استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الجزائر وعقدة تداول السلطة

الأحد 10 مارس 2019 11:03 ص

  • موجة ثورية ستختلف حتما عن الموجة الأولى في طبيعة عملها وخصائصها.
  • فشلت الدولة العربية العميقة التي تمولها أنظمة خليجية ترعى الانقلابات على الثورات في حسم المشهد الثوري.
  • كشفت الثورات المشهد العربي والفواعل داخله وطبيعة اشتغال المنظومات الاستبدادية وفضحت روافدها العربية والغربية.

لا شك أن ما يحدث في الجزائر اليوم يمثل مشهدا لا يمكن أن ينفصل عن كامل المشهد في المنطقة العربية بما هو امتداد لتعبير الشعوب عن رفضها لمنظومات الاستبداد غير الشرعية. بناء على ذلك فإن الواقع الجزائري اليوم هو امتداد طبيعي لثورات الربيع التي عرفتها المنطقة منذ ما يقارب العقد من الزمان.

لقد نجحت الموجة الثورية الأولى في إسقاط واجهات استبدادية كثيرة لكنها لم تنجح في استئصال الدولة العميقة في البلدان التي حدثت فيها وهو ما مكّن من الانقلاب على هذه الثورات ومن إفشال الموجة الأولى.

لكن من جهة أخرى نجحت الثورات في كشف المشهد العربي وفي تعرية الفواعل داخله كما عرّت طبيعة اشتغال المنظومات الاستبدادية وفضحت روافدها العربية والغربية.

إن اندلاع الاحتجاجات السلمية في الجزائر وقبلها في السودان تؤكد أننا على أبواب الموجة الثورية الثانية التي ستكون حتما مخالفة للموجة الأولى في طبيعة عملها وفي خصائصها.

لكن اللافت للانتباه هو أن الأنظمة الحاكمة لم تستفد من دروس الربيع ولم تتعلم من المصائب الكبيرة التي نتجت عن أزمة تداول السلطة ورفض النظام الحاكم تغيير آليات الاشتغال الداخلية للدولة والمؤسسات.

وليس تشبث النظام الجزائري بالرئيس العاجز إلا خير دليل على أن النظام العربي يدفع دائما نحو الهاوية ولا يبحث عن حلول كفيلة بحقن الدماء وتجنيب الوطن مخاطر الانزلاق نحو العنف والفوضى.

فأمام الجزائر دروس كثيرة من سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن وهي تجارب كفيلة بتنبيه أهل الحل والعقد إلى أن طور الاستبداد قد ولّى وأن الهروب إلى الأمام والمناورة ليست حلولا جذرية لمشاكل أوطان ترزح منذ عقود طويلة تحت نير حكم فردي يلغي إرادة الشعوب ويسلبها حقها في تقرير المصير والمشاركة في الحكم.

لكن للأسف الشديد يبدو أن المنطق الاستبدادي هو منطق يوحد الأنظمة الحاكمة في المنطقة التي تأبى إلا أن تلاقي نفس مصير سابقيها وهو ما يترك المنطقة مفتوحة على أسوأ الاحتمالات الممكنة.

من جهة ثالثة لم تستطع الدولة العربية العميقة التي تمولها أنظمة خليجية بعينها رعت وما زالت ترعى الانقلابات على الثورات حسم المشهد الثوري، وليس الوضع في سوريا وفي مصر إلا خير دليل على ذلك.

أي أن المطالب الشعبية في التغيير والتي حركت الموجة الثورية الأولى لا تزال قائمة بل هي آخذة في التصاعد وفي التفاعل بشكل يجعل من الصعب بل من المستحيل إخمادها وطيّ صفحتها.

  • د. محمد هنيد - أكاديمي تونسي، أستاذ السياسة بجامعة السوربون، باريس

المصدر | الوطن القطرية

  كلمات مفتاحية

الجزائر احتجاجات سلمية السودان عقدة تداول السلطة منظومات الاستبداد ثورات الربيع العربي الدولة العميقة الانقلاب على الثورات أنظمة خليجية الأنظمة العربية