روسيا تقلم أظفار إيران بنشر قوات موالية لها على تخوم إدلب 

الأحد 3 مارس 2019 10:03 ص

نشرت القوات الروسية قوات موالية لها على تخوم محافظة إدلب، يتكون قوامها من عناصر الفيلق الخامس المشكل من المقاتلين السابقين في فصائل المصالحات، فيما بدا تقليما لأظفار إيران وضمانا للرد على أي خرق محتمل لاتفاق التهدئة في إدلب، التي تعد آخر معاقل المعارضة السورية.

وتضم إدلب  نقاطًا عسكرية للجيش التركي في إطار اتفاق بين أنقرة وموسكو وطهران.

وتضم محافظة إدلب (المتاخمة للحدود التركية)، مع ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي منطقة "خفض تصعيد" بموجب اتفاق أبرم بين تركيا وروسيا وإيران في أستانة، عاصمة كازاخستان.

لكن روسيا، التي تنظر بقلق إلى تواجد عناصر قوات "الفرقة الرابعة" على حدود المنطقة، عمدت إلى تسريع تثبيت وقف إطلاق النار المهدد بالانهيار في إدلب بفعل الخروقات المستمرة من جانب قوات النظام.

وعمدت روسيا إلى إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية من الفيلق الخامس مؤخرا، وذلك بعد أن أرغمت قوات "الفرقة الرابعة" على الانسحاب تدريجيا من هذه المناطق، بعد اشتباكات محدودة معها في منطقة سهل الغاب بريف حماة.

والفيلق الخامس، هو تشكيل تابع للنظام السوري مدعوم من روسيا ويعتمد على المقاتلين المتطوعين وتحديدا عناصر "المصالحات"، شكلته الأخيرة في الجنوب السوري بعد فرضها "التسوية" على الفصائل.

ويشكل اتساع سيطرة المليشيات الإيرانية وقوات النظام الموالية لها (كالفرقة الرابعة)، مبعث قلق لروسيا، وتحديدا لجهة خرق اتفاق خفض التصعيد في الشمال السوري.

لكن عناصر مقاتلي الفيلق الخامس تختلف تماما عن نوعية مقاتلي المليشيات الإيرانية، إذ إن عناصر الفيلق الخامس معظمهم صالحوا النظام برعاية روسية، فهدفهم الأول هو الارتزاق، وعدم ملاحقتهم من قبل نظام "الأسد"، بحسب خبراء في الشأن السوري.

وتكشف تلك التحركات عن عزم روسيا المضي قدما في  تطبيق اتفاق "خفض التصعيد" في إدلب، على خلاف إيران التي تتزايد الشكوك بشأن نيتها خرق هذا الاتفاق، لضمان شن عمليات عسكرية كبيرة في إدلب وبسط نفوذ "الأسد" على كامل التراب السوري.

وتحتضن إدلب مئات آلاف السوريين، ويتحوف من أن عملية عسكرية واسعة فيها ستفضي لآلاف القتلى، وإطلاق موجات جديدة من الهجرة لا يمكن تحملها.

ويعتبر دفع موسكو بالفيلق الخامس إلى الخطوط المتقدمة بمثابة "نزع قرار الحرب من إيران، وتحجيما لدور مليشياتها الرافضة للاتفاق في إدلب".

وتقول مصادر سورية إن "عناصر الفيلق الخامس تلقوا شبه تطمينات باستبعاد خوض معارك عسكرية مع فصائل المعارضة بإدلب، وذلك قبل موافقتهم على الانتقال إلى الشمال السوري"، بحسب "ترك برس".

وكثفت القوات التابعة للنظام السوري والميليشيات الأجنبية المدعومة من قبل إيران، من هجماتها خلال الأسابيع الأخيرة، على مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان، كبرى مدن محافظة إدلب، ما دفع سكانها المدنيين إلى النزوح باتجاه المخيمات الواقعة على الحدود التركية، وإلى مناطق أخرى في المحافظة، تعد آمنة نسبيا.

  كلمات مفتاحية

الفيلق الخامس اتفاق إدلب وقف إطلاق النار الفرقة الرابعة المليشيات الإيرانية