الباحثون عن الذهب يدمرون ماضي السودان النفيس

الاثنين 24 أغسطس 2020 10:47 ص

كشف باحثون أن جماعات التنقيب عن الذهب في السودان دمروا العديد من المواقع الأثرية التي تشكل جل تاريخ البلاد.

وأفاد الباحثون بأن هذه الجماعات دمرت موقع جبل المراغه الأثري، الذي يعود تاريخه إلى ألفي عام باستخدام آليات عملاقة علا هديرها صاخباً في الموقع الواقع على بعد 270 كلم شمال الخرطوم، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء "الفرنسية".

وقالت خبيرة علم الآثار السودانية "حباب ادريس أحمد": "هدفهم الوحيد من الحفر هنا الحصول على الذهب، لقد قاموا بعمل جنوني ولكسب الوقت استخدموا جرافات ثقيلة".

الخبيرة التي عملت في الموقع عام 1999 مع بعثة من متحف جامعة بوسطن الأمريكية، قالت إنهم شاهدوا آليتي حفر و5 رجال يعملون عليها، بعد أن انتهوا من حفر حفرة بعمق 17 متراً وعرض 20 مترا.

وشاهدوا على الأرض آثار عجلات سيارات وأخرى أعمق لشاحنات أكبر قامت بنقل معدات الحفر وكذلك الردم، وفق الباحثة.

وبحسب الباحثة، لم يبق تقريباً شيء من الموقع الذي يعود إلى عهد "مملكة مروي" التي استمرت على مدى 700 عام من سنة 350 قبل الميلاد إلى سنة 350 ميلادية، وكان عبارة عن مستوطنة صغيرة او نقطة مراقبة لتأمين حدود المملكة.

وقال "حاتم النور" مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف: "الحفر تم تحت جنون الثراء والبحث عن الكنوز ولأن الأرض مكونة من الحجر الرملي النوبي ومغطاة بطبقة من الصدأ فإن جهاز كاشف المعادن الذي يستخدمونه يصدر صوتا لأن الحجر يحتوي على معدن الحديد، فيظنون أن هناك ذهباً وهكذا يواصلون الحفر".

وبالإضافة إلى "الجرح" الذي فتحوه في أرض الموقع التاريخي فإنهم أخذوا الصخور الإسطوانية القديمة التي شيدت بها أعمدة المكان ووضعوها فوق بعضها البعض ليجعلوها أعمدة وضعوا فوقها سقفاً وحولوها إلى غرفة للطهي وتناول الطعام.

لكن الصدمة لم تتوقف عند هذا الحد، فعندما اقتيد "لصوص الذهب" إلى قسم الشرطة، لم تمض سوى ساعات قليلة حتى أطلق سراحهم، وفق المصدر ذاته.

وقال "محمود الطيب" أستاذ علم الآثار بجامعة وارسو والخبير السابق في هيئة الآثار السودانية: "كان يجب حبسهم في السجن ومصادرة آلياتهم، هذا هو القانون"، ولكن أفرج عنهم دون توجيه تهمة لهم بل حتى تمكنوا من استعادة أدوات الحفر.

وأضاف "الطيب" أن "المجرم الحقيقي هو رب العمل، ولكن يبدو أن له علاقات مع جهات عليا".

ويحذر اختصاصيو علم الآثار السودانيون من أن هذه الحادثة ليست الوحيدة، وإنما هي جزء من عمل منظم لنهب المواقع الأثرية.

فمن بين مئات القبور العائدة إلى حقب مختلفة على جزيرة صاي الواقعة داخل مجرى نهر النيل ويبلغ طولها 12 كيلومتراً، نُبش عدد كبير منها ولا سيما تلك العائدة إلى العصر الفرعوني ودمرت أو خُربت. ويعتقد أن صائدي الذهب هم من يقفون وراء ذلك.

وفي أماكن نائية، اختفت مئات المقابر والمعابد التاريخية جراء البحث عن المعادن النفيسة.

ويأتي السودان في المرتبة الثالثة من بين منتجي الذهب في قارة إفريقيا خلف جنوب افريقيا وغانا. وقد بلغ إجمالي عائداته من المعدن النفيس العام الماضي 1.22 مليار دولار ( حوالي 1.3 مليارات يورو)، وفق البنك المركزي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

التنقيب عن الذهب

حلم العثور على الذهب المصري يراود السودانيين

جبل عامر.. السودان يستعد لاستئناف إنتاج الذهب في دارفور

مع وقف التهريب.. إنتاج السودان الرسمي من الذهب يتضاعف