اكتشاف منطقة مأهولة في قطر عمرها أكثر من 3600 عام

السبت 29 يناير 2022 09:22 م

اكتشف باحثون أدلة قوية على وجود ما يشبه "واحة" محاطة بمناطق زراعية على مساحة ما يقرب من 6 كيلومترات مربعة في وسط شبه جزيرة قطر، يعود عمرها إلى أكثر من 3600 عام.

ويشير هذا الاكتشاف إلى التغيرات المناخية التي مرت بها شبه الجزيرة، وقد تكون هذه الظروف كونت مجتمعات متطورة أجادت استخدام المياه الجوفية في تقنيات الري على مساحات كبيرة في هذه المنطقة الصحراوية حاليا، التي من المحتمل أنها كانت أقل جفافا في السابق.

البحث نشرته، الأربعاء، المجلة الرسمية للجمعية الدولية لتحليل صور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد (ISPRS)، وهي من أهم وأقدم الدوريات العلمية المتخصصة في تحليل صور الأقمار الصناعية وأكثرها انتشارا.

واكتشف العلماء الذين كانوا يبحثون في الأصل عن فهم مصادر المياه الجوفية في شرق شبه الجزيرة العربية بالصدفة أثناء تحليل صور الأقمار الصناعية خلال دراسة موقع مجاور، منطقةً مستطيلة الحدود بأشكال هندسية من الداخل وأطلقوا عليها اسم "مخفية" لأنها لا تظهر للعين المجردة ولا بالصور التقليدية للأقمار الصناعية ولكنها تظهر بوضوح باستخدام صور الرادار الذي يستطيع التصوير تحت الأرض.

ويتميز الموقع المكتشف بتربته الناعمة ذات التكوين المعدني المختلفة بوضوح في شكلها الهندسي المستطيل عن بقية المناطق المحيطة به، ولا توجد في الموقع المكتشف أي آثار واضحة لبقايا مبان أو أساسات مما يرجح أن المنطقة كانت موقعا زراعيا بدائيا.

وعكف فريق البحث لمدة 3 سنوات على دراسة صور الأقمار الصناعية التي تم تصويرها خصيصا لدعم أبحاث هذه المنطقة، وتم تمويل الدراسة الأولية من الوكالة الأمريكية للتطوير الدولي لجامعتي كتلتك وجنوب كاليفورنيا.

وتعد "مخفية"، واحدة من أكبر المستوطنات المحتملة التي تم اكتشافها في المنطقة باستخدام صور رادار متطورة للأقمار الصناعية في قطر.

وكشف الباحثون من كلية الهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا، ومختبر الدفع النفاث التابع لوكالة "ناسا" أدلة على أنه كان هناك فهم واستخدام متطور للمياه الجوفية في عملية الري في المنطقة المكتشفة، بسبب اختيار الموقع في منطقة قريبة من ينابيع المياه الجوفية التي تأتي بالمياه العميقة من فوالق تحت الأرض عوضًا عن الحفر التقليدي للآبار، ووجود ما يشبه قنوات ري، كما تغيرت مكونات تربة الموقع بشكل واضح بسبب عمليات الزراعة.

ويقدم هذا الاكتشاف رؤى جديدة حول التقلبات المناخية غير المفهومة التي حدثت في شرق شبه الجزيرة العربية، وكيف أثرت هذه التغييرات على استقرار البشر والتنقلات وتكوين مجتمعات عمرانية هامة تحتاج إلى مزيد من الدراسات لفهمها.

ويقول رئيس الفريق البحثي المشترك "عصام حجي"، إن أهمية هذا البحث تكمن في أنه يكشف لنا التقلبات المناخية القديمة التي عاشتها منطقة شرق الجزيرة العربية.

وأضاف أن اكتشاف منطقة مأهولة بهذا الحجم يدل على أنه كانت هناك كميات من المياه ومناخ يسمح بالزراعة في هذا الوقت، وهو زمن ليس بالبعيد.

وأوضح أن مساحة هذه الواحة كانت تبلغ ما بين 4 و6 كيلومترات مربعة أي ما يقارب آنذاك نصف مساحة مدينة بابل.

وأوضح أن هذا الاكتشاف يرجح أنه في هذه المنطقة وجدت مجتمعات تعيش على الزراعة لفترات طويلة وأن هذه المجتمعات التي عاشت في شبه جزيرة قطر ليس شرطا أنها مجتمعات من قبائل متنقلة كما كان يعتقد في الماضي، بل مجتمعات عاشت واستقرت هناك لفترات طويلة حتى تنشئ مستوطنة ولو بدائية بهذا الحجم.

وقال "حجي" إن هذه الأدلة تدعو علماء الآثار إلى تكثيف دراسة هذه المنطقة لأنه خارج اختصاص فريقهم العلمي المتخصص في الدراسات المناخية والمياه الجوفية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر واحة مكتشفة ناسا مخفية

قطر تعلن اكتشاف كوكب نجمي جديد