إدانات عربية وتركية لأحداث القدس.. وكويتيون يطالبون بتحرك رسمي (صور)

الأحد 29 مايو 2022 07:55 م

أطلقت تركيا وإيران ودول وجهات عربية، الأحد، إدانات واسعة لـ"مسيرة الأعلام" والاقتحامات التي ينفذها مستوطنون على المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، والتي تنذر بتصعيد ومواجهات فلسطينية إسرائيلية.

فقد دان الأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد أبوالغيط" بشدة قيام "عدد من المتطرفين الإسرائيليين باقتحام الأقصى اليوم تحت حماية أعداد كبيرة من قوات الاحتلال".

وبحسب بيان لجامعة الدول العربية، أكد "أبوالغيط" أن هذا "التحرك يشكل انتهاكا جديدا للوضع القائم، كما يمثل استفزازا كبيرا للمشاعر العربية والإسلامية، ويمكن أن يترتب عليه إشعال الأوضاع في مدينة القدس ومناطق أخرى".

من جهته، أدان الأردن السماح لـ"متطرفين" وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) باقتحام المسجد الأقصى، تحت حماية الشرطة، وذلك في بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية "هيثم أبو الفول".

وحذر "أبو الفول" من "تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بالمسيرة الاستفزازية والتصعيدية (مسيرة الأعلام) في القدس المحتلة، معتبرا أن "اقتحامات المتطرفين وتصرفاتهم الاستفزازية، التي تتم بحماية من الشرطة الاسرائيلية، تُعد انتهاكا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي".

وفي الأردن أيضا، شارك مئات المواطنين في وقفة احتجاجية قرب سفارة تل أبيب بالعاصمة عمان، وذلك أمام مسجد "الكالوتي" في منطقة الرابية (تبعد مئات الأمتار عن مقر سفارة إسرائيل)، بدعوة من الحركة الإسلامية.

وأطلق المحتجون هتافات تدعو إلى دعم فلسطين، كما رفعوا لافتات منددة بإسرائيل.

 

بدوره، أكد وزير الخارجية المصري "سامح شكري" على ضرورة وقف أي إجراءات أو ممارسات تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها، وكذلك تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، مُحذرًا من مغبة ذلك على استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وجدد "شكري" تأكيد القاهرة على أن "مواصلة التوسع في النشاط الاستيطاني، سواء من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها وكذا مصادرة الأراضي وتهجير الفلسطينيين، يقوض من فرص التوصل إلى حل الدولتين وأفق إقامة سلام شامل وعادل في المنطقة".

إدانات خليجية

الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي "نايف الحجرف" حذر، أيضا، من تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بالمسيرة الاستفزازية والتصعيدية في القدس المحتلة؛ مما يشكل  انتهاكا صارخا وتصرفا مدانا ومرفوضا وتصعيدا خطيرا".

وفي بيان له، شدد "الحجرف" على "ضرورة احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في القدس المحتلة ومقدساتها ووقف كل الإجراءات غير الشرعية".

وطالب المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته للحفاظ على سلامة المسجد الأقصى، وبضرورة تقيد إسرائيل بالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال وفق القانون الدولي الإنساني".

واعتبرت قطر، في بيان لوزارة الخارجية، اقتحام الأقصى "انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وامتدادا لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى والدفع بالتقسيم الزماني للمسجد، واستفزازا لمشاعر المسلمين في العالم".

وحذرت من استمرار الانتهاكات الاستفزازية بحق المسجد الأقصى، مشددة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لردع الاحتلال وتحمل مسؤوليته الأخلاقية تجاه القدس ومقدساتها، بحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا".

كما أصدرت وزارة الخارجية الكويتية بيانا أعربت فيه عن إدانة واستنكار الكويت الشديدين لاقتحام متطرفين المسجد الأقصى، موضحة أن "هذه الانتهاكات الصارخة التي تشكل استفزازا لمشاعر المسلمين ومخالفة صريحة للقانون الدولي تنذر بعواقب وخيمة على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وستضاعف من مظاهر الاحتقان وستزيد من فرص المواجهات الدينية".

ودعت المجتمع الدولي، ولا سيما مجلس الأمن، لتحمل مسؤولياته "بلجم تلك الانتهاكات وحمل سلطات الاحتلال الإسرائيلية على احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه".

وفي ختام بيانها، شددت على "موقف الكويت المبدئي والثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

وعلى موقع "تويتر"، ندد إعلاميون وأكاديميون كويتيون بصمت الدول العربية تجاه ما يجري من اعتداءات إسرائيلية على المسجد الأقصى، معبرين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وصموده أمام الاعتداءات الإسرائيلية.

وكتب الإعلامي الكويتي "داهم القحطاني" أن "المسيرة الصهيونية السنوية التي تستهدف رفع أعلام الكيان الصهيوني في باحات المسجد الأقصى، استفزاز حقير ومستمر لمشاعر المسلمين، في كل مكان".

ويضيف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، "عبدالله الشايجي"، أن "تدنيس مسيرة الأعلام المستفزة للمسجد الأقصى، تم اليوم بغطاء حكومة نفتالي بينيت، المتطرفة المترنحة، وبتواطؤ دولي وبعجز عربي"، معتبرا "عدم استدعاء سفراء عرب التطبيع، إهانة للمسلمين وتأجيج للصراع".

أما مدير مكتب قناة "الجزيرة" في الكويت، "سعد السعيدي"، فتساءل يقول: "ماذا لو أعلنت الدول العربية اليوم رفع علم فلسطين في جميع الساحات والميادين والشوارع، والسماح بمسيرات تحمل العلم؟".

وعقّب: "يا للخزي، صمت عربيّ! وقوات الاحتلال تعربد وتعبث في مقدساتنا، وتدنس المسجد الأقصى".

فلسطينيا

وفي وقت سابق، الأحد، دانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية استمرار الإسرائيليين بانتهاك الوضع القائم للمسجد الأقصى، ومحاولاتهم المستمرة لتغييره.

وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاقتحامات والصلوات التلمودية في باحات الأقصى ونتائجها على ساحة الصراع، وتداعياتها على المنطقة برمتها، "خاصة من حيث اعتبارها دعوة إسرائيلية رسمية صريحة إلى الصراع الديني لاخفاء طابع الاحتلال للوجود الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة عامة وفي القدس بشكل خاص".

وأكدت أن "الاقتحامات باطلة وغير شرعية ومفروضة بقوة الاحتلال، ولا يمكن أن تصبح جزءا من الوضع القائم في الاقصى".

فيما دعا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، "أحمد بحر"، الأحد، البرلمانات العربية والدولية للعمل على نصرة القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى والقدس المحتلة.

جاء ذلك خلال وقفة بمشاركة ممثلين عن الكتل البرلمانية نظمها المجلس التشريعي في مقره بمدينة غزة.

وحذر بيان المجلس من مواصلة اعتداءات اليهود على المسجد الأقصى، وتنفيذ "مسيرة الأعلام"، مطالبا "الأنظمة العربية المطبعة مع الاحتلال بالعودة إلى رشدها قبل فوات الأوان".

وخرج مئات الفلسطينيين، في قطاع غزة، في تظاهرات  رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات كُتب على بعضها "الأقصى خط أحمر"، و"لبيك يا أقصى".

وردّد المتظاهرون هتافات مناهضة لإسرائيل، ومُنددة لمسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس المحتلة.

وقفة أخرى، نظمتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، بمشاركة فعاليات لبنانية وفلسطينية.

وجرى خلال الوقفة ترديد هتافات تحيي نضال الشعب الفلسطيني ودفاعه عن حقوقه المشروعة وعن المقدسات الإسلامية، وترفض محاولات الاحتلال الاسرائيلي تدنيس الأقصى، وتهويد القدس.

 

تعليق تركي وإيراني

وأصدرت الخارجية التركية بيانا أدانت فيه الاقتحام الإسرائيلي للأقصى، داعية حكومة الاحتلال إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على ما وصفته بـ"استقرار الوضع الراهن في حرم المسجد الأقصى".

كما جددت دعوتها بعدم السماح بأي عمل "استفزازي" من شأنه تصعيد التوترات في المنطقة.

من جهتها، حذرت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان، "من المغامرات الجديدة للكيان الصهيوني وأعماله الاستفزازية".

وأوضحت أن "انتهاك الكيان الصهيوني لحرمة المسجد الأقصى المبارك فعل خطير ومدان ومستنكر".

ووصل المئات من المستوطنين في "مسيرة الأعلام" إلى منطقة "باب العامود"، وبينهم عضو الكنيست (البرلمان) المتطرف "إيتمار بن غفير"، وردد المستوطنون القادمون من البلدة القديمة بالقدس هتافات مسيئة للنبي "محمد"، بحسب شهود عيان لوكالة "الأناضول".

كما أُصيب عشرات الفلسطينيين بالرصاص الحي والمطاطي والاختناق جراء قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقها جيش الاحتلال، خلال مواجهات في مواقع متفرقة من الضفة الغربية المحتلة؛ رفضا لـ"مسيرة الأعلام".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مسيرة الأعلام اقتحامات الأقصى اعتداءات المستوطنين إدانات عربية لإسرائيل

هنية يتوعد الاحتلال الإسرائيلي: ما جرى في الأقصى لن يغتفر