استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

المملكة وشيعتها

الاثنين 19 أكتوبر 2015 06:10 ص

واجهت المملكة العربية السعودية منذ نهاية 2014 حتى منتصف أكتوبر الحالي أربعة أحداث دامية استهدفت مساجد وحسينيات وتجمعات أبناء المذهب الشيعي.

وقد كان جلالة الملك «سلمان بن عبدالعزيز» نفسه يقود سفينة بلاده نحو التحول مع واحد من أخطر التحديات التي واجهتها المملكة واستهدفت سلمها الاجتماعي، حيث قاد جلالته عبر أوامره وتوجيهاته الخطاب السياسي إلى مستوى أعلى، وأعطى رسالة لوسائل الإعلام لرفع سقفها، لكي تتناول جذور الأزمة السنية الشيعية.

وتساوق كل هذا مع تشديد الرقابة على لغة التحريض المذهبي ومكافحة الخطاب المتطرف الذي يثير الكراهية ضد أبناء الوطن الواحد، وتوج كل هذا بتبرعه بإعادة بناء ما دمر من المساجد.

خطاب الكراهية المتصاعد ضد الشيعة في السعودية والخليج، هو مؤشر إلى مستقبل قاتم ما لم يتم تداركه، اليوم أساتذة جامعات ووعاظ يخاطبون العامة ويحرضون علناً ضد إخوانهم في الوطن، وفيهم من يجد لـ«داعش» الأعذار بإظهارها تحمي السنة من تطرف الشيعة، وفيهم من على قناة «الجزيرة» من ربط الأحداث الدامية التي عاشتها السعودية خلال 11 شهراً بما يعانيه سنة العراق.

في العام 1991 كنت ضمن مجموعة هائجة شكلت وفداً لمقابلة الشيخ «صالح التويجري» مستشار الملك «فهد بن عبدالعزيز» في مكة، بعد احتكاك مع أتباع السيد «محمد بن علوي المالكي»، داخل الحرم المكي الشريف تسبب بعراك بالأيدي بعد أن حاول بعضهم مضايقة السيد ومريديه وهو في جلسته بعد المغرب مقابل باب الندوة.

أثناء لقائنا بالشيخ «التويجري» تحدث واحد من الحانقين بغضب، فأجابهم الشيخ: «هؤلاء منذ مئات السنين على مذهبهم، ولا يحق لكم مضايقتهم ولا الاحتساب عليهم، ولا تغيير قناعاتهم، أنتم تثيرون الفتنة، والمالكي الآن سوف ينتقل إلى المدينة بعد يومين وأتمنى ألا تواصلوا أذاكم هناك، فالدولة لن تسمح لكم».

وفي ظل خيبة الأمل التي علت وجوه من طلبوا النصرة منه، سأله أحدهم وكان اسمه عبدالحميد له كنية غريبة هي (أبو اللحد): «ماذا لو أن واحداً منا صار متصوفاً وتأثر بهم، وترك دينه ودين آبائه؟»، فأجابه الشيخ: «لست أنت من يحاسب العباد».

لقد قاد السنة عبر تاريخ الإسلام منذ 14 قرناً، النهج الأكثر اعتدالاً في التعاطي مع المذهب الشيعي، وأكسبتهم قرونٌ من العلو والحكم والخلافة والملك إرثاً عريقاً وضخماً في إدارة التنوع المذهبي والطائفي، ولهذا علينا ألا نقع اليوم فريسة للتخلي عن كل ذلك الإرث الذي حافظ في مستواه الأدنى على السلم الاجتماعي.

كانت تمر لحظات قلق تنفلت فيها الأمور ولكنها تعود إلى نصابها، ولم يعرف التاريخ الإسلامي يوماً مواجهة شاملة بين أبناء الطوائف المسلمة، وعلى الخصوص السنة والشيعة. كما أنه من المهم الأخذ بالاعتبار أن الاحتفاء الواضح من السنة بالمتحولين من أبناء الشيعة، أو المتمردين الشباب الذين يواصلون ليل نهار انتقاد أبناء مذهبهم، ودعمهم والإشادة بهم، هو نهج لا يمكن وصفه بالحكمة والحصافة.

تشرف وزارة الداخلية على برامج تأهيل الموقوفين في قضايا الإرهاب، وقد أقامت الدولة مراكز تأهيل الموقوفين بمن فيهم كل أبناء الطوائف والمذاهب من السعوديين، حيث يحق لهم أن ينضموا إلى تشكيلة من البرامج تساعدهم على أن يكونوا مواطنين صالحين.

ومنذ 2011 وإثر الاضطرابات الأمنية التي عاشتها مدينة العوامية في منطقة القطيف شرق السعودية حيث يقطنها غالبية أبناء المذهب الشيعي، سعت الحكومة إلى وضع برامج إرشادية تراعي إلى حد كبير حساسية التنوع المذهبي متجاوزة ذلك إلى مساعدة الشباب على أن يكونوا مواطنين صالحين ويستثمروا طاقاتهم في بناء قدراتهم ومهاراتهم، صارفة أنظارهم نحو المستقبل، صوب النجاح والازدهار.

مثل هذه البرامج هي ما يجب إظهاره للعالم، وليس التخفي به أو الخجل من إعلانه، أو مراعاة المتطرفين، لأن بلدنا واستقراره على المحك.

  كلمات مفتاحية

السعودية الشيعة القطيف الملك سلمان الطائفية المملكة الشيعة السعوديون

مسلح من «الدولة الإسلامية» يقتل 5 في حسينية للشيعة بالسعودية

«ستراتفور»: في السعودية .. الشيعة والحكومة يشكلان حلفا مرتعشا

الهجمات على الشيعة تشكل لحظة فاصلة للدولة السعودية

«فاينانشيال تايمز»: شيعة السعودية يحشدون للدفاع عن أنفسهم مع نمو تهديد «الدولة الإسلامية»