استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الفساد في الصين

الخميس 24 ديسمبر 2020 05:49 م

الفساد في الصين

اعتقاد المسؤولين الصينيين بقدرة "سي آي إيه" على اختراق الحزب ودائرته المغلقة أخافت قيادته من مستوى الفساد بداخله.

النشاط الاستخباراتي الأمريكي اخترق كل مناحي الحياة الصينية من الحكومة إلى الحزب الحاكم والاستخبارات والجيش.

غضب القيادة الصينية لم يتركز على اختراق "سي آي إيه" للحكومة ومؤسساتها بل على ما كشفه ذلك الاختراق من فساد.

في صين الألفية الجديدة كان المال القذر يتدفق بحرية ويحصل المسؤولون الصينيون على أضعاف رواتبهم بطرق غير شرعية.

المسؤول الذي لا يشارك في الفساد كان زملاؤه يعتبرونه مجنونا والمال قادر على شراء أي شيء كالمركز الوظيفي وكان لدى "سي آي إيه" الكثير منه.

*     *     *

تناول تحقيق أجرته مجلة أمريكية عريقة "فورين بوليسي" القدرات الصينية في كشف عملاء "سي آي ايه" في أوروبا وأفريقيا.

توقفت في التحقيق المطول، الذي اطلعت على ترجمته، عند الحافز الذي جعل الصينيين يطورون مهاراتهم التجسسية ضد الولايات المتحدة.

تقول المجلة إن الحزب الشيوعي الصيني الحاكم ضاق ذرعا بتوسع النشاط الاستخباراتي الأمريكي الذي اخترق كل ملامح الحياة الصينية من الحكومة إلى الحزب الحاكم والاستخبارات والجيش، وأبدت بكين غضبها في عام 2010 وتردد الغضب في قمة الحكومة الصينية.

يقول التحقيق إن غضب القيادة الصينية لم يكن متركزا على اختراق "سي آي إيه" للحكومة ومؤسساتها بل على ما كشفه ذلك الاختراق من فساد.

ويضيف: "في صين الألفية الجديدة كان المال القذر يتدفق بحرية ويحصل المسؤولون الصينيون على أضعاف رواتبهم بطرق غير شرعية. والمسؤول الذي لا يشارك في الفساد كان زملاؤه يعتبرونه مجنونا. وكان المال قادرا على شراء أي شيء بما في ذلك المركز الوظيفي. وكان لدى "سي آي إيه" الكثير منه".

ومن خلال تحقيق الصين في نشاطات "سي آي إيه" اكتشفت أنها تقدم أموالا لعملائها ليدفعوه كرشوة لتسلم مناصب في البيروقراطية الصينية وفي الجيش وأجهزة الاستخبارات كذلك.

في بعض الأحيان كانت الرشوة تصل إلى ملايين الدولارات، وفي بعض الأحيان كان تعويض العملاء عن تعاونهم بدفع رسوم تعليم أبنائهم في جامعات ذات رسوم باهظة. وتنقل المجلة عن أحد ضباط "سي آي ايه" السابقين قوله: "كان مستوى الفساد الحاصل مدهشا".

تقول المجلة إن اعتقاد المسؤولين الصينيين بقدرة "سي آي إيه" على اختراق الحزب ودائرته المغلقة أخافت قيادته من مستوى الفساد في داخله.

وتضيف أن "هذا أغضب قيادة الحزب التي رأت أن اختراق "سي آي إيه" للحزب لا يمثل تهديدا وجوديا بل سمح لعدو بالزحف إلى الداخل".

ومن هنا فقد أعلن شي جنبنغ في نهاية 2012 عن حملة مكافحة الفساد التي شملت محاكمة عشرات الآلاف من المسؤولين، ووصلت إلى حد اختطاف مسؤولين، وإجبارهم على العودة إلى الصين. وكانت الحملة تهدف لمنع الأمريكيين من الاستفادة من الفساد. 

يجب أن ندرك أن خطر الفساد لا يقتصر على الوضع المالي للدولة بل يتعداه إلى الوضع الوجودي لها وتسهيل اختراق الاستخبارات المعادية والصديقة على حد سواء للدولة، وحرف سياستها باتجاه مصالح تلك الدول، وليس مصلحتها.

في التجربة الصينية في مكافحة الفساد هناك إدراك من القيادة لخطورة الفساد وما قد ينتج منه من تهديد لوضعها أولا ولوضع الدولة ثانيا، ويبدو أن نجاح التجربة يكمن في أن وراءها إرادة حقيقية وحازمة من القيادة ذاتها.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

تجسس، الصين، الفساد، شي جنبنغ، سي آي إيه، الحزب الشيوعي الصيني،