"مصر بتحارب كل حاجة حلوة في حياتنا.. لكن مش هتعرف تقضي على حبنا لصلاح زي ما فشلت في القضاء على حبنا لأبوتريكة"..
بهذه الكلمات وحول مفهومها علق مغردون مصريون على الأزمة القائمة حاليا بين لاعب المنتخب المصري "محمد صلاح" واتحاد الكرة.
المغردون أكدوا أن الخاسر من هذه الأزمة هي مصر، لأن طلبات "صلاح" التي تقدم بها محاميه في خطابات رسمية لاتحاد الكرة، وعرضها لاعب "ليفربول" الإنجليزي بنفسه في بث مباشر، على صفحته، مساء الإثنين، طبيعية، وتفضح فساد الاتحاد.
محبو "صلاح"، زجوا باسم لاعب النادي الأهلي والمنتخب السابق "محمد أبوتريكة"، في الأزمة، مشيرين إلى أن "صلاح" يسير على خطى لاعب "الأهلي" السابق، فهو محارب من السلطات المصرية، لما يحمله من حب كبير بين المصريين، مؤكدين أن حملات التشويه لن تؤثر على شعبيته.
ويعتبر قطاع كبير من المصريين، أن "صلاح"، الذي بدأ حياته في نادي "المقاولون العرب"، قبل أن يخوض جولة في عدد من الدول الأوروبية، ويستقر به الحال مؤخرا في أحد أكبر الأندية الإنجليزية، شابا طموحا، وموهوبا، وقدوة للكثيرين، ويتمتع بشعبية عارمة في مصر.
"صلاح" الذي يتخذ من "أبوتريكة" قدوة له، تسير الدولة على ذات النهج معهما في محاولة التشويه، فبعد أن زعمت أن "أبوتريكة" ينتمي لجماعة "الإخوان" وحرضت أذرعها الإعلامية ضده، ووضعته على قوائم الإرهاب، رغم نفيه المتكرر لهذه الادعاءات، روجت في مؤتمر صحفي اليوم، لمطالب غير صحيحة عن "صلاح"، قبل أن يخرج الأخير ويوضح الحقائق.
أزمة "صلاح"
تسبب الاتحاد المصري لكرة القدم، في أذى بالغ لـ"صلاح"، في الأشهر الماضية، بدءا من "طائرة المنتخب" وحق استغلال صورة "صلاح"، الأزمة التي تم حلها بتدخل من وزير الرياضة السابق "خالد عبدالعزيز".
ثم سيطرت حالة من التوتر على علاقة "صلاح" مع اتحاد الكرة، بسبب قيام الأخير باستغلال حقوق اسم وصور نجم "ليفربول" في حملات إعلانية دون الرجوع له.
وبعدها، نشبت الأزمة الأكبر في روسيا، خلال فعاليات كأس العالم، بسبب زيارة بعثة المنتخب لرئيس الشيشان "رمضان قاديروف"، الأمر الذي تسبب في هجوم دولي على "صلاح" بسبب اتهام "قديروف" في عدة جرائم حرب.
تلك الأزمة تسببت في خروج تقارير تقول إن "صلاح" يفكر في "الاعتزال الدولي"، بسبب أزماته مع اتحاد الكرة.
والأحد، عاد "صلاح"، لمهاجمة اتحاد كرة القدم برئاسة "هاني أبوريدة"، بسبب ما أسماه تجاهل غير مبرر لرسائله ورسائل محاميه الخاص.
قبل أن يؤكد أنه لم يسع لافتعال مشاكل أو أزمات، وإنما طالب بحقوق له ولجميع لاعبي الفراعنة.
وشدد على أنه يتحدث عن مشكلات واضحة يراها الجميع في معسكرات المنتخب، وأنه تحدث بشكل ودي منذ فترة طويلة، لكن مسؤولي اتحاد الكرة لم يتخذوا أي خطوات، منتقدا تشويه مطالبه من جانب مسؤولي الجبلاية، خاصة أنه لم يطلب سوى توفير وسائل الراحة للاعبين من واقع ما يراه بمشواره الاحترافي في الفرق الأوروبية.
وسخر "صلاح" من اتهامات عدم الوطنية أو عدم حب مصر، قائلا: "علاقتي بالبلد ووطنيتي معروفة للجميع ولن يستطيع أحد التشكيك فيها".
"صلاح" وجد تأييدا كبيرا بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تصدرت وسوم بينهما "محمد صلاح" و"أدعم محمد صلاح"، قائمة الأكثر تداولا في مصر، قبل أن يجد دعما من رموز رياضية أخرى.
هذا الدعم، هو تكرار للدعم الكبير والشعبية الجارفة التي يجدها "أبوتريكة"، من مصريين وعرب، ضد حملات التشويه التي ينتهجها إعلام حكومي وقضاء تتهمه المنظمات الحقوقية بالتسييس.
شعبية "أبوتريكة"، كشفتها تدوينة بيضاء له، قبل نحو شهر، حصت 277 ألف إعجاب، وقرابة 35 ألف تعليق، و26 ألف مشاركة، وهو ما دفع مراقبين للحديث عن أن الشعبية الكبيرة التي يحظى بها نجم النادي الأهلي السابق، تدفع عشاقه إلى الإعجاب بكل ما ينشره، حتى لو كان "منشورا أبيض".
هذه الشعبية، جاءت رغم إدراجه في قضية "تمويل الإخوان"، التي تحمل رقم 653 لسنة 2014 على قوائم الإرهابيين، وهجوم إعلاميين مصريين عليه، وتهديدهم بالتصدي للمتعاطفين معه والمؤيدين له.
الناشطون، قالوا إنه ليس بعيدا أن يتم اتهام "صلاح" بالإرهاب، على غرار "أبوتريكة"، لفضحه فساد اتحاد الكرة، والتجاوزات التي شهدها معسكر المنتخب في كأس العالم، والذي شهد خروج المنتخب المصري من الدور الأول بعد خسارة مبارياته الثلاث، وحصوله على المركز قبل الأخير بين المنتخبات المشاركة بالبطولة.
ولفت المشاركون في الوسوم الداعمة لـ"صلاح"، إلى أن محاولات تشويه صورته لن تفلح، كما لم تفلح محاولات تشويه "أبوتريكة".
يشار إلى أن "صلاح" صاحب الـ26 عاما، مرشح لنيل جائزة أفضل لاعب في أوروبا، وسجل 35 هدفا دوليا في 59 مباراة، منها هدفان في كأس العالم 2018.