شيخ الأزهر: تحريم تهنئة المسيحيين بأعيادهم ليس من صفات الإسلام

الخميس 30 ديسمبر 2021 05:46 ص

بالتزامن مع الجدل المثار حول تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، قبل أيام من الاحتفالات برأس السنة الميلادية، أعاد الكثير عبر منصات التواصل الاجتماعي، تصريحات لشيخ الأزهر "أحمد الطيب"، عن المسيحيين وعن حقوقهم وواجباتهم بعد انتشار فتاوى تفيد بحرمة تهنئتهم بأعيادهم.

وفي تصريحاته السابقة، أكد "الطيب" أنه لا محل ولا مجال أن يُطلق على المسيحيين أنهم أهل ذمة، وأكد أنهم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، ورفض أي حديث عن الجزية، باعتبار أنه "كان لها سياق تاريخي وانتهى"، وذكر أن النبى صلى الله عليه وسلم، وضع أول دستور نفاخر به العالم عندما قامت دولة الإسلام في المدينة المنورة، ونص فيه على أن سكان المدينة أمة واحدة، متضمنة يهود بني عوف.

وأوضح أن مصطلح الأقليات لا يعبر عن روح الإسلام ولا عن فلسفته، وأن مصطلح المواطنة هو التعبير الأنسب، والعاصم الأكبر والوحيد لاستقرار المجتمعات، مشيرا إلى أن المواطنة معناها المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين جميعًا، بخلاف مصطلح الأقليات الذي يحمل انطباعات سلبية تبعث على الشعور بالإقصاء، وتضع حواجز نفسية تتداعى وتتراكم في نفس المواطن الذي يطلق عليه أنه مواطن من الأقليات.

وقال "الطيب" إن "دولة الإسلام قامت في المدينة المنورة، وكان يرأسها النبي صلى الله عليه وسلم، على مبدأ المواطنة، وكان فيها يهود ومشركون بجانب أكثرية مسلمة".

وأضاف أن النبى صلى الله عليه وسلم، حين ذهب إلى المدينة وتكونت الدولة، وضع دستور المدينة أو وثيقة المدينة وهو أول دستور نفاخر به العالم كله بل والتاريخ، ونص فيه على أن سكان المدينة أمة واحدة، كما جاء فيه: "وَإِنّ يَهُودَ بَنِي عَوْفٍ أُمّةٌ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ، لِلْيَهُودِ دِينُهُمْ وَلِلْمُسْلِمَيْنِ دِينُهُمْ"، وهذه مواطنة كاملة في الحقوق والواجبات تقوم على أساس الأرض وعلى أساس الدولة والبقعة التي يعيش عليها الناس سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين.

وشدد شيخ الأزهر على "أن من يحرمون تهنئة المسيحيين بأعيادهم، غير مطلعين على فلسفة الإسلام في التعامل مع الآخر بشكل عام، ومع المسيحيين بشكل خاص، والتى بينها لنا الخالق عز وجل في قوله: "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ"، وبينها لنا أيضاً سبحانه وتعالى في قوله: "وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً"، وإذا قرأنا كلام المفسرين والمحدثين في هذا الجانب، سنجد أنهم وصفوا المسيحيين بأنهم أهل رأفة ورحمة وشهامة، وأنهم لا يحملون ضغينة، وأن هذه الصفات مستمرة فيهم إلى يوم القيامة، وهذا الكلام موجود في أمهات الكتب التي يدرسها الأزهر لطلابه".

وقبل أيام، اعتبر المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء السعودية، "عبدالله المطلق"، أنه "لا بأس في تهنئة غير المسلمين لمصلحة الدعوة إلى الله".

وقال: "إذا كان الإنسان له أصدقاء أو جيران ويريد أن يحسن معاملتهم ليبلغهم دين الله عمليًا فلا بأس بذلك وهذا رأي شيخ الإسلام ابن تيمية، في سبيل مصلحة الدعوة إلى الله التي هي مصلحة للمسلم وغير المسلم".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الأزهر الطيب أعياد الميلاد غير المسلمين

تهنئة المسيحيين بأعيادهم تدفع شيخ الأزهر لقمة مواقع التواصل في مصر.. ماذا حدث؟