اعتبرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن السعودية وصلت إلى قناعة مفادها أن حصار قطر وصل إلى نقطة لم يعد فيها مثمرا، لذلك جاء القرار في الرياض بإنهاء الأزمة مع قطر، دون إلزام الدوحة بقائمة المطالب التي كانت مقدمة من دول الحصار، في وقت سابق، والتي كانت تعد تنفيذها شرطا أساسيا لرفع الحصار وإنهاء الأزمة.

وأضافت الوكالة، في تقرير، أن قطر لطالما رغبت في حل الأزمة، لأنه يهمها في النهاية إقامة علاقات عمل مع جيرانها في الخليج، رغم نجاحها في نسج علاقات متميزة بكل من تركيا وإيران، خلال فترة الأزمة.

بدورها، تشعر إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" بالارتياحن لأنها لم ترث هذا "الشجار"، رغم أن إدارة "ترامب" ستعتبر الأمر إنجازا وانتصارا لها.

وبشكل عام، ترى "بلومبرج" أن الجميع خرج من الأزمة منتصرا على المدى القريب، لكن القضايا التي أدت إليه لم يتم حل أي منها وستظل المخاوف منها قائمة على المدى البعيد.

وأشار التقرير إلى أن حل الأزمة لم يتطرق إلى عودة قطر إلى منظمة "أوبك"، التي انسحبت منها بعد الحصار الذي فرض عليها عام 2017 بذريعة التركيز على الطاقة المنتجة من الغاز الطبيعي التي تعد قائدا في تصديرها العالمي.

وركز التقرير على السعودية مجددا، فقال إن الرياض كانت تهدف بشكل أساسي إلى سحب الدوحة من الفلك الإيراني الذي ذهبت إليه تحت ضغط الحصار والتصعيد، ولو نجحت السعودية في ذلك فسيكون ذلك تطورا مرحبا به من الجميع.

وسيحرم رفع الحصار عن قطر الجمهورية الإسلامية من 100 مليون دولار تتلقاها سنويا مقابل استخدام أجوائها من الطيران القطري. ورفع الحصار لا يعني تحويل إيران من صديق إلى عدو للدوحة، لكن السعودية ستفرح بحرمانها وتقرب دول الخليج للتحالف الداعم لأمريكا.

واختتمت "بلومبرج" تقريرها، قائلة إن الحصار تم رففعه دون حل كامل للقضايا الخلافية الأساسية، ولذلك "فلا يستبعد ظهور مواجهة ثالثة في المستقبل المنظور".