نتائج مباحثات بينيت بوتين تظهر في سوريا بدل أوكرانيا
جيش الاحتلال الصهيوني حث حكومة بينيت على اتخاذ موقف محايد من الحرب في أوكرانيا حتى يستمر التنسيق بينه وبين الجيش الروسي في سوريا.
غارة العدو بُعيد لقاء بينيت-بوتين يعطي دلالة كافية عن المساحة التي أخذتها مصالح الكيان بسوريا والحرب في أوكرانيا من لقاء امتد ثلاث ساعات ونصف!
أبدت محافل عسكرية وسياسية صهيونية مخاوفها من أن تماهي موقف الكيان الصهيوني مع أمريكا بشأن العدوان الروسي سيقيد قدرات جيش الكيان في سوريا.
اختبر الكيان الموقف الروسي بدايةً حيث ردت روسيا بعدم اعترافها بضم الجولان بعد ساعات من انتقاد لابيد التدخل العسكري الروسي بأوكرانيا كـ"انتهاك خطير للنظام الدولي".
* * *
بينما كان العالم ينتظر نتائج محادثات رئيس وزراء الكيان الصهيوني نفتالي بينيت مع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، إذ بتلك النتائج تظهر سريعا لكن في سوريا وليست في شوارع أوكرانيا.
أجرى بينيت محادثات شخصية مطولة مع الرئيس بوتين امتدت لثلاث ساعات ونصف الساعة، وبعدها طار إلى برلين للقاء المستشار الألماني أولاف شولتس، ثم تحدث هاتفيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، وبعد أقل من 24 ساعة تحدث مع بوتين هاتفيا.
كل ذلك الحراك والاختراق الدبلوماسي قُدّم على أنه محاولة لإيجاد حل دبلوماسي للحرب الدائرة في أوكرانيا، لكن على أرض الواقع كانت نتائج الاختراق الدبلوماسي تظهر سريعا عبر عدوان جوي نفذته طائرات الكيان الصهيوني على سوريا أسفر عن استشهاد مدنيين اثنين.
ظلت الصحافة الصهيونية تتساءل طيلة الأيام العشرة الماضية عن مدى تأثير الحرب في أوكرانيا في قدرات الكيان على شن غارات على سوريا تقول إنها تستهدف شحنات إيرانية إلى حزب الله اللبناني.
كشفت وسائل إعلام عبرية أن جيش الاحتلال الصهيوني حث حكومة بينيت على اتخاذ موقف محايد من الحرب في أوكرانيا حتى يستمر التنسيق بينه وبين الجيش الروسي في سوريا.
وأبدت محافل عسكرية وسياسية صهيونية مخاوفها من أن تماهي موقف الكيان مع الولايات المتحدة بشأن العدوان الروسي سيقيد قدرات الجيش الصهيوني في سوريا.
وقد اختبر الكيان الموقف الروسي في البداية، حيث ردت روسيا بعدم اعترافها بضم الجولان، وذلك بعد ساعات من تصريحات لوزير خارجية الكيان يائير لابيد الذي انتقد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، واعتبره "انتهاكا خطيرا للنظام الدولي".
طيلة الأيام العشر الماضية لم تشن طائرات العدو الصهيوني على سوريا، وشن غارة بعيد لقاء بينيت-بوتين، يعطي دلالة كافية عن المساحة التي أخذتها مصالح الكيان في سوريا من جهة والحرب في أوكرانيا من المحادثات التي امتدت إلى ثلاث ساعات ونصف الساعة!
يظهر ذلك، فيما يظهر، استخفاف روسيا بالنظام السوري، حيث بدا وكأنه مجرد أداة بيد سيد الكرملين لتحقيق مصالحه، رغم أن النظام السوري هو أحد أربع دول فقط في العالم من أصل 193 دولة، ليس من بينها الكيان الصهيوني، رفضت إدانة روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فكان رد الجميل السماح بعدوان جديد يستبيح الأرض السورية ويذهب ضحيته مدنيان!
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني
