بالصور.. عذراوات مكرسات يخترن منح أجسادهن للزواج بالمسيح

الأحد 9 ديسمبر 2018 07:12 ص

كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن فئة من النساء المسيحيات قالت إنهن "قدمن أنفسهن كعرائس للمسيح"، واخترن أن يتبتلن بقية أعمارهن على أمل أنهن بذلك يتزوجن بالمسيح فعلا.

واشترت "جيسيكا هايز" لنفسها فستان زفاف، وطرحة، وخاتما، لكن عندما وقفت عند المذبح بمواجهة الأسقف خلال مراسم دينية مهيبة، لم يكن إلى جانبها عريس، لأملها من الزواج من المسيح.

وذكرت "بي بي سي" أن "جيسيكا"، البالغة من العمر 41 عاما، قررت أن تصبح بتولا أو عذراء مُكرسة، أي تنضم لمجموعة نساء داخل الكنيسة الكاثوليكية يرغبن في أن يقدمن أنفسهن عرائس للمسيح.

وخلال المراسم، ترتدي المرأة فستانا أبيض اللون كثوب الزفاف التقليدي، وتتعهد بأن تحافظ على عفتها مدى الحياة، وألا تنخرط في علاقات جنسية أو حب؛ كما يرتدين خاتم زواج، وهو رمز للزواج من المسيح.

وتقول "جيسيكا"، وهي من ولاية إنديانا الأمريكية: "غالبا ما يسألني الناس: "هل أنت متزوجة؟ عادة ما أقدم توضيحا موجزا بأنني أشبه بالراهبة، أي أن هناك التزاما كاملا تجاه المسيح، لكنني أعيش في هذا العالم".

وبخلاف الراهبات، لا تعيش المتبتلات في مجتمعات مغلقة، ولا يرتدين ملابس خاصة، بل يعشن حياة علمانية، ويعملن ويعتمدن على أنفسهن.

وخارج العمل، تكرس "جيسيكا" معظم وقتها للصلاة الخاصة والتكفير عن الذنوب؛ كما تقدم تقارير إلى أسقف، وتجتمع بصفة منتظمة مع مستشارها الروحي.

وتقول: "أعيش في حي عادي، وأذهب إلى الأبرشية التي تبعد ميلين فقط عن منزلي، وأنا جاهزة لمساعدة العائلة والأصدقاء، ثم أقوم بالتدريس، لذا فأنا محاطة بأشخاص خلال النهار، ولكنني أكرس وقتا خاصا للمسيح ضمن جدولي".

وقالت "بي بي سي"، إنه "حتى ضمن الكنيسة الكاثوليكية، فإن المتبتلات مجموعة غير معروفة على نطاق واسع، وهو ما يرجع جزئيا إلى أن الكنيسة أقرت هذا الأمر قبل أقل من خمسين عاما فقط".

إلا أن "بي بي سي" ذكرت أن "مفهوم الحفاظ على العذرية قائم منذ فجر الكاثوليكية. ففي القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد، ماتت كثيرات كشهيدات أثناء محاولة البقاء مخلصات للمسيح".

وكان بينهن "أغنيس" الرومانية، التي ورد أنها قتلت بسبب رفضها الزواج من حاكم روما؛ حفاظا على "حياة العفة".

وبعد اختفاء هذه الظاهرة في القرون الوسطى، عادت مرة أخرى في عام 1971 حين أقر الفاتيكان العذرية الأبدية للنساء، بوصفها نمط حياة تطوعيا داخل الكنيسة.

وقد اتخذت "جيسيكا" قرارها عام 2013، وتم إعلانها بتولا بعد عامين.

وتقول: "على الرغم من أن مهامي لا تزال ذاتها، فإن الأمر اختلف لأن الارتباط بالمسيح كزوج أمر مختلف تمامًا عن الارتباط به كصديق".

وهي واحدة من بين 254 من "عرائس المسيح" في الولايات المتحدة، بحسب الجمعية الأمريكية للعذراوات المُكرّسات.

وهناك 4000 بتول على الأقل في العالم، وفقا لمسح في عام 2015.

وعلقت "جيسيكا" على نظرة المجتمع لهن: "يتعجب الكثيرون، ويقولون لي (أنت مثل الشخص العازب)، لذا علي أن أشرح أن المسيح هو علاقتي الأساسية، وأن ما أقوم به هو منحه جسدي".

ولاحقا، جاء في مادة مثيرة للجدل أن الفاتيكان طلب من المتبتلة "إبقاء جسدها في حالة مثالية"، أو أن تكون قد "اتبعت العفة بطريقة مثالية"، وأن هذا أمر مهم، لكنه ليس شرطا "أساسيا".

ووجدت رابطة المتبتلات الأمريكية التي تنتمي إليها "جيسيكا" أن هذه المبادئ التوجيهية "مخيبة للآمال".

وقالت الرابطة في بيان إنه "من الصادم أن نسمع من الكنيسة الأم أن العذرية الجسدية لم تعد تعتبر شرطا أساسيا".

وتقول "جيسيكا" إنها تتمنى لو كان هناك "وضوح أكثر" في الوثيقة، إلا أنها سعيدة لأن رئيس الكنيسة الكاثوليكية ركز على التبتل.

وتضيف: "ما زالت الوثيقة تقول إن المرشحات لأن يصبحن متبتلات يجب ألا يكن متزوجات أو قمن بانتهاك علني أو صارخ للعفة".

لكنها تقول: "ربما كان هناك حدث وقع صدفة في الماضي كامرأة تعرضت للاغتصاب وبالتالي ليست عذراء، ولكن لم يكن ذلك خيارها".

وترى "جيسيكا" أن الأمر يصب في النهاية في صالح تشجيع اتخاذ هذه الحالة بين الكاثوليكيات.

وتقول: "ربما تزداد هذه الحالات لأن هناك حاجة لأن يعيش أشخاص في مثل هذا الالتزام الخالص للمسيح، ربما يكون هذا ما تحتاجه الكنيسة الآن".

المصدر | بي بي سي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

المسيح المسيحية الكنيسة الكاثوليكية تبتل راهبة زواج كنيسة