تطرق تحقيق إلى توزيع الحوثيون مضادات طيران في عدد من المدارس والمنازل في العاصمة اليمنية صنعاء، منها مدرسة الثلايا بجانب مقر الفرقة الأولى مدرع، جوار معسكر الصيانة ،مدرسة سواد صنعاء، وسط العاصمة صنعاء، ومدرسة الطبري، وسط مدينة صنعاء التاريخية.
ولفت التحقيق الذي نشره موقع «العربي الجديد» إلى أن دعاية الحوثيين تركز على أن كل هذه التداعيات التي يعيشها اليمن تأتي نتيجة لتدخل «عاصفة الحزم»، فيما يتجاهلون أن جلبهم السلاح إلى الأحياء والمناطق القريبة من المواقع العسكرية يعد السبب الذي دفع قوات التحالف إلى توجيه القصف إلى بعض المناطق، منها تلك المنازل غير النظامية جوار مطار صنعاء، والتي كان يتمركز فيها بعض عناصر اللجان الشعبية الحوثية ويشتبه في تخزينهم السلاح، الأمر الذي راح ضحيته عدد من المدنيين بحسب شهادات أهالي الضحايا وأبناء منطقة المطار، إذ وصل إجمالي القتلى الذين راحوا ضحايا أول غارة جوية 32 قتيلاً، منهم ثماني نساء، وما يقارب 12 طفلاً بينهم أسرة واحدة من ستة أشخاص، كما تعرض أكثر من 15 شخصاً آخرين لجروح بالغة».
وأكد التحقيق على لسان العميد في كلية الشرطة «صالح الأصبحي» أن ادعاءات الحوثيين بأن لا ضحايا منهم في المناطق العسكرية، التي تنفذ فيها عمليات عاصفة الحزم، «وهمية» قائلاً: «حتى اللحظة لا يستطيعون الإفصاح عن معلومات دقيقة حول ذلك، خصوصاً وأن العمليات لا تزال في بدايتها والحوثيون يصعب دائماً الكشف عن القتلى من عناصرهم، ربما حرصاً منهم وسعياً إلى الحفاظ على الروح المعنوية بين عناصرهم، ومليشياتهم».
ونقل التحقيق عن رئيس منظمة وثاق «نجيب السعدي» أن «الخسائر العسكرية هي الهدف الرئيسي لطائرات تحالف عاصفة الحزم، إذ سيطر الحوثيون على 70% من سلاح الجيش اليمني منذ الاستيلاء على صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، وهو ما جعلهم يستقوون على بقية مكونات الشعب اليمني ويجرّون المنطقة كلها إلى حالة العنف التي تعيشها».
ومن ناحية أخرى، وحول سبب وضع الحوثيين المضادات الأرضية وسط السكان قال عضو المكتب السياسي، «ضيف الله الشامي»، «أن الحوثيين اليوم هم الطرف المظلوم، وهم الضحية، ولا يتحملون المسؤولية»، واصفا التدخل العسكري في اليمن «بالعمل السافر»، معتبرا أن من يتحمل المسؤولية عن مواجهته هو «الشعب اليمني بأكمله لأن ثورته هي المستهدفة» على حد تعبيره.
وأكد «الشامي» لـ«العربي الجديد» أن جماعته «ستقف في وجه الهجمات وستواصل معركتها ولا يهمها مواقف العالم أو ما يتحدث به المرتهنون للأحزاب السياسية اليمنية المعروفة بعمالتها، حتى آخر رجل»، على حد قوله.