استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وقاحة مصر!

الخميس 3 سبتمبر 2015 07:09 ص

لم يكلف أي زعيم إسرائيلي نفسه عناء الاتصال بالرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» لتهنئته على اكتشاف حقل الغاز الذي من شأنه إنقاذ بلاده من مشكلاتها الاقتصادية، لأن مصر التي تحارب الإرهاب، وهي شريكة الضفة الغربية و(إسرائيل) في الحرب ضد «حماس» وقطاع غزة.

 مصر اكتشفت شريان حياة في البحر وحطمت حلم (إسرائيل) بالأرباح، فقد هبطت البورصة الإسرائيلية واهتزت شركات الغاز الإسرائيلية التي استخدمت حتى الآن كل الألاعيب والحيل من أجل نهب الخزينة.

والأخطر من ذلك هو تدخل مصر بطريقة فظة في الشأن الإسرائيلي الداخلي في أعقاب الاكتشاف الوقح! فقد أجبرت «بنيامين نتنياهو» (رئيس وزراء إسرائيل) على خلع بدلة الأكاذيب والنظر إلى شركات الغاز ببياض العيون، وما فشلت في فعله المعارضة الوهمية و«الصحافة المعادية»، .. نجحت مصر في فعله باكتشافها للغاز الذي هو حرب يوم غفران اقتصادية، حينما أدخلت أنبوب القدح ففجرت بالون الاستراتيجية التي عانقت بدفء كاذب صيغة الغاز.

في البداية استند «نتنياهو» إلى حليفته إيران من أجل بيع استراتيجية الدفاع عن شركات الغاز، وإذا لم تكن إمكانية لوقف التوقيع على الاتفاق النووي، فيجب على الأقل استغلاله لصالح تسريع الموافقة على صيغة الغاز.. الاتفاق النووي كما قال في خطابه يُدخل لسوق الغاز منافس سيء وفظيع، يخفض أسعار الغاز ومدخولات (إسرائيل)، لذلك يجب تسريع الموافقة على صيغة الغاز.

هناك حاجة لقدر كبير من الوقاحة والاستخفاف بالجمهور من أجل تقديم هذا التعليل، هل مستهلكي الغاز مثل الدول الأوروبية وتركيا لا تعرف أنه ينتظرها خلف الزاوية غاز إيراني رخيص هل ستوافق إحداها على الالتزام بالسعر الإسرائيلي المرتفع، في الوقت الذي فيه بعد عام أو عامين سيتراجع سعر الغاز.

وما لم يُذكر هو أن مصر تعارض بشكل مبدئي شراء الغاز أو النفط من إيران، وأن علاقة الأردن مع إيران باردة إلى درجة التجميد، أما تركيا التي تعتبر في (إسرائيل) دولة عدو فهي تشتري الغاز من إيران وروسيا.

لكن من قال إن هناك صلة بين الوقائع والقرارات؟ إذا كان يجب بيع الصيغة فيمكن تجنيد الأعداء أيضا، الخداع والتهديد مسموحان، كان يمكن لـ«نتنياهو» أن يبني على أن كل شيء يرتبط بإيران، سواء كان نووي أو غاز، يأسر القلب أو يعمي العيون.

وماذا لو لم يكن الاتفاق النووي قد وقع، ولم تكن إيران تهدد بمنافسة الغاز الإسرائيلي، هل كانت شركات الغاز في حينه ستتكرم على (إسرائيل) بسعر أرخص وشروط أفضل؟، حسب منطق «نتنياهو» فإن إيران أفضل بدون اتفاق نووي يهدد أرباح شركات الغاز، من إيران مع اتفاق يؤجل لفترة طويلة التهديد الأمني.

صحيح أن مصر كانت زبونة ممكنة، فقبل سنة هيأ متحدثون مصريون رسميون الرأي العام لاحتمالية توقيع اتفاق الغاز مع (إسرائيل)، لكن «غاز» و«إسرائيل» لا يُهضمان جيدا في البطن المصرية.

 بعد محاكمة «حسني مبارك» (الرئيس الذي أطاحت به ثورة يناير/كانون الثاني 2011)،  بالتحديد بسبب بيع الغاز الرخيص لـ(إسرائيل) في الوقت الذي تحتاج فيه مصر لهذا الغاز.

قبل اكتشاف الغاز تحدثوا في مصر عن الخطر على الأمن القومي الذي يسببه التعلق بالغاز الإسرائيلي، وأنه ستكون لـ(إسرائيل) قوة في وجه مصر عن طريق الغاز.

 الآن يستطيع «السيسي» تنفس الصعداء، فسيكون له الغاز الخاص به ويمكنه تجنيد المستثمرين وتقليص التضخم في الميزانية وتسديد الديون وإيجاد آلاف أماكن العمل.

مسموح لنا أن نفرح لفرحه، فـ«السيسي» لم يسرق شيء من (إسرائيل) وهو يستطيع منحها جارة مع وضع اقتصادي أفضل قليلا، وهذا أمر جيد.

  كلمات مفتاحية

إسرائيل مصر الغاز

«هآرتس»: السيسي يبتعد بمصر عن جذورها الإسلامية نحو «هوية فرعونية»

مركز «أبحاث الأمن القومي»: «السيسي» قوي بـ(إسرائيل)

تل أبيب: فشل «السيسي» يوثق علاقاتنا الأمنية والاقتصادية معه لتعزيز حكمه

(إسرائيل): نقل رموز نظام «السيسي» إلى أماكن سرية خشية اغتيالهم

«إسرائيل» و«السيسي»: تعاظم قيمة الكنز الإستراتيجي