بعد اتفاق نادر في بداية حرب أوكرانيا.. أوروبا تنقسم بشأن شراء الطاقة الروسية

الجمعة 8 أبريل 2022 08:32 م

بعد وحدة نادرة في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، عاد شبح الانقسام ليخيّم على العلاقات الأوروبية إذ اتُهمت ألمانيا بالأنانية، واتُهم الرئيس الفرنسي بالتفاوض مع "مجرم"، فيما أعاد المجريون انتخاب "فيكتور أوربان" المقرّب من روسيا.

ويقول عضو البرلمان الأوروبي من يسار الوسط، رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق "إنريكو ليتا": "حتى الآن، أظهرت أوروبا وحدة استثنائية، وندخل الآن فترة قرارات صعبة".

الرهان بسيط وبالغ الأهمية في الوقت نفسه: هل يجب التوقف عن شراء الطاقة من روسيا التي تمول عائداتها بشكل مباشر جهدها الحربي في أوكرانيا، رغم تواصل اعتماد العديد من الدول الأوروبية عليها من ألمانيا إلى سلوفاكيا؟

ومنذ بدء الهجوم الروسي، في 24 فبراير/شباط الماضي، شدّد الأوروبيون عقوباتهم على النخبة والاقتصاد الروسيين مع كل تصعيد جديد، مراهنين على أن الكلفة التي سيتكبدها الرئيس "فلاديمير بوتين" قريبًا ستكون باهظة إلى درجة لا تسمح له بمواصلة الحرب.

وجمّدت دول الاتحاد الأوروبي حتى الآن ما لا يقل عن 29.5 مليار يورو من الأصول الروسية والبيلاروسية (تعمل وحدات روسية في أوكرانيا انطلاقًا من بيلاروسيا المجاورة). ووافق الأوروبيون، الخميس، على حظر واردات الفحم الروسي، وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية.

ويضيف "إنريكو ليتا" لوكالة "فرانس برس"، أن "العقوبات التي تم اتخاذها شديدة للغاية لكنها تحتاج إلى وقت لتحقيق نتائج.

وتابع: "كلنا توقعنا عملية تستغرق بضعة أيام أو حتى أسابيع قليلة، لكننا نجد أنفسنا، اليوم، في وضع لا نرى نهايته".

هل المفتاح بيد برلين؟

في الأسابيع التي سبقت الحرب، لوّحت الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، بمجموعة عقوبات شديدة، على أمل أن تثني "فلاديمير بوتين" عن التدخل في أوكرانيا.

ويشير نائب مدير معهد "صندوق مارشال الألماني" في باريس، "مارتن كوينز" إلى أن "ذلك جعل من الممكن الرد بسرعة، بعد 24 فبراير/شباط الماضي، لكنه بلغ حدوده، وصارت تُطرح مسألة الغرض من العقوبات".

2022-04-2022_3_1_21_1_33_977

ويوضح لـ"فرانس برس" أن الجدل يتركز الآن على "قضية الطاقة، والحيّز الزمني للعقوبات"، إذ لن يدخل الحظر المفروض على الفحم الروسي حيز التنفيذ، حتى مطلع أغسطس/آب المقبل، بعد 120 يومًا من نشر حزمة العقوبات الجديدة في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.

وتضغط بولندا، ودول البلطيق، من أجل إجراءات أكثر صرامة وأسرع بشأن الغاز والنفط، لكن الدول الأكثر اعتمادًا على الطاقة الروسية، وفي صدارتها ألمانيا، تطلب مزيدًا من الوقت لإيجاد بدائل، ما يثير غضب دول أعضاء أخرى.

من جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية الألماني "أولريش شبيك" عبر "تويتر": "برلين بيدها مفتاح تشديد الضغط على بوتين، لكن (المستشار أولاف) شولتس يدير أذنًا صمّاء، ويبدو أنه يعتقد بإمكانية تجنّب هذا القرار. سمعته تتضرر بشكل كبير".

وتشير مديرة "المعهد النمساوي لأوروبا وسياسة الأمن"، "فيلينا تشاكاروفا" في تغريدة إلى أن "مدفوعات الاتحاد الأوروبي لروسيا مقابل الطاقة منذ بداية الحرب في أوكرانيا تساوي 27.3 مليار يورو، 9.465 مليار للنفط، 17.1 مليار للغاز، و9 ملايين للفحم".

أوربان "السيد لا"

فاقمت المجر بقيادة رئيس الوزراء "فيكتور أوربان" الخلافات بإعلان استعدادها لدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل، عكس بقية دول الاتحاد الأوروبي.

russia-ukraine-war-europe-energy

ويهدد الرئيس الروسي بقطع الإمدادات عن الدول التي ترفض الالتزام بقرار الدفع بالروبل الذي اتخذه ردًا على تجميد 300 مليار دولار من الاحتياطيات الروسية بالعملات الأجنبية.

ويؤكد "إنريكو ليتا" أنه "مع فوز أوربان، الأحد، سيكون هناك دائمًا (السيد لا) داخل الاتحاد الأوروبي. المجر بلد صغير ولكن قدرتها على إلحاق الضرر كبيرة في الموضوعات التي يلزم التصويت عليها بالإجماع".

ومن نقاط الخلاف الأوروبية الأخرى كيفية التعامل دبلوماسيًا مع روسيا، فقد انتقد رئيس وزراء بولندا الرئيس الفرنسي إيمانويل "ماكرون" على خلفية محادثاته العديدة مع زعيم الكرملين منذ بدء الحرب.

وقال رئيس الوزراء البولندي "ماتيوش مورافتسكي": "ما من أحد تفاوض مع هتلر"، وردّ عليه "ماكرون" بأنه "يميني متطرف معادٍ للسامية" ما قاد وارسو لاستدعاء السفير الفرنسي لديها.

ويعتبر "مارتن كوينز" أن لهذه التصريحات قبل كل شيء "أهدافًا سياسية داخلية"، ويضيف: "هناك ضغط هائل على الأوروبيين، خاصة وارسو، وبرلين، وباريس، لمواصلة العمل معًا بشأن الموضوع الأوكراني".

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

أوروبا الطاقة الروسية أوكرانيا الغزو الروسي ألمانيا فرنسا المجر بولندا

الحرب الأوكرانية الروسية.. اليوم الـ44 لحظة بلحظة

الحرب الروسية الأوكرانية.. اليوم الـ45 لحظة بلحظة