أصدرت "لجنة التحفظ والإدارة والتصرف في أموال الجماعات الإرهابية" في مصر قرارا بوضع صحيفة "المصريون" (مستقلة)، تحت تصرف مؤسسة "أخبار اليوم" (حكومية).

ويأتي القرار بعد ساعات قليلة من اقتحام قوة أمنية مسلحة مقر الصحيفة الخاصة، الكائن بوسط القاهرة، واحتجزت العاملين به والصحفيين، وصادرت هواتفهم وأغلقت حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت المحامية، "نور فهمي" إن لجنة من مؤسسة "أخبار اليوم" وصلت إلى مقر الصحيفة الخاصة، بعد ساعات من المداهمة، واجتمعت مع الموظفين والصحفيين بالدوامين الصباحي والمسائي، وأخبرتهم بقرار وضع الصحيفة تحت تصرف المؤسسة الحكومية، وأعلمتهم بسياسات النشر الجديدة للصحيفة بعد هذا الوضع، بحسب ما نقل عنه موقع "مدى مصر".

وتدير مؤسسة "أخبار اليوم" بالفعل جريدة "البورصة" وموقع "ديلي نيوز"، واللذين تحفظت عليهما السلطات، منذ أشهر بتهمة الانتماء إلى جماعة "الإخوان".

من ناحيته، أكد مدير عام مؤسسة "أخبار اليوم"، القائم بأعمال رئيس مجلس الإدارة "أحمد جلال"، تلك الأنباء، قائلا إن مؤسسته تبحث حاليا كل الأمور الإدارية الخاصة بصحيفة "المصريون" وموقعها الإلكتروني، موضحت أنه لن يتم تسريح الصحفيين والعاملين بالصحيفة.

وبعد المداهمة الأمنية للصحيفة بدقائق، غرد رئيس مجلس إدارة "المصريون"، "جمال سلطان" عبر حسابه بـ"تويتر"، قائلا: "يبقى الدرس الأهم.. خطير جدا في مصر أن تنتقد الإمارات أو أن تعارض سياساتها من خلال صحيفة مصرية، أو من خلال حسابك في تويتر".

وتأتي خطوة مداهمة "المصريون" في سياق تنفيذ قرار "لجنة التحفظ والإدارة والتصرف في أموال الجماعات الإرهابية"، برئاسة المستشار "محمد ياسر أبوالفتوح"، بالتحفظ ومصادرة أموال 1589 شخصاً متهمين بتمويل جماعة "الإخوان المسلمون"، و118 شركة، و1133 جمعية، و104 مدارس، و39 مستشفى، و62 موقعاً إخبارياً وقناة فضائية، بعد توجيه اتهامات لهم بـ"تمويل الإرهاب".

وضمت القائمة شركة "المصريون للصحافة والطباعة"، المالكة للصحيفة وموقعها الإلكتروني، والحاصلة على رخصة إصدار رسمية من المجلس الأعلى للصحافة.

ووفق مصادر قانونية، فإن الصحيفة تقدمت بتظلم أمام محكمة الأمور المستعجلة على أمر تأييد قرار التحفظ والمصادرة، من المنتظر النظر فيه 12 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وقبل أيام، قال رئيس التحرير التنفيذي للجريدة، "محمود سلطان"، في بيان، عبر "فيسبوك": "نحن صحفيون، ولسنا إرهابيين، لم نحرض يوما على دم، ولم نشجع على قتال، كنا وما زلنا ندين العنف بكل أشكاله، ننحاز إلى ضمائرنا، نقف مع الإنسان، ندافع عنه، ونعمل من أجله، الحرية هي الحلم، والحقيقة غير ذلك".

وأضاف: "اختلف معنا من اختلف، لكنه كان يشيد بمهنيتنا وبتميزنا وبتناولنا المختلف عن باقي الصحف والمواقع الأخرى في مصر، وحققنا في العام الماضي المركز الأول في جائزة التفوق الصحفي، التي تنظمها نقابة الصحفيين المصريين، وتلقينا خطاب شكر وتقدير من الهيئة الوطنية للصحافة، وكان ذلك أكبر رد على حملة التشويه التي نتعرض لها".

وفعليا، تعرض موقع "المصريون" للحجب منذ أكثر من عام، إضافة إلى أكثر من 500 موقع ومدونة، من بينها مواقع لمنظمات حقوقية مصرية ودولية ومواقع إخبارية شهيرة، فضلاً عن حجب خدمات مثل الـVPN التي تستخدم للوصول إلى المواقع المحجوبة.

وتحتل مصر المرتبة 161 بمؤشر حرية الصحافة من إجمالي 180 دولة، في تراجع عن المرتبة 159 لعام 2016.