استهدفت غارة للتحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، ليل الأربعاء/الخميس، عبر عملية إنزال جوي، من يشتبه في أنها عناصر تابعة لتنظيم "القاعدة"، ما أسفر عن سقوط عدة ضحايا من المدنيين.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، إن "قوات العمليات الخاصة التابعة للقيادة المركزية الأمريكية أجرت مهمة مكافحة إرهاب ناجحة هذا المساء في شمال غربي سوريا".

وأضاف بيان لـ"البنتاجون"، أنه "لم يتم تسجيل أي خسائر في صفوف القوات الأمريكية".

ولم يقدم البيان المزيد من التفاصيل، لكنه قال إنه سيتم تقديم المزيد من المعلومات حينما تصبح متوفرة.

في الوقت نفسه، قال سكان ومصادر عن المعارضة السورية، إن غارة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفت ليل الأربعاء/الخميس، من يشتبه في أنها عناصر تابع لتنظيم "القاعدة".

وأكد السكان أن ما لا يقلّ عن 12 شخصاً (بينهم 7 أطفال و3 نساء) قُتِلوا في الغارة، التي وقعت في منتصف الليل تقريباً في بلدة أطمة (شمال غربي سوريا)، ذات الكثافة السكانية العالية بالقرب من الحدود مع تركيا، حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين السوريين في مخيمات مؤقّتة أو مساكن مكتظة.

وذكرت وسائل إعلام تابعة للمعارضة السورية، أنّ قوات الإنزال الجوي انسحبت بالفعل بعد تنفيذها العملية، وأن المروحيات غادرت سماء المنطقة بعد مرور ما يزيد على ساعتين من بدء العملية الأمنية العسكرية.

وأضافت أنّ الاشتباكات تبعد عن مخيم أطمة للنازحين مسافة تقل عن كيلومتر واحد.

ونقلت مصادر محلية عن السكان أنّ أصوات مكبّرات الصوت الصادرة عن قوات الإنزال طالبت المسلّحين بالاستسلام، وإلّا سيتم تدمير منزل "الجهادي" المستهدف بالكامل.

ولم ترد تقارير بعد عن مقتل أيّ من عناصر التنظيم، لكن سكاناً قالوا إنهم سمعوا دوي إطلاق كثيف للنيران خلال العملية، ما يشير إلى حدوث مقاومة للغارة.

من جانبه، كشف "تشارلز ليستر"، الزميل والمدير في معهد الشرق الأوسط الذي يتخذ من واشنطن مقراً، أنّه "تحدّث مع سكان قالوا إنّ العملية استمرّت أكثر من ساعتين".

وأضاف: "من الواضح أنهم أرادوا هدفهم، أيّا كان، حيّاً، تبدو هذه أكبر عملية من هذا النوع منذ غارة البغدادي".

وقُتل زعيم تنظيم "الدولة" (داعش) "أبوبكر البغدادي"، في غارة للقوات الأمريكية الخاصة، في شمال غربي سوريا خلال 2019.

وذكر السكان ومصادر المعارضة، أن عدة طائرات هليكوبتر هبطت بالقرب من أطمة في محافظة إدلب، آخر جيب كبير تسيطر عليه المعارضة، وسُمِع دويّ انفجارات بالقرب من منزل "جهادي أجنبي" (لم يتم الكشف عن هويته).

وقال مسؤول من المعارضة، طالباً عدم نشر هويته، إنّ "العنصر الذي يُشتبه في أنّه المستهدَف كان مع أسرته وقت شنّ الغارة".

وأضاف المسؤول أنّ "أفراداً من هيئة تحرير الشام، (جماعة المعارضة الرئيسية التي تسيطر على أجزاء من شمال غربي سوريا)، انتشروا بالموقع بعد الغارة".

ولسنوات أطلق الجيش الأمريكي بشكل أساسي طائرات مُسيّرة لقتل كبار عناصر تنظيم "القاعدة" في شمالي سوريا، حيث أصبحت الجماعة نشطة خلال الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من 10 سنوات.

وتسيطر "هيئة تحرير الشام" على معظم شمال غربي سوريا، الذي يشمل محافظة إدلب وحزاما محيطا بها من الأراضي.

وكانت تعرف سابقا بجبهة "النصرة"، وكانت جزءا من تنظيم "القاعدة"، حتى عام 2016.