البرازيل تفرض منهجا دراسيا لتعليم الأطفال رصد الأخبار الكاذبة

السبت 14 يوليو 2018 08:07 ص

بعد أشهر على فرض البرازيل لمناهج دراسية من شأنها أن تساعد الأطفال على اكتساب نظرة نقدية للأخبار المتداولة عبر مختلف الوسائل الإعلامية المختلفة وشبكات الإنترنت، تتطلع الدول إلى القضاء على موجات الأخبار المغلوطة والصحافة الخالية من المصداقية في وقت ساهم الإنترنت بشكل كبير في تداولها.

وقررت السلطات البرازيلية قبل عدة أشهر أن تفرض على المدارس في البلاد تعليم مادة «التحليل الإعلامي»، في قرار يهدف إلى التصدي لظاهرة تفشي «الأخبار الكاذبة» عبر الإنترنت.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتزايد فيه الجدل حول مشكلة اجتياح المعلومات لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي يتم تحميلها بواسطة أشخاص لا يعيرون المصداقية الأهمية الكافية لتداول الأنباء، ما ساهم في تفاقم مساحة الأخبار المغلوطة والشائعات المثيرة للجدل حول العالم، دون وجود آلية واضحة لمكافحتها أو لتأكيد صحتها.

ويشكل مدى الأثر الذي يمكن أن تخلفه هذه المعلومات المضللة لدى الأشخاص الأكثر عرضة لتأثيرها، مصدر قلق بالغ.

وحول ذلك، قال مدير التحرير في معهد خبراء التعليم «نوفا إيسكولا»، «لياندرو بيغوسي»، إن «الهدف هو تعليم التلاميذ كيفية رصد الأخبار الكاذبة، والآن أصبح ذلك ضمن المناهج الدراسية الوطنية؛ لأن البلاد ارتأت ضرورته».

وتابع أن «انتشار شبكات التواصل الاجتماعي خلق أوضاعاً طارئة» في هذا الإطار.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، فرضت البرازيل تعليم مادة التحليل الإعلامي، علما أن بعض المدارس أدرجتها منذ سنوات ضمن المنهج الدراسي إلى جانب المواد التقليدية كالرياضيات والتاريخ.

وتقول التلميذة «كايو رودريغيز» البالغة من عمرها 14 عاما، إن «الصحافة البرازيلية ليست كاملة، لكنها تلعب دورا أساسيا في التصدي للأخبار الكاذبة؛ لأن الإنترنت أو وسائل التثبت من الحقائق ليست متاحة للجميع.

وسجلت «كايو» في برنامج «الصحافة الشابة» الذي أطلق قبل 6 سنوات بمدرسة «كازا بلانكا» الرسمية في ساو باولو.

ويحلل التلاميذ المسجلون في برنامج «الصحافة الشابة» كذلك الأخبار المنشورة في الإعلام المحلي حول المشروع، وقد وجدوا مغالطات.

وتتمتع البرازيل، التي يبلغ عدد سكانها نحو 208 ملايين نسمة، بحضور ضخم على وسائل التواصل الاجتماعي، مع 120 مليون مستخدم لتطبيق «واتس آب» وأكثر من 100 مليون مستخدم لـ«فيسبوك»، وأكثر من 50 مليون شخص على «إنستغرام».

وبحسب «فيرونيكا مارتنز كاناتا» منسقة التكنولوجيا والتواصل في مدرسة «دانتي اليغييري» الخاصة، فإن «على الأطفال تحمل قسطهم من المسؤولية فيما يتعلق بالأخبار الكاذبة».

وترى أن «التكنولوجيا سهلت التواصل، لكن حان الوقت للتشكيك في محتواها»، وتضيف: «كأبناء للعصر الرقمي، على الأطفال والمراهقين تحمّل المسؤولية بتحليل المحتوى قبل إعادة نشره».

وتقول «فيرونيكا» إن «الأطفال يكونون سذجا في البداية، لكنهم سرعان ما يكتسبون نظرة نقدية تغير طريقة استهلاكهم للمعلومة».

وعلى الرغم من تدريس مادة التحليل الإعلامي، فإنها لن تخلق بالضرورة جيلا جديدا من المراسلين.

  كلمات مفتاحية

أخبار أطفال دراسة تعليم صحافة نقد تحليل مناهج دراسية أخبار كاذبة

مجموعة باحثين يعلنون عن «لقاح» يحصن الناس ضد الأخبار الكاذبة

«سكاي نيوز» تواصل ترويج الأخبار الكاذبة وتدعي انفجارا ضخما في أنقرة