كشف مصور صحفي بارز في الهند، تعرضه لمضايقات من قبل السلطات القضائية الهندية، على مدى 27 عاما، على خلفية شهادته في قضية تدمير مسجد بابري من قبل متشددين هندوس عام 1992.

وقال "برافين جاين"، أحد المصورين الصحفيين البارزين في الهند، إنه شهد تدمير مسجد بابري من قبل متشددين هندوس في 6 ديسمبر/ كانون الأول 1992.

ولفت "جاين" إلى أنه تعرض لمضايقات من قبل السلطات القضائية في الهند، على خلفية شهادته في قضية تدمير المسجد.

وتابع "جاين": "كنت دائما أعود من المحكمة دون الإدلاء بشهادتي في القضية لأن محاميي الدفاع كانوا يعترضون على وجودي في مكان الحادث".

ولفت "جاين" إلى أنه يعتبر أحد الشهود العيان في قضية هدم مسجد بابري، التي يُتهم زعماء حزب الشعب الهندي ومنتسبي منظمات هندوسية متشددة بالضلوع فيها.

وقال "جاين": "شهدت كالعديد من الصحفيين في مدينة فايز آباد (بولاية أتربرديش شمالي الهند)، يوم 6 ديسمبر/كانون الأول، تدمير مسجد بابري".

وأشار "جاين" إلى أن الصحفيين الذين كانوا موجودين في مكان الحادث يوم تدمير مسجد بابري، تعرضوا لمضايقات مختلفة، الأمر الذي منعهم من الإدلاء بشهاداتهم أمام المحكمة.

وتابع: كنت برفقة العديد من الصحفيين في فايز آباد يوم هدم المسجد على يد متطرفين هندوس.

وقام محامو الدفاع عن قادة الأحزاب والسياسيين والمنظمات المتهمة بالضلوع في هدم مسجد بابري بممارسة ضغوط مختلفة ضد الصحفيين الذين شهدوا هدم المسجد ومنعوهم من الإدلاء بشهاداتهم في القضية.

تعرضتُ عدة مرات لضغوط مختلفة من أجل عدم الإدلاء بشهادتي في القضية. محامو الدفاع يطلبون مني إثبات وجودي في مكان الحادث ويمنعونني من الإدلاء بشهادتي أمام المحكمة.

وأضاف "جاين" أن قبوله من قبل المحكمة كشاهد في قضية هدم مسجد بابري، استغرق منه العمل أكثر من عامين، مشددا أنه قدم كمية كبيرة من الوثائق إلى المحكمة، بما في ذلك صورا التقطها أثناء تدمير المسجد، وتذاكر القطار وإيصالات إقامته في الفندق بمدينة فايز أباد، واعترفت المحكمة بوجوده في موقع الحادث إلا أن محامو الدفاع ينكرون ذلك رغم كل الإثباتات والوثائق التي قدمها للمحكمة.

وأكد المصور الصحفي أن المضايقات الممارسة ضده استمرت حتى بعد إثباته وجوده في مكان الحادث، وقال: عندما تقدمت بشكوى ضد محامي الدفاع الذين قاموا بمضايقتي، حدث أمر مثير للدهشة فعلا. فقد تخلت المحكمة عن مناقشة القضية الأساسية وهي شهادتي في قضية تدمير المسجد، وبدأت بمناقشة قضية ثانوية تتمحور حول فيما إذا كنت قد تعرضت لمضايقات من محامي الدفاع أم لا.

عدد مقاعد القطار

وأضاف "جاين" أن المضايقات الممارسة ضده استمرت في كل جلسة من جلسات المحكمة، التي كان يمنع فيها من الإدلاء بشهادته في القضية بذرائع واهية.

وقال: لقد تعرضت للمضايقة من خلال الهاتف. كما تعرضت لاعتداءات من قبل محامي الدفاع في المحكمة على مرأى ومسمع من القاضي الذي لم ينبس ببنت شفة.

وأعرب "جاين" عن قلقه إزاء الصور التي التقطها حول تدمير مسجد بابري، وقال: في عام 1992، لم تكن هناك كاميرات رقمية. أرشفت الصور التي التقطتها وأخذتها معي في كل جلسة. وعندما بدأت شهاداتي في القضية بعد 20 عاما، طالبني محامو الدفاع بذكر عدد المقاعد الموجودة في القطار الذي نقلني من نيودلهي إلى فايز أباد!!

تخطيط مسبق لهدم المسجد

وأشار "جاين" إلى وجود كثير من المصورين الصحفيين الذين كانوا موجودين أثناء حادثة الهدم، إلا أن العديد منهم اختاروا الابتعاد عن إجراءات المحكمة وتوفي بعضهم عقب حادثة التدمير.

وأضاف: التقطت يوم الحادث صورا كثيرة لعملية الهدم تظهر أن العملية كانت منظمة وجرى التخطيط لها مسبقا وأن الذين قاموا بعملية الهدم لم يتصرفوا من تلقاء أنفسهم.

وأشار "جاين" إلى أنه يعتبر حاليا الشاهد الوحيد على عملية الهدم التي جرى التخطيط لها مسبقا، وأن الصور التي التقطتها وثقت للشخصيات التي تنتمي للمجموعات الهندوسية المتشددة التي قامت بعملية الهدم.

وفيما يتعلق بسلوك الشرطة المحلية يوم هدم المسجد، قال "جاين" إن أفراد الشرطة المحلية كانوا يرددون شعارات باسم الإله "راما"، ولم يمنعوا المتشددين الهندوس من هدم المسجد، بل عمدوا إلى ضرب الصحفيين وتحطيم كاميراتهم وإبعادهم عن المكان.

وأشار "جاين" إلى أن قادة الأحزاب ومنتسبي المنظمات الهندوسية الذين كانوا هناك خلال هدم المسجد، لم يمنعوا المتشددين من هدم المسجد بل شجعوهم على هذا الفعل وكانوا يبدون سعادتهم تجاه هدم المسجد.

وفي 6 ديسمبر/ كانون الأول 1992، قام متشددون هندوس بهدم مسجد بابري التاريخي في مدينة فايز أباد بولاية أتربرديش الهندية، والذي بني في القرن السادس عشر من قبل الإمبراطور المغولي "ظهير الدين بابر" مؤسس الإمبراطورية المغولية في الهند، ويعتبر أكبر مساجد الولاية.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، قضت المحكمة العليا في الهند بمنح ملكية موقع مسجد بابري للهندوس، وتخصيص مكان آخر لبناء مسجد للمسلمين، رغم أن جميع أعمال التنقيب الآثارية في موقع المسجد أظهرت تاريخه الإسلامي.