أعادت صحيفة "إندبندنت" فتح ملف حملة التشويه التي قالت قطر إنها تعرضت لها بواسطة متظاهرين مستأجرين أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في سبتمبر/أيلول 2018، وخلال زيارة أمير قطر لبريطانيا في مايو/أيار من نفس العام.

وتحت عنوان "قطر تزعم أنها ضحية حملة تشوية إعلامية بعد عرض المال على أشخاص للمشاركة في احتجاج ضدها أمام مقرات الأمم المتحدة"، نشرت "إندبندنت" تقريرا كتبه "توم إيمبري دينس"، قال فيه إن دولة قطر زعمت أنها تعرضت إلى "حملة تشهير دولية"؛ حيث تم دفع 100 دولار لكل مشارك في تظاهرة ضدها أمام مقرات الأمم المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدوحة قالت إن شركة علاقات عامة دفعت المال لجذب أفراد للمشاركة في تظاهرة ضد قطر أمام مقر الحكومة البريطانية قرب داونينغ ستريت أثناء زيارة أميرها، الشيخ "تميم بن حمد" إلى لندن ولقاء رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" في مايو/أيار 2018، وكذلك بالقرب من مقر الأمم المتحدة في مانهاتن بنيويورك في 25 سبتمبر/أيلول، وذلك بالتزامن مع خطاب مثير للجدل ألقاه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن إحدى المتظاهرات اللائي حضرن الاحتجاج قولها إنها رصدت منشورا "مبهما" على "فيسبوك" يدعو قاطني حي بروكلين في نيويورك إلى "رفع الأعلام" و"الوقوف من أجل السلام" بالقرب من مقر الأمم المتحدة.

وقالت المرأة إن المنشور لم يذكر دولة قطر، لكنها عندما وصلت الساعة الثانية ظهرا اكتشفت أن الاحتجاج هو ضد الدولة الخليجية، وشارك فيه عدد من المتحدثين بالفرنسية كانوا يحملون اللافتات، وقالت إنها حصلت على 100 دولار عند وصولها ناولتها إياها المرأة صاحبة منشور الحشد عبر "فيسبوك".

وقالت المرأة، البالغة من العمر 23 عاما: "قامت المرأة التي وضعت الإعلان الأصلي على الفيسبوك بتجميع التظاهرة التي ضمت ممثلين ثانويين فرنسيين، وكانت نفسها فرنسية. وكان عددنا 30-40 شخصا".

وأضافت أنه كانت هناك "مجموعة ثانية من نحو أربعين شخصا يحملون الشعارات نفسها، غير أن أشكالهم كانت توحي بأنهم مصريون، وكانوا يرفعون أعلاما ويغنون ويعزفون الموسيقى".

وعبرت السيدة عن استيائها مما حصل قائلة: "عدت إلى المنزل من هذا الحدث حزينة ومبللة بسبب المطر الذي جعلونا ننتظر تحته".

وقالت إن المرأة التي كانت قائمة على هذا الحراك وأرسلت الرسائل النصية عبر "فيسبوك" ومنصات أخرى للتجميع والحشد كانت تدعى "نزهة تغموتي".

وتقول الرسالة التي أرسلتها "تغموتي": "أنظم تظاهرة تهدف إلى تعزيز السلام في العالم، ستكون هناك موسيقى وخطب تدعو للسلام وستنظم هذه الفعالية أمام مقر الأمم المتحدة".

وتضيف: "إنني بحاجة إلى أشخاص سأدفع لهم مقابل حضورهم التظاهرة المذكورة، ولن يُطلب منهم سوى الاستماع والتصفيق وحمل أعلام جميع البلدان من جميع أنحاء العالم، وسأدفع لكل واحد منهم مائة دولار".

وتكشف صفحة "فيسبوك" الخاصة بـ"تغموتي" أنها حاولت استئجار مجموعة أخرى لحضور "تسجيل مقطع إعلاني" في لندن في 22 يوليو/تموز، وذلك في اليوم نفسه الذي وصل فيه أمير دولة قطر الشيخ "تميم بن حمد" إلى العاصمة البريطانية لندن.

ويقول المنشور: "أنا أبحث عن أشخاص سأدفع لهم مقابل حضورهم لتصوير مقطع فيديو إعلاني، الأحد، من الساعة الواحدة ظهرا حتى الساعة الرابعة مساء، والأمر في غاية الاستعجال، وشكرا لمساعدتكم".

وقال دبلوماسي قطري إن بلاده "لا تزال هدفا لحملات تشهير دولية هدفها الإضرار بسمعتها وتجريدها من تنظيم بطولة كأس العالم عام 2022".

وأضاف أن مثل هذه الاحتجاجات -بما فيها تلك مدفوعة الأجر- نظمت مرارا وتكرارا في الولايات المتحدة وأوروبا وخارجها كجزء من محاولات فاشلة لنشر اتهامات زائفة ضد قطر والتلاعب بمواقفها وآرائها.

لكنه أكد أن السحر كان دائما يعود على الساحر؛ إذ ظلت هذه الحملات تُفضح في كل مرة مما زاد من تشويه سمعة منظميها في نظر المجتمع الدولي.

وقالت "إندبندنت" إنه لا يُعرف السبب الذي دفع "تغموتي"، التي تشير صفحتها على "فيسبوك" إلى أنها تعيش في باريس، لتنظيم تلك الفعاليات، كما لا يزال من غير الواضح إذا كانت "تغموتي" تقوم بما تقوم به كوسيط لطرف ثالث أم لا.

وأوضحت أن السيدة "تغموتي" انضمت بذلك إلى مجموعة غريبة من الشخصيات التي تورطت في عملية تنظيم احتجاجات مزيفة ضد قطر.

وكشفت الصحيفة أنه في أغسطس/آب الماضي، قامت ممثلة مغمورة من شرق لندن اسمها "ليزلي غندا"، وسيدة فرنسية باسم "لولا تيراند" تدعي أن لديها وكالة علاقات عامة، بمحاولة دفع أموال لممثلين كي يشاركوا في حملة تشويه ضد قطر أمام داوننغ ستريت.

وختمت الصحيفة بالقول إن هذا الحادث وغيره يأتي في الوقت الذي تخضع فيه قطر لحصار من قبل الإمارات والسعودية والبحرين ومصر.