أثار استثناء بعض الشخصيات التونسية من قرار إحالة 19 شخصية سياسية إلى المجلس الجناحي بالمحكمة الابتدائية على خلفية جرائم انتخابية وردت في تقرير محكمة المحاسبات، كالرئيس التونسي "قيس سعيد" انتقادات لاذعة واتهامات بالاحتماء بالحصانة.
وأعلنت المحكمة الابتدائية في تونس مؤخرا إحالة 19 شخصا إلى المجلس الجناحي بشبهة ارتكاب "أفعال من شأنها أن تشكل جرائم انتخابية"، تتمثل في "مخالفة تحجير الإشهار السياسي والانتفاع بدعاية غير مشروعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والدعاية خلال فترة الصمت الانتخابي".
وذكرت المحكمة أنه تعذر عليها إحالة بعض الأسماء الأخرى "لأسباب تتعلق ببعض الإجراءات الخاصة بإثارة الدعوى العمومية المرتبطة بصفة المخالف واستكمال بعض الأبحاث".
خطر على مستقبل الديمقراطية
بدوره، اعتبر حزب الاتحاد الشعبي الجمهوري، في بيان الجمعة 2022، أن استثناء "سعيّد" من قائمة المرتكبين لجرائم انتخابية خلال انتخابات 2019 "يعد خطرا على مستقبل الديمقراطية"، باعتباره من المترشحين الذين شملهم تقرير محكمة المحاسبات، وتعلقت به جريمة التمويل الأجنبي للحملة الرئاسية، وفق تقديره.
وأضاف الحزب "أن الدستور منح سعيّد الحصانة بعد الفوز في الانتخابات الرئاسية وليس قبلها، وهو ما يعد خطأ مقصودا، لأن الجريمة الانتخابية سابقة للصفة"، وبالتالي لا تنطبق عليه صفة المخالف المستثنى من قائمة المخالفين، حسب تعبيره.
الواردون في القائمة
ومن بين الشخصيات التي وردت في القائمة، رئيس حركة النهضة "راشد الغنوشي"، ورئيس حزب قلب تونس "نبيل القروي"، ورئيس الجمهورية الأسبق "محمد المنصف المرزوقي"، ورؤساء حكومات سابقين بينهم "يوسف الشاهد" و"إلياس الفخفاخ" و"مهدي جمعة" و"حمادي الجبالي"، ووزير الدفاع السابق "عبدالكريم الزبيدي".
استهداف شخصي
وفي تصريح خاص لـ"الجزيرة نت"، اعتبر الرئيس الأسبق "المنصف المرزوقي" أن الرئيس "قيس سعيد" يستهدفه شخصيا ضمن سلسلة من الإجراءات الانتقامية، بدأها بسحب جوازه الدبلوماسي وباستصدار حكم قضائي بالسجن لأربع سنوات في محاكمة سرّية، وبالاعتداء على شقيقه والتنكيل به.
ولفت "المرزوقي" إلى أن "سعيّد" بصدد الهجوم على جميع خصومه السياسيين ليظهر أمام التونسيين على أنه "المحارب لكل الفاسدين" مع تمسكه هو بالحصانة ورفعها عن آخرين.
وحذّر الرئيس الأسبق من أن دائرة تصفية الخصوم ستتوسّع خلال الأيام القادمة، في وقت تغرق فيه البلاد في الفقر والبؤس النفسي، على حد وصفه.
