استشهدت أُم فلسطينية، الأحد، متأثرة بإصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي جنوبي الضفة الغربية المحتلة، فيما أدان رئيس الوزراء الفلسطيني "محمد اشتية" الحادث.
وقال شهود عيان، إن قوة إسرائيلية أطلقت النار على سيدة فلسطينية عند مدخل بلدة حوسان بمحافظة بيت لحم، وأوضحوا أن السيدة أصيبت بشكل مباشر.
وأظهرت الصور الملتقطة لعملية الإعدام، في بث حي، أن المواطنة تعثرت في طريقها على الرصيف على مقربة من نقطة عسكرية، أقامها الجنود عند مدخل بلدة حوسان الرئيس، والتي كانت بمثابة مصيدة للفلسطينيين للاعتداء عليهم.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن الشهيدة وتدعى "غادة سباتين" (47 عاما)، هي أرملة وأمٌ لستة أطفال.
مشاهد مرعبة من عملية الإعدام الميداني الذي نفذها جيش الاحتلال الاسرائيلي للشهيدة غادة سباتين في بلدة حوسان غرب بيت لحم.
— أدهم أبو سلمية #فلسطين 🇵🇸 (@adham922) April 10, 2022
تُظهر المشاهد الارهاب الاسرائيلي بأوضح صوره، وعملية القتل المتعمد من مسافة صفر.
هل سيصف زعماء العالم هذا (بالارهاب الشنيع)!!@MohamedBinZayed @rterdogan_ar pic.twitter.com/v2CszmoFSM
وكانت "غادة" تقطن في الأردن مع زوجها، الذي وافته المنية، وآثرت العودة هي وأبنائها إلى مسقط رأسها، قبل نحو عام، وأكبر أبنائها يبلغ من العمر 19 عاما.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، إن "المواطنة التي أطلق الجيش الإسرائيلي النار عليها استشهدت".
وأضافت أن السيدة وصلت مستشفى "بيت جالا" الحكومي وهي تعاني من قطع في شريان الساق، إضافة إلى فقدانها كمية كبيرة من الدم.
وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن الشهيدة من سكان بلدة حوسان.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "قبل وقت قصير، قرب قرية حوسان، اقتربت امرأة فلسطينية من قوة تابعة للجيش بطريقة مريبة".
وأضاف: "نفذت القوة تجاهها إجراء اعتقال مشتبه (يشمل إطلاق نار في الهواء أو تجاه الهدف بشكل مباشر)، تضمن إطلاق النار في الهواء، وبعدما لم تتوقف؛ أطلقت القوة النار على الجزء السفلي من جسدها".
غادة سباتين 47 عاماً، أرملة وأم لستة أطفال،
— Ramy Abdu| رامي عبده (@RamAbdu) April 10, 2022
فاقدة للنظر في إحدى عينيها والعين الأخرى ضعيفة جدا.
أعدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم بدم بارد خلال قطعها الطريق في حوسان قرب بيت لحم. pic.twitter.com/2bOG4JH4BJ
وقال الجيش إن "غادة" تلقت العلاج الطبي الأولي في موقع الحادث، قبل إخلائها إلى المستشفى، مضيفا "الحادث قيد التحقيق".
ولم تكن الشهيدة الفلسطينية تشكل أي تهديد للجيش الإسرائيلي، إذ نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن مصدر في الجيش، إنه لدى تفتيشها لم يُعثر على أي سكين أو ذخيرة بحوزتها.
ولاحقا، شيعت جماهير غفيرة في بلدة حوسان إلى الغرب من بيت لحم، جثمان "غادة"، بعدما نقل جثمانها من مستشفى بيت جالا الحكومي إلى منزلها.
وخلال التشييع الغاضب، ردد المشاركون هتافات منددة بالاحتلال والداعية إلى الانتقام لدماء الشهيدة التي تعتبر إحدى الأمثلة الصارخة لسياسة الإعدام الميداني الذي يطبقه جنود الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين.
شاهد| تغطية صحفية: "لحظات مؤثرة لأبناء غادة سباتين بعد إعدام الاحتلال لأمهم قرب قرية حوسان غرب بيت لحم".#فلسطين pic.twitter.com/oYIAKziVSj
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 10, 2022
#شاهد| جماهير قرية حوسان في بيت لحم تشيع جثمان الشــهــيــــدة غادة سباتين والتي أعدمتها قوات الاحتلال pic.twitter.com/QZcxiAWQS2
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) April 10, 2022
من جانبه، دان رئيس الوزراء الفلسطيني "محمد اشتية"، مقتل "غادة"، محملا الحكومة الإسرائيلية "كامل المسؤولية" عن تبعات العملية.
وقال إن "جنود الاحتلال لا يتوقفون عن ممارساتهم الإرهابية بإطلاق النار على المواطنين العزل، والتي قضى جراءها العديد من الشهداء من الشبان والفتيات وكبار السن".
وأضاف أن "إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه إسرائيل، يوجب على المنظمات الحقوقية الدولية إدانته والعمل على وقفه".
وينتهج الجيش الإسرائيلي سياسة "يد خفيفة على الزناد" ضد الفلسطينيين (يطلق النار دون تريث أو مبرر كبير)، وسبق أن قتل العشرات منهم خلال الفترة الأخيرة دون أن يشكلوا أي تهديد لقواته.
وبين يناير/كانون الأول ومنتصف ديسمبر/كانون الثاني 2021، قتل الجيش الإسرائيلي 324 فلسطينيا وأصاب نحو 17 ألفا، في الضفة الغربية -بما فيها شرقي القدس وقطاع غزة-، وفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.