اتخذ البيت الأبيض، خطوة غير مسبوقة، بالاعتراف بالدور الذي قام به ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، في تمديد هدنة اليمن، وذلك قبل زيارة من المتوقع أن يقوم بها الرئيس "جو بايدن" إلى الرياض.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض "كارين جان-بيير"، للصحفيين، الخميس، إن العاهل السعودي الملك "سلمان" وولي عهد الأمير "محمد" يستحقان الثناء على دورهما في تمديد الهدنة الذي تم الإعلان عنه في وقت سابق.

وأضافت أن "الهدنة لم تكن ممكنة دون انتهاج الدبلوماسية التعاونية من (أطراف) بالمنطقة.. نقر بشكل خاص بقيادة الملك سلمان وولي عهد المملكة العربية السعودية في المساعدة على تعزيز الهدنة".

والخميس، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن "هانس غروندبرغ"، موافقة أطراف النزاع في البلاد على تمديد الهدنة شهرين إضافيين.

وتمثل هذه الإشادة النادرة وغير المسبوقة، تراجعا عن تعهد "بايدن" بجعل المملكة "منبوذة"، وعدم التحدث إلى الأمير الشاب المثير للجدل.

إلا أنها تأتي وسط تصاعد الحديث عن زيارة "بايدن" السعودية هذا الشهر، بعد معالجة المملكة، لاثنين من أولويات الرئيس الأمريكي، من خلال الموافقة على زيادة إنتاج النفط، والمساعدة في تمديد الهدنة في اليمن الذي مزقته الحرب.

وأقر تحالف "أوبك+"، زيادة في إمدادات النفط بنحو 50%، بعد ضغوط مستمرة منذ أشهر من قبل كبار المستهلكين، وفي مقدمهم الولايات المتحدة، حيث أعلن زيادة إنتاج النفط بمقدار 648 ألف برميل يوميا خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.

يشار إلى أنه بسبب حالة الغضب من اغتيال الصحفي السعودي المقيم في الولايات المتحدة "جمال خاشقجي"، والذي تقول المخابرات الأمريكية إنه تم بموافقة ولي عهد السعودية، تعهد "بايدن" عند توليه منصبه في يناير/كانون الثاني 2021 بإعادة تقييم العلاقات مع السعودية.

وكانت العلاقات جيدة بين الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" وولي العهد السعودي.

وتجاهل "بايدن" لعدة أشهر "بن سلمان"، ورفض العام الماضي إجراء مكالمة هاتفية ودية، أرادها ولي العهد السعودي، إذ أصر على اقتصار تواصله مع المملكة، في العاهل السعودي "سلمان بن عبدالعزيز".

وحتى مساء الخميس، لا يوجد إعلان رسمي من واشنطن عن زيارة لـ"بايدن" إلى السعودية، إلا أن مسؤول أمريكي، قال إن الولايات المتحدة ترى السعودية "كشريك استراتيجي" في الكثير من القضايا بصرف النظر عن سجلها في مجال حقوق الإنسان.

وأشار إلى أن "بايدن" سيزور المملكة إذا ما كان الأمر سيصب في مصلحة واشنطن.

وأضاف: "بايدن مصمم على أن إذا ما كان الانخراط مع قائد دولة أخرى سيصب في صالح الولايات المتحدة الأمريكية وسيسفر عن نتائج، فسيقوم بذلك".