فنان مصري شهير يستعيد جنسيته بعد 13 عاما على وفاته

الأربعاء 2 يناير 2019 04:01 ص

عاش مصريا، ومات سودانيا، وأخيرا أعاد له القضاء جنسيته المصرية، لتختتم المزحة الأسخف في حياة رسام الكاريكاتير المصري الشهير "رؤوف عياد" فصولها الأخيرة بعد رحيله بـ13 عاما.

بدأت الحكاية في تسعينات القرن الماضي، عندما قرر الفنان ذو التوجهات اليسارية استخراج جواز سفر، ففوجئ بموظفين حكوميين يخبرونه بأنه سودانى، ويصادرون بطاقة هويته ووثائقه المصرية، ليصبح الأمر نكتة كبيرة سخيفة بالنسبه له، ظل يرددها طوال حياته.

وفي العام 1998 أقام دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري لإثبات جنسيته المصرية، إلا أنها أصدرت حكمها في عام 2004 بعدم أحقيته.

ويعود النزاع إلى نحو قرن من الزمان قبيل صدور قرار محكمة القضاء الإداري، حين نقلت الحكومة المصرية جد "عياد" للعمل في السودان عام 1903، حين كانت مصر والسودان دولة واحدة، وبقي جده في السودان حتى وفاته عام 1938، فيما ولد والده عام 1905 هناك كذلك وعمل فيها بوصفه مصرياً بموجب تصريح عمل من الحكومة المصرية حتى أحيل للمعاش عام 1960.

وبعد إحالة والده للمعاش في 1960 عادت الأسرة إلى مصر، وأقامت في إسنا بأسوان، وحاول والده عام 1961 استخراج جواز سفر مصري إلا أن السلطات طلبت منه إثبات إقامته في مصر من سنة 1914 حتى سنة 1929، فقدم شهادة من عمد ومشايخ إسنا تفيد بأنه مصري، ولم يتابع طلبه لكبر سنه إلى أن مات، ليبدأ الابن دوره في نفس رحلة المعاناة.

وفي دعواه التي رفضها القضاء الإداري عام 2004، أكد "عياد" أنه عمل صحفياً بإحدى المؤسسات الصحفية القومية بمصر، وصار عضواً بنقابة الصحفيين ونقابة الفنانين التشكيلين بموجب شهادة ميلاد مصرية وبطاقة مصرية وتزوج من مصرية، وأعفي من التجنيد لكونه الابن الوحيد، وكان يعيش حياة طبيعية كمواطن مصري إلى أن سُحبت منه هويته المصرية -عند تقدمه لاستخراج جواز سفر مصري- وطُلب منه إثبات أن والده كان يقيم بمصر منذ سنة 1914 وحتى 1929 رغم أن الجد مصري أصيل وأقام في مصر، ومن ثم فإن والده مصري وهو كذلك بالتبعية وفقاً لقوانين الجنسية المصرية.

والفنان "رؤوف عياد" كان واحداً من أبرز رسامي الكاريكاتير من جيل الوسط بالصحافة المصرية، ولد في السودان في 25 سبتمبر/أيلول 1940، وهو خريج كلية الحقوق بجامعة عين شمس، وعمل لعقود في مجلة "صباح الخير" التي التحق بها عام 1962، وعُرف باتجاهه اليساري ومحاربته لفساد رأس المال، فنشر أعماله في صحف "الأهالي، واليسار، والقاهرة" حتى توفي في يناير/كانون الثاني 2006، عن عمر يناهز 67 عاما.

والأربعاء، بعد وفاته بنحو 13 عاما، نشرت صحف محلية مصرية، حكم المحكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار "أحمد أبو العزم"، رئيس مجلس الدولة، القاضي بأحقية "عياد"، في الحصول على الجنسية المصرية، وإلغاء حكم محكمة القضاء الإداري الصادر عام 2004.

واستندت المحكمة إلى أن والده يعد مصرياً تبعاً لجنسية والده عملاً بنص المادة 6 من قانون الجنسية رقم 19 لسنة 1929، التي أعطت الجنسية المصرية لمن ولد في القطر المصري أو في الخارج لأب مصري، دون أن تشترط أن يكون الأبن قاصراً، ومن ثم يكون -تبعاً لذلك- مصرياً أيضاً لأنه مولود في الخارج لأب مصري، خاصة وأن سفارة السودان أفادت عدم حصوله على الجنسية السودانية.

  كلمات مفتاحية

مصر جنسية محكمة رؤوف عياد فنان

السلطات المصرية تلاحق 9 فنانين بقضايا تهرب ضريبي

شاهد.. كاريكاتير بصحيفة تركية يهاجم «بن زايد»