كشفت صحيفة فرنسية، أن العديد من الفرنسيات المحجبات يغادرن البلاد إلى بريطانيا للعمل بحكم أن هذا البلد الأوروبي الأخير لا يفرض شروطا حول الحجاب عكس باريس التي تملي شروطا كثيرة خاصة في القطاع العمومي.
جاء ذلك في مقال بصحيفة "سليت" تحت عنوان "المسلمات المحجبات اللواتي يغادرن فرنسا لإيجاد عمل في بريطانيا".
واستعرضت الجريدة الرقمية حالة الكثير من المحجبات الفرنسيات اللائي غادرن إلى بريطانيا بسبب التضييقات في فرنسا.
وعرجت الصحيفة إلى قصة شابة تدعى "ليدي" محجبة اضطرت منذ أسابيع إلى الهجرة من فرنسا التي ولدت وترعرعت فيها للعمل كمساعدة مدرسة للغة الفرنسية في ضواحي لندن.
وتبرز كيف أن قرار الهجرة يعود إلى عدم تخليها عن الحجاب، ووجدت صعوبة في العثور على العمل في فرنسا لكنها لم تجد أي صعوبة في بريطانيا.
ووفق الصحيفة، فإن هذا النوع من الهجرة فريد منه نوعه، إذ يتعلق بهجرة بسبب الرموز والحرية الدينية داخل الغرب، من بلد أوروبي وغربي يتزعم العالم الفرنكوفوني إلى بلد أوروبي وغربي يتزعم الأنجلوسكسوني ولكنه مختلف في التعاطي مع الرموز الدينية.
وتقول عالمة الاجتماع "حنان كريمي" من جامعة ستراسبورج: "ليس لدينا معطيات حول نسبة المحجبات الفرنسيات اللواتي غادرن إلى بريطانيا لكن عددهن كبير وفي ارتفاع".
وبحسب الصحيفة، "إذا كان القانون الفرنسي قد منع الرموز الدينية في العمل العمومي، فهو لم يحدد أي قوانين خاصة بالعمل في القطاع الخصوصي، ورغم ذلك، تعمد الشركات إلى فصل الفرنسيات المحجبات، حيث تجدن العمل فقط في بعض المتاجر. في المقابل، لا تفرض بريطانيا أي شروط من أجل التحاق المحجبات بالعمل في القطاع العام والخاص".
ويأتي ذلك في وقت تتزايد الضغوط والمداهمات التي تستهدف منظمات المجتمع المدني الإسلامية بفرنسا، على خلفية مقتل مدرس فرنسي بعد عرضه رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي "محمد" على تلاميذه خلال درس عن حرية التعبير.
وكان الرئيس الفرنسي، "إيمانويل ماكرون" أحد أسباب زيادة هذا التوتر وتلك الحملة الشرسة، بإعلانه أن بلاده لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية" (المسيئة للإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم)، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.
