خاضت النائبة المسلمة بالكونغرس الأمريكي، "إلهان عمر"، نقاشا حادا مع النائبة الديمقراطية "نيتا لوي"، حول دعم نواب أمريكيين لـ(إسرائيل)، تخللته اتهامات متبادلة بـ"معاداة السامية" و"الولاء المزدوج".
واتهمت "نيتا"، "إلهان" بأنها تميل إلى إساءة توصيف دعم (إسرائيل) من مشرعين أمريكيين، وتتهم اليهود بـ"ازدواجية الولاء".
وقالت النائبة الديمقراطية المخضرمة في تغريدة على حسابها في "تويتر"، السبت، "إن الصور النمطية الكلية عن الإسلام، مثل تلك التي تتعلق بإلهان عمر، وظهرت مؤخرا في ملصقات، هي مسيئة ولا مكان لها في الخطاب السياسي".
وتابعت "كذلك فإن العداء للسامية التي تتهم اليهود بالولاء المزدوج هي مؤلمة بنفس القدر ويجب إدانتها بشكل مستفيض".
والأحد، ظهر ملصق معاد للإسلام في اجتماع عام يرعاه الحزب الجمهوري في فيرجينيا الغربية، ويظهر وجه "إلهان" أمام برجي مركز التجارة العالمي المشتعلين بالنار حمل كتابة أعلاه تقول: "قلتم لن ننسى"، مع عبارة أخرى أسفل الملصق وأمام صورة "إلهان": "أنا الدليل على أنكم نسيتم"، في تأجيج لمشاعر الأمريكيين ضد النائبة المسلمة.
وأتبعت ذلك بتغريدة ثانية، الأحد، قالت فيها "يجب أن يكون للمشرعين قدرة على مناقشة عدم التحامل أو التعصب"، لافتة إلى أنها تشعر بالغضب والحزن بسبب استمرار إلهان في إساءة استخدام الدعم لإسرائيل".
وحثت "نيتا" "إلهان" على "التراجع عن هذا البيان (إساءة تفسير دعم إسرائيل واعتباره ولاء مزدوجا)، والمشاركة في مزيد من الحوار مع الجالية اليهودية حول لماذا بيانها هذا يعتبر جارحا".
وردت "إلهان" على الفور في تغريدة على حسابها الخاص على "تويتر" قائلة إنها تحاول ببساطة التشكيك في أساس العلاقات الأمريكية مع (إسرائيل)، وليس في الأشخاص.
وكتبت النائبة الديمقراطية المسلمة ذات الأصل الصومالي، في حسابها على "تويتر" الأحد: "ديمقراطيتنا مبنية على النقاش، عزيزتي النائبة، لا ينبغي تقديم الدعم والولاء لبلد أجنبي لكي أخدم بلدي في الكونغرس أو في لجان، لقد انتخبني أبناء المنطقة الخامسة لخدمة مصلحتهم، أنا متأكدة من أننا نتفق على ذلك".
وتابعت "أنا لم أسئ وصف العلاقات الأمريكية مع إسرائيل، لقد شككت فيها بشكل واضح".
ومضت قائلة "يتم إخباري كل يوم أنني ضد أمريكا لم أكن داعمة لإسرائيل".
وتستطرد "إلهان" في تغريدة ثالثة- "أجد أن هذه مشكلة، فأنا لست الوحيدة (التي تتعرض لذلك)، ولكنني مستعدة للتحدث عنها وتلقي الهجوم".
وأردفت "أمريكيتي يتم التشكيك فيها يوميا من قبل الرئيس، بينما يبقى زملائي صامتون. أنا أعرف معنى أن أكون أمريكية ولا أحد سيخبرني بخلاف ذلك".
وأكدت أن "معارضة (رئس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو والاحتلال لا تعني معاداة السامية. فأنا ممتنة للعديد من الحلفاء اليهود الذين تحدثوا وقالوا نفس الشيء".
وردت "نيتا" بأنه "لا يُطلب من أي عضو في الكونغرس أن يقسم بالولاء لدولة أخرى.. وتم اتهام اليهود عبر التاريخ بالولاء المزدوج، مما أدى إلى التمييز والعنف".
واشتبك في التلاسن المحتدم بين النائبتين، كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، "بريت يتسفنز"، مهاجما "إلهان بقوله: "أرجو أن يكتب شخص ما: معاداة السامية للدمى".
وتابع في ذات التغريدة على حسابه في "تويتر" الأحد: "لا أحد يتوقع أن تتعهد إلهان عمر بالولاء لإسرائيل، ولكن هجومها على الأمريكيين المؤيدين لذلك هو اتهام بازوداجية الولاء، وهذا هو الشكل الكلاسيكي لمعاداة السامية".
وردت عليه "إلهان" موضحة أن هناك من يطالبونها كل يوم بإعلان الولاء لإسرائيل، نافية أن تكون علقت على الأمريكيين الموالدلين لإسرائيل، مؤكدة "أنا اشكك في سياستنا".
وردت على هجوم "ستيفنز" بقولها: "أما إذا كنت تريد رسم كل كلمة أقولها على هذا النحو، فإن هذا يزيد مشاكلك أنت".
وتأت هذه المشادة على خلفية تصريحات أدلت بها "إلهان" الأسبوع الجاري حول تأثير مجموعة المصالح الخاصة على السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات مع (إسرائيل)، وذلك بالتزامن مع قرار إدارة الرئيس "دونالد ترامب" الأخير بشأن دمج القنصلية الأمريكية في القدس، والتي كانت معنية بالتعامل مع الفلسطينيين، مع السفارة الأمريكية لدى (إسرائيل).
