عقبة أخيرة أمام الاتفاق النووي.. هل تنجح المفاوضات في تجاوزها؟

الثلاثاء 5 أبريل 2022 10:35 م

أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، منتصف الشهر الماضي، أنه تم إحراز تقدم كبير في محادثات إحياء الاتفاق النووي مع إيران، لكن كانت هناك حاجة إلى وقفة.

وخلال الأسبوع الأخير من مارس/آذار، سافر رئيس وفد الاتحاد الأوروبي "إنريكي مورا" إلى طهران وواشنطن للقاء المفاوضين النوويين في البلدين في محاولة للتغلب على الخلاف المتبقي.

وكان هناك سببان للتوقف: إصرار إيران على أن تزيل الولايات المتحدة الحرس الثوري من قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو تصنيف تم إدراجه في عهد الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، ومطالبة روسيا بحرية التعاون التجاري مع إيران رغم العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب حرب أوكرانيا.

وبحسب ما ورد، أصبحت روسيا راضية بعد الاتفاق على أن التعاون الروسي الإيراني في إطار الاتفاق النووي لن تعرقله العقوبات الأمريكية والأوروبية على موسكو؛ وبالتالي فإن العقبة المتبقية هي إزالة تصنيف الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

وقد عارض حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة - لا سيما إسرائيل والسعودية - إزالة تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية أجنبية؛ بحجة أن ذلك قد يزيد التهديدات الإقليمية، كما يعارض الجمهوريون في الكونجرس الأمريكي مثل هذه الخطوة. لكن بالنسبة للحكومة الإيرانية، تعد هذه القضية خط أحمر.

وكرر المبعوث الأمريكي الخاص "روبرت مالي"، مؤخرًا، أن واشنطن ستبقي على العقوبات المفروضة على الحرس الثوري حتى لو تم إزالة اسم الحرس من قائمة المنظمات الإرهابية.

وبدون مشاركة الحرس الثوري، سيكون من المستحيل الاتفاق مع إيران بشأن الأزمات الإقليمية، وهذه حجة إدارة الرئيس "جو بايدن" التي تعتبر هذه الخطوة ضرورية لتسهيل الحوار الثنائي.

وقال الجنرال "كينيث ماكنزي"، الرئيس المنتهية ولايته للقيادة المركزية الأمريكية، والذي تلقى الأمر بقتل قائد فيلق القدس "قاسم سليماني"، في يناير/كانون الثاني 2020، لصحيفة "واشنطن بوست"، مؤخرًا: "إننا بحاجة إلى إيجاد تسوية مع إيران في المستقبل".

علاوة على ذلك، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس"، مؤخرًا، إلى أنه بعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" من الاتفاق النووي في عام 2018، ارتفع عدد الهجمات التي شنتها الجماعات المدعومة من إيران بنسبة 400% بين عامي 2019 و 2020.

لكن إدارة "بايدن" ستكون في موقف صعب للدفاع عن نفسها من الضغوط السياسية الداخلية بشأن قرار الشطب، بعد أن هددت إيران بالثأر لمقتل جنرالاتها. وكان اغتيال "سليماني" انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي، والذي ردت عليه طهران بسرعة بإطلاق أكثر من 10 صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق.

ولحل هذه العقبة، يتمثل أحد الخيارات في أن تعتذر إدارة "بايدن" للحكومة الإيرانية عن قرار الاغتيال الذي أصدره "ترامب"، وأن تتعهد واشنطن وطهران بالالتزام بمبدأ عدم التدخل وعدم استخدام القوة بموجب ميثاق الأمم المتحدة.

وقد أبدت إيران ضمنيًا مرونة بشأن خفض التصعيد، لكنها لا تريد ربط هذه القضية بالاتفاق النووي، خوفًا من أن تلقي الحملة المناهضة لإيران في واشنطن والمنطقة باللوم على طهران في أي حادث جديد، وتضغط على الولايات المتحدة للتخلي مرة أخرى عن الاتفاق النووي.

وقبل أيام، جدد وزير الخارجية القطري التأكيد على أهمية التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مشيرا إلى ضرورة إبرام اتفاق بشأن الأمن الشامل في المنطقة.

وقد يؤدي إحياء الاتفاق النووي إلى تسهيل البدء في حوار جاد حول هيكل أمني إقليمي يعزز الأمن للجميع من خلال معايير ومبادئ مشتركة، مثل سيادة الدول؛ والامتناع عن التهديد بالقوة أو استخدامها؛ والنص على حل النزاعات بالطرق السلمية، وحرمة الحدود، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

ويوفر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 598 إطارًا عمليًا لحل القضايا العالقة بين إيران وجيرانها في الخليج العربي، وخاصة السعودية. ومن شأن ترتيب الأمن الجماعي أن يساعد في محاربة الإرهاب والطائفية والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، وغيرها من القضايا الأمنية التي تعد محل اهتمام مشترك.

وستكون الخطوة الأولى هي الوقف الفوري للخطاب العدائي، ثم تشكيل منتدى حوار إقليمي لمناقشة القضايا الأمنية. يمكن للمفاوضات بين إيران والدول المجاورة أن تنجح إذا تجنبت كافة الأطراف الحسابات الصفرية.

وسيحتاج نظام الأمن والتعاون الشامل إلى تدابير لبناء الثقة، مثل الزيارات العسكرية، والإخطار المسبق بالمناورات العسكرية، والشفافية في مشتريات الأسلحة، وتخفيض النفقات العسكرية، واتفاقات عدم الاعتداء، وتشكيل فرق عمل مشتركة لإدارة الأزمات.

ويمكن أن يعالج الالتزام بهذه المبادئ مخاوف جميع الأطراف، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيران والسعودية.

المصدر | حسين موسويان/ ميدل إيست آي – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاتفاق النووي الحرس الثوري إيران العلاقات الإيرانية الأمريكية

نواب البرلمان الإيراني يضعون شروطا لإحياء الاتفاق النووي