هل إصابة «قاسم سليماني» على يد المعارضة السورية ”خطرة“؟

الثلاثاء 1 ديسمبر 2015 07:12 ص

أكد تقرير لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية أن «قاسم سليماني» قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني أصيب بشظايا بينما يقود رجاله في حلب، سوريا، حيث تقاتل إيران وروسيا نيابة عن «بشار الأسد»، وأن مصادر رسمية في طهران أكدت أنه يتعافى من «جروح طفيفة».

وقال تقرير الفضائية الأمريكية أن مواقع مقربة من المعارضة الإيرانية أشارت إلى إصابة «سليماني» بجراح خلال المواجهات الدائرة في ريف حلب بين المجموعات المدعومة من إيران وبين قوات الجيش الحر، وأنه الجيش السوري الحر والقوات التي تدعمها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

وكشف موقع «أسرار إيران»، المتخصص في أخبار إيران السرية، الناطق بالفارسية والقريب من «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» عن إصابة الجنرال قاسم سليماني، بـ«جروح خطرة»، هو واثنين من مرافقيه في معارك حلب، إثر تعرضهم لصاروخ مضاد للدروع من طراز «تاو»، وتم نقله بعد تلقيه الإسعافات الأولية إلى طهران، ويخضع حالياً للعلاج في أحد مستشفيات العاصمة الإيرانية.

وكان الإعلام الإيراني قد قدّم سليماني خلال الفترة الماضية على أنه «أسطورة» وشخص قادر على خوض القتال على أكثر من جبهة، ولكن التطورات العسكرية التي جرت في العراق وسوريا والخسائر الكبيرة التي تلقتها الجماعات الخاضعة لإمرته وفشله في حسم المواجهات بالكثير من الجبهات أرخت ظلالا من الشك حول قدراته الحقيقية.

3 آلاف إيراني قتلوا في سوريا

ونقلت «فوكس نيوز» عن تقرير صدر الأحد الماضي عن منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة الإيرانية، تأكيدها أنه: «نظرا لشدة إصابة سليماني بجروح تم نقله على الفور بطائرة هليكوبتر بواسطة الحرس الثوري إلى دمشق، وبعد تلقي العلاج الأولي، تم نقله إلى طهران، في مستشفى الحرس الثوري، بقية الله».

وقال تقرير المعارضة الإيرانية أنه «لا يسمح لأي زائر، وفرض قسم مكافحة التجسس بالحرس الثوري التعتيم الكلي لمنع أي تسرب على خبر إصابة سليماني وفرض على العاملين في المستشفيات أوامر صارمة بالامتناع عن الإجابة عن أي أسئلة في هذا الصدد».

واضاف التقرير: «إذا كان (سليماني) على قيد الحياة وبصحة جيدة، كما يدعي النظام، فمن السهل بالنسبة لهم لتبديد الشائعات ظهوره في مناسبة عامة»، معتبرا أن فرض السرية حوله وغيابه عن الظهور يعزز ما قيل عن إصابته الخطرة منذ وقوع الانفجار في حلب، وغياب سليماني عن الرأي العام، ما قد يكون ضربة كبيرة لمعنويات الجيش الايراني، ودفعة قوية للمعارضة السورية.

ونقلت «فوكس نيوز» عن «شاهين جبادي» المتحدث باسم مجاهدي خلق في باريس قوله: «نحن واثقون جدا حول المعلومات التي لدينا، وإذا كان على قيد الحياة وبصحة جيدة، كما يدعي النظام، فمن السهل بالنسبة لهم لتبديد الشائعات التي تبين له في مناسبة عامة».

وأضاف: «في الاجتماع الأخير كان آية الله خامنئي مع قادة الحرس الثوري الإيراني هذا الأسبوع، ولكن لم يظهر سليماني، كما جرت العادة في مثل هذه الأحداث حيث كان دائما في الصف الأمامي في مكان بارز للغاية».

وقال القيادي في «مجاهدي خلق» أنهم يعتقدون أن 3000 جنديا ايرانيا على الأقل من الحرس الثوري قتلوا حتى الآن، وأن لديهم أسماء 16 برتبة عميد وضباط كبار قتلوا خلال حملة في سوريا.

وقال أن أبرز القتلى العسكريين الايرانيين كان الجنرال حسين همداني، نائب سليماني، الذي قتل الشهر الماضي في مدينة حلب، في نفس المدينة التي وقع فيها الانفجار ضد سليماني.

وسقط عدد كبير من ضباط الحرس الثوري الإيراني مؤخرا بين قتيل وجريح في المعارك الدائرة بين الثوار السوريين ونظام بشار الأسد، كان أبرزهم الجنرال «حسين همداني» المستشار الأعلى للحرس الثوري.

لا تأكيد ولا نفي

ورد قائد فيلق القدس «قاسم سليماني»، الاثنين، على الأنباء التي تحدثت عن إصابته، مؤكداً بالقول «إني قضيتُ عمري أقطع السهول والجبال من أجل تحقيق اُمنية الشهادة»، ما يعتبره مراقبون لا هو تأكيد أو نفي لإصابته.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن سليماني القول في معرض إجابته عن الشائعات الواسعة النطاق التي تحدثت عن استشهاده أو إصابته في سوريا أجاب سليماني مبتسماً «إني قضيت عمري أقطع السهول والجبال من أجل تحقيق هذه الأُمنية».

واعترف الصحفي الإيراني أمير موسوي، المقرب من دوائر القرار في طهران، بالقول عبر صفحته بموقع فيسبوك: «نعم الأخ المجاهد الفريق قاسم سليماني تعرض لإصابة في ساحات الوغى وهو الآن بخير ويتعافى باستمرار».

ولم يقدم موسوي، الذي يدير مركزا للدراسات في إيران ويظهر باستمرار على الفضائيات العربية للدفاع عن مواقف حكومة بلاده، المزيد من التفاصيل حول طبيعة وموقع إصابة سليماني.

ولكن الناطق باسم الحرس الثوري نفي ما وصفها بـ«المزاعم» مؤكدا أن القيادي الإيراني عازم على مواصلة جهوده حتى «تحرير القدس» وفق قوله.

ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية عن المتحدث باسم الحرس الثوري، العميد رمضان شريف، نفيه لـ«مزاعم روّجت لها بعض وسائل الإعلام تقول بأن قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني قد أصيب في سوريا»، مضيفا أن الأخير: «في أتم الصحة والعافية ويواصل عمله ومساعيه بكل نشاط وحيوية لمساعدة المقاومة الإسلامية في سوريا والعراق لمواجهة الجماعات الإرهابية والتكفيرية» على حد قوله.

واتهم شريف ما أسماه «جهات معادية لإيران» بـ«محاولة تضليل الرأي العام ومساعدة وسائل الاعلام الصهيونية على الصعيد الدولي فحسب للتستر على هذه الانتصارات العظيمة وتثبيط معنويات جبهة المقاومة» وفق قوله، مضيفا أن وجود سليماني في «الخط الأمامي في مواجهة عصابة داعش والإرهابيين التكفيريين» هي «حقيقة لا تنكر»، معتبرا أن سليماني «عازم على متابعة جهوده حتى تحرير القدس الشريف من دنس الصهاينة المحتلين».

كان مجلس الأمن الدولي أصدر في 2007 قرار حظر سفر دولي وتجميد أصول بحق سليمان، ووضعته الولايات المتحدة ضمن قوائم الارهابيين، وذكر مسؤول أمريكي كبير أن العقوبات الأمريكية على سليماني ستظل قائمة رغم التوصل لاتفاق بين إيران والقوى العالمية الشهر الماضي لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات عن الجمهورية الإسلامية.

وقال المسؤول «سنواصل العقوبات على الحرس الثوري وفيلق القدس وقيادته بما في ذلك قاسم سليماني وشبكته بالكامل».

  كلمات مفتاحية

قاسم سليماني الحرس الثوري فيلق القدس حلب

الحرس الثوري ينفي إصابة «قاسم سليماني» في سوريا

«خاشقجي» يدعو لـ«الغضب» جراء «تدنيس» «قاسم سليماني» وميليشياته لمساجد حلب

«قاسم سليماني» يصف الميلشيات الإيرانية في سوريا بـ«المدافعين عن الإسلام»

«رويترز»: «سليماني» عرّاب الجهود الإيرانية لإقناع روسيا بالتدخل في سوريا

الجنرال «سليماني» أقوى مسؤول أمني بالشرق الأوسط

(إسرائيل) تؤكد إصابة «سليماني» وتستبعد حل الأزمة السورية سريعا