استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

"جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة"!

الأحد 10 أبريل 2022 07:39 ص

"جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة"

إنها قمة الحرب النفسية؛ وما الخسارة والهزيمة بكثرة القتلى ولا بكثرة الهدم والتدمير، بل الهزيمة هي فقدان الأمل والقدرة على القتال.

جيش فيه رجال يحبون الموت كما يحب أعداؤهم الحياة جيش لن يقهر، ومخيم فيه رجال كأولئك لن يقهر أبدا، وسيظل شوكة في حلق العدو.

شهداء يسيرون إلى قدرهم واثقي الخطوة بلا تردد ويبثون اليأس والإحباط في نفوس أعدائهم.. فما الذي بيد عدوهم ليهددهم به!! أهو الموت؟.. فهو الذي خرجوا يطلبون.

قام مخيم جنين كما "طائر الفينيق"، فقد اقتحم ودمر قبل 20 عاما، وها هو اليوم شامخا كالنسر يأبى الخضوع، ويقدم الشهاء كيف لا، وهم رجال يحبون الموت كما يحب أعداؤهم الحياة.

* * *

إنها قمة الحرب النفسية؛ وما الخسارة والهزيمة بكثرة القتلى ولا بكثرة الهدم والتدمير، بل الهزيمة هي فقدان الأمل والقدرة على القتال.

لله در العبقرية العسكرية الفذة التي ما جاد الزمان بمثلها إلا قليل؛ لقد أرعبهم بجملة واحدة وأنزل فيهم اليأس فأصبحوا "رؤوسا أينعت وحان قطافها".

إنه خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه الذي كتب إلى ملك فارس: "بسم الله الرحمن الرحيم، من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس، فالحمد لله الذي حلّ نظامكم ووهن كيدكم، وفرّق كلمتكم... فأسلموا وإلا فأدوا الجزية، وإلا فقد جئتكم بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة".

أجل جاء بقوم يحبون الموت كما يحبون الحياة، فأسقط في أيديهم ووهنت عزائمهم وطاشت سهامهم؛ فما ترجي من شخص جاء ليموت، وأقصى ما تملكه أن تهدده بالموت.

حتى لو امتلكت أفتك الأسلحة، فما نفعها مع رجل قرر أن يموت، لكنه قرر قبل ذلك أن يبذل وسعه للفتك بمن أمامه؟!

الجيش الذي فيه رجال يحبون الموت كما يحب أعداؤهم الحياة جيش لن يقهر، ومخيم فيه رجال كأولئك لن يقهر أبدا، وسيظل شوكة في حلق العدو.

لقد قام مخيم جنين كما "طائر الفينيق" وهو الذي اقتحم ودمر قبل 20 عاما، وها هو اليوم شامخا كالنسر يأبى الخضوع، ويقدم الشهيد تلو الشهيد، كيف لا، وهم رجال يحبون الموت كما يحب أعدؤهم الحياة.

تحية لمخيم جنين وأبطاله.. تحية للشهداء الذين يسيرون إلى قدرهم واثقي الخطوة بلا تردد.. تحية لمن يبثون اليأس والإحباط في نفوس أعدائهم.. فما الذي بيد عدوهم ليهددهم به!! أهو الموت؟.. فهو الذي خرجوا يطلبون.

* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الحرب النفسية، العبقرية العسكرية، خالد بن الوليد، مخيم جنين، فلسطين، الموت، الحياة،