طالب سعودي بكندا يشكو ضياع مستقبله بعد قرارات بلاده

السبت 18 أغسطس 2018 08:08 ص

نشرت هيئة الإذاعة الكندية "CBC" حوارا قالت إنها أجرته مع طالب سعودي مبتعث هناك قالت إنه يشعر بالاستياء والغضب، حيث كان على وشك مناقشة أطروحة الدكتوراه الخاصة به، والتي كان يعمل عليها لمدة 5 سنوات، قبل أن تتخذ السعودية قرار قطع العلاقات التجارية مع كندا وتأمر جميع الطلاب المبتعثين بالعودة إلى المملكة.

وقالت الهيئة إن الطالب (لم تذكر اسمه حفاظا على سلامته) قرر أن يروي حكايته وحكاية أكثر من 8 آلاف طالب سعودي متضررين بشكل أو بآخر من قرار الرياض الأخير.

وقال الطالب إنه في 5 أغسطس/آب الجاري، الذي صدر فيه قرار نقل الطلاب السعوديين من كندا، كان على بعد أيام من مناقشة أطروحة الدكتوراه التي يعمل عليها منذ 5 سنوات، حيث قام بنشر عدة مقالات حول أطروحته، وقدم أوراقا بحثية كثيرة لأستاذه المشرف، قبل أن يصدمه قرار النقل من كندا.

وقضى الطالب في كندا حتى الآن 10سنوات، أكمل خلالها تعليمه العالي بتمويل من الحكومة السعودية مستفيدا من التنوع والتعددية في المجتمع الكندي.

وقال الطالب إنه "في يوم الخامس من أغسطس/آب في حوالي الساعة 4:20 مساءً، تلقيت صورة البلاغ على تويتر من أحد زملائي. وكانت الحكومة السعودية قد استدعت سفيرها في كندا، ومنحت السفير الكندي في الرياض 24 ساعة لمغادرة البلاد".

وأضاف: "لقد صدمت قد كانت بين البلدين علاقات جيدة جدا لعقود من الزمن! ما الذي يجري؟ أدركنا بعد لحظات قليلة أن السبب كان تغريدة من السلطات الكندية (تطالب) الحكومة السعودية بإطلاق سراح نشطاء حقوق الإنسان المسجونين في السعودية. فكرت، حسنا، هذا ليس من شأني. الصراعات الدبلوماسية تحدث طوال الوقت، وسوف يتم حلها في غضون أيام قليلة".

وتابع: "بعد ذلك بساعتين، أرسل لي العديد من أصدقائي لقطة شاشة لتغريدة تويتر أخرى من المكتب الثقافي السعودي (SACB) في كندا، الذي تم تعيينه من قبل السفارة لتقديم النصح وتعقب الطلاب. جاء في التغريدة: "يطلب من جميع الطلاب إنهاء جميع العلاقات في كندا والعودة إلى المملكة خلال شهر واحد".

وقال الطالب، متابعا روايته لما حصل معه: "ماذا؟ لقد عشت في كندا لسنوات، وليست هناك طريقة لإيقاف كل علاقاتي في شهر واحد.. وهذا يشمل بيع أثاث منزل من أربع غرف نوم، والعثور على شخص ما لاستلام عقد الإيجار، وبيع سيارتي، وإخطار مدرسة طفلي، وإخطار وظيفتي، والحسابات المصرفية، والاستثمارات، وما إلى ذلك".

وأردف: "هناك الكثير الذي يجب القيام به في شهر واحد، بالإضافة إلى ذلك، انتهيت تقريباً من الحصول على درجة الدكتوراه الخاصة بي، ولا توجد طريقة لترك عملي والبدء مجددا بمكان آخر. لذا فكرت.. لن يلاحظ أحد إذا بقيت. على أي حال، إنها مجرد تغريدة، وربما هي للعلاقات العامة".

وأضاف الطالب: "في السادس من أغسطس بدأت الأمور تصبح خطيرة. تلقينا بريدًا مفصلًا بالبريد الإلكتروني من المكتب الثقافي السعودي يفيد بأنه (تم اتخاذ ترتيبات مع مكاتب ثقافية سعودية أخرى حول العالم لإجراء انتقال سلس لجميع الطلاب داخل كندا إلى بلد آخر)، وأن (هذه هي أرقام الهواتف ورسائل البريد الإلكتروني التي يمكنك الوصول إليها في حال كان لديك أي أسئلة). ماذا؟ إذن نحن الآن بضائع تحتاج للشحن الدولي؟".

اتصل الطالب السعودي بأصدقائه بعدها، وقال: "كان الجميع في حالة من الذعر. انفجرت الأخبار فجأة. كان الجميع يتحدثون عن السعودية وما تفعله بطلابها. هؤلاء هم 15 ألف شخص لديهم حياة في جميع أنحاء البلاد، المتدربون، الخريجون، الأطباء، العائلات.. جميعهم يؤمرون بترك كل شيء وراءهم. بسبب ماذا؟ تغريدة من شأنها أن تؤذي غرور ولي العهد البالغ من العمر 32 عاماً؟".

وعبر الطالب عن غضبه بالقول: "كيف يتم طردنا بدون وجه حق؟ أنا لست عبدا هم لا يمتلكونني ما علاقة هذا بالسياسة؟ كيف تتم معاقبة كندا من خلالنا نحن السعوديين الذين يعيشون هنا، هم الذين يعاقبون ماذا عن مرضى المستشفى؟".

وتابع أن سحب ما يقرب من 1000 سعودي من المستشفيات "سيخرب العمليات الجراحية المجدولة وبرنامج رعاية المرضى، وسيتعين على الأطباء الكنديين العمل لساعات إضافية لتلافي العواقب".

وتحدث الطالب، في نهاية حواره، عن ثلاثة خيارات أمام المتضررين، الأول هو الرضوخ للأوامر والعودة إلى السعودية، وهو ما يعني بالنسبة له تبخر أمل الحصول على الدكتوراه، أو تعقده، والثاني هو العودة إلى المملكة ثم السفر مجددا إلى كندا بشكل فردي، على أمل ألا يلحظ أحد من الحكومة السعودية الأمر، لكنها محاولة غير مضمونة.

أما الخيار الثالث، فهو البقاء في كندا، على أن يكون هذا البقاء بناء على تصاريح الدراسة بداية، ثم التقدم بطلب للحصول على تصريح عمل لمدة 3 سنوات عندما ينتهي تصريح الدراسة، أو التقدم للحصول على إقامة دائمة أو لجوء سياسي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية كندا الأزمة السعودية الكندية طالب مبتعث معاناة هيئة الإذاعة الكندية