحضور نهائي المونديال، وأتمنى أن يقدروا على الالتحاق بنا في النهائي الذي سيكون فرصة كبير للاحتفال».

وسيقام نهائي المونديال الروسي، على ملعب «لوجينكي» بالعاصمة موسكو، الأحد، 15 يوليو/تموز، بين الفائز من مواجهة فرنسا وبلجيكا والفائز من مواجهة إنجلترا وكرواتيا.

وأعلن حاكم تشيانج راى تعليق عملية الإنقاذ لمدة تتراوح بين 10- 20 ساعة، وذلك لحاجة رجال الإنقاذ لتغيير صهاريج الأكسجين. 

وفي وقت سابق، تدفق رجال فرق الإنقاذ من العديد من دول العالم وأبرزهم أمريكا وبريطانيا وأستراليا، وتوصلوا إلى أن عملية إخراج الصبية ستتم على ثلاث مراحل، حيث سيغوص كل صبي ممسكاً بحبل وبصحبته اثنان من الغواصين، ويحمل كل غواص أنبوب أكسجين، يخرج من الأنبوب خرطوم تنفس للصبي؛ ولكن الصبي لن يحمل أنبوباً، ويستمر الغوص حتى نقطة الاختناق.

ونقطة الاختناق هي أكبر تَحَدّ في عملية إنقاذ فتية الكهف، فهي عبارة عن منحنى حادّ وضيق جداً داخل المياه صعوداً وهبوطاً، وعند هذه النقطة سيغوص كل صبي في قناة صاعدة ومظلمة داخل الماء، يبلغ اتساعها حوالى 40سم عند إحدى النقاط، وسيتحتم على كل صبي المرور فيها بمفرده، مع حبل يصل مدخل القناة والمخرج منها.

وفي أعلى المنحنى ينحسر الماء؛ حيث يقف غواص ينتظر الصبي على صخرة؛ ليعاود الصبي بعدها الغوص هبوطاً في ماء موحل؛ ولكن بمصاحبة اثنين من الغواصين، نحو نقطة الخروج.

ويستمر الصبية في الغوص مع الغواصين المنقذين لمسافة 2.5 كيلومتر، حتى يصلوا إلى قاعدة الإمدادات؛ حيث يتم تجهيزهم للخروج.