اكتمال وصول الزعماء المشاركين بالقمة العربية الأمريكية في السعودية.. ماذا يريد بايدن منها؟

السبت 16 يوليو 2022 06:29 ص

اكتمل وصول الزعماء والمسؤولين العرب المشاركين في القمة العربية الأمريكية، التي تُعقد في مدينة جدة غربي السعودية، السبت، بحضور الرئيس "جو بايدن"، الذي يأمل في أن تسفر القمة عن تعهدات خليجية بضخ مزيد من النفط وتحقيق اندماج إسرائيلي أكبر بالمنطقة.

ويشارك في القمة المقررة السبت قادة ومسؤولو دول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان)، إضافة إلى مصر والأردن والعراق. 

ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، استقبل ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" بمطار جدة، الجمعة، نظيره البحريني "سلمان بن حمد آل خليفة"، ورئيس الوزراء العراقي "مصطفى الكاظمي" المشاركين بالقمة. 

فيما استقبل "بن سلمان"، صباح السبت، كلا من الرئيس الإماراتي "محمد بن زايد"، وأمير قطر الشيخ "تميم بن حمد"، وملك البحرين "حمد بن عيسى"، والرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، وملك الأردن "عبدالله الثاني".

كما استقبل "بن سلمان" نائب رئيس وزراء سلطنة عمان "أسعد بن طارق"، الذي يرأس وفد بلاده المشارك في أعمال القمة نيابة عن سلطان عُمان "هيثم بن طارق" المتواجد حاليا في زيارة لألمانيا.

كما استقبل ولي العهد السعودي نظيره الكويتي "مشعل الأحمد"، الذي يمثل بلاده في القمة نيابة عن أمير البلاد الشيخ "نواف الأحمد"، الغائب لأسباب صحية.

وعبر أول رحلة مباشرة من إسرائيل إلى السعودية، بدأ "بايدن"، الجمعة، أول زيارة إلى المملكة منذ توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2021.

وتأتي الزيارة، التي تعد الـ12 لرئيس أمريكي إلى المملكة خلال 5 عقود، بعد "توتر" شهدته العلاقات السعودية الأمريكية لا سيما مع وصول "بايدن" للسلطة، وفق مراقبين، قبل أن يتحدث الأخير عن إعادة ضبط العلاقات مع المملكة.

وفور وصوله إلى جدة مساء الجمعة، عقد الرئيس الأمريكي مباحثات مع الملك "سلمان" وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" في خطوة تمثل خرقا للعزلة الدولية المفروضة على الأخير بعد اتهامه بالتورط في جريمة قتل الصحفي "جمال خاشقجي".

وكان "بايدن" وعد بجعل السعودية "دولة منبوذة" على الصعيد العالمي بسبب مقتل "خاشقجي" عام 2018 على يد فريق من ضباط مخابرات سعوديين.

لكنه قرر في النهاية أن المصالح الأمريكية تفرض إعادة تقويم وليس قطيعة في العلاقات مع أكبر مصدر للنفط في العالم والدولة العربية ذات الثقل.

والسبت، يسعى "بايدن" خلال القمة مع قادة ومسؤولي دول الخليج ومصر والأردن والعراق، التي ستحمل اسم "قمة جدة للأمن والتنمية"، إلى إقناع حلفاء واشنطن بضخ مزيد من النفط ودمج إسرائيل في المنطقة كجزء من محور جديد تحركه إلى حد كبير مخاوف مشتركة بشأن إيران.

ويحتاج "بايدن" إلى مساعدة السعودية في وقت ترتفع فيه أسعار النفط الخام ويشهد مشاكل أخرى تتعلق بالصراع الروسي الأوكراني.

كما أنه يشجع الجهود المبذولة لإنهاء حرب اليمن‭‭‭‭ ‬‬‬‬بعد التوصل إلى هدنة مؤقتة.

وتريد واشنطن أيضا كبح نفوذ إيران في المنطقة ونفوذ الصين العالمي.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان"، في تصريحات إعلامية، إن الرئيس الأمريكي سيجري محادثات ثنائية مع قادة مصر والإمارات والعراق قبل المشاركة في القمة الأوسع؛ حيث "سيحدد بوضوح" رؤيته واستراتيجيته لانخراط أمريكا في الشرق الأوسط.

وأضاف "سوليفان" أن "بايدن عازم على ضمان عدم وجود فراغ في الشرق الأوسط تملأه الصين وروسيا".

فيما نقلت "رويترز" عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الرئيس "بايدن" سيعلن، خلال القمة اليوم، عن تخصيص الولايات المتحدة مليار دولار في صورة مساعدات جديدة على المدى القريب والمدى البعيد للأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقال المسؤول إن زعماء دول مجلس التعاون الخليجي سيلتزمون أيضا بتقديم ثلاثة مليارات دولار على مدار العامين المقبلين في مشروعات تتماشى مع شراكات الولايات المتحدة في البنية التحتية العالمية والاستثمار.

وسيناقش "بايدن" إمدادات الطاقة مع منتجي النفط الخليجيين، لكن واشنطن قالت إنها لا تتوقع أن تزيد السعودية ذات الثقل في منظمة "أوبك" إنتاج النفط على الفور، وستنتظر نتيجة اجتماع "أوبك+" في الثالث من أغسطس/آب المقبل.

وتسعى دول الخليج، التي رفضت الوقوف إلى جانب الغرب ضد روسيا في الصراع الأوكراني، بدورها إلى الحصول على التزام ملموس من الولايات المتحدة بالعلاقات الاستراتيجية، التي توترت بسبب ما اعُتبر بأنه فك ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة.

وأُصيبت الرياض وأبوظبي بالإحباط بسبب الشروط الأمريكية بشأن مبيعات الأسلحة واستبعادهما من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، الذي يرون أنه معيب لعدم معالجة المخاوف الإقليمية بشأن برنامج طهران الصاروخي وسلوكها.

وقال رئيس مركز الخليج للأبحاث ومقره الرياض "عبدالعزيز صقر" إن "أهم مطلب من القيادة السعودية وقادة الخليج الآخرين -والعرب بشكل عام- هو وضوح السياسة الأمريكية وتوجهها نحو المنطقة".

وشجعت إسرائيل، التي تشاركهما المخاوف بشأن إيران، رحلة "بايدن" إلى المملكة، على أمل أن تعزز الدفء بين الرياض وإسرائيل كجزء من تقارب عربي أوسع بعد أن أقامت الإمارات والبحرين علاقات مع إسرائيل في اتفاقات توسطت فيها الولايات المتحدة وباركتها الرياض.

وفي مؤشر على إحراز تقدم في إطار ما وصفه "بايدن" بـ"عملية رائدة"، قالت السعودية، الجمعة، إنها ستفتح مجالها الجوي لجميع شركات الطيران؛ مما يمهد الطريق لمزيد من الرحلات من وإلى إسرائيل.

وأعلنت واشنطن والرياض أيضا عن إبعاد القوات الأمريكية وقوات حفظ السلام الأخرى من تيران، وهي جزيرة تقع بين السعودية ومصر في موقع استراتيجي يؤدي إلى ميناء إيلات الإسرائيلي. وتمركزت القوات في إطار اتفاقات تم التوصل إليها عام 1978، وأدت إلى اتفاق سلام بين إسرائيل ومصر.

وقال "سوليفان" إن القمة الأمريكية العربية ستناقش "تنسيقا وتعاونا أقوى عندما يتعلق الأمر بإيران"، بالإضافة إلى التكامل الإقليمي، بما في ذلك العراق؛ حيث تتمتع طهران بنفوذ عميق.

كما ستتم مناقشة دعم دول الخليج الغنية للبنية التحتية العالمية والاستثمار.

وقالت مصادر إن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان أيضا إلى إرساء الأساس لتحالف أمني مع الدول العربية يربط أنظمة الدفاع الجوي لمكافحة هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية في الشرق الأوسط.

وسيكون من الصعب الترويج لمثل هذه الخطة للدول العربية التي ليس لها علاقات مع إسرائيل وترفض أن تكون جزءا من تحالف يُنظر إليه على أنه ضد إيران التي أسست شبكة قوية من الوكلاء في جميع أنحاء المنطقة بما في ذلك العراق ولبنان واليمن.

وقال المسؤول الإماراتي الكبير "أنور قرقاش"، الجمعة، إن فكرة وجود تحالف في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي صعبة وإن التعاون الثنائي أسرع وأكثر فاعلية.

وقال إن الإمارات لن تدعم نهج المواجهة، مضيفا: "نحن منفتحون على التعاون، لكن ليس التعاون الذي يستهدف أي دولة أخرى في المنطقة، وأذكر على وجه الخصوص إيران".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

السعودية

زيارة السعودية.. سلاح ذو حدين بالنسبة لبايدن

من بوش حتى بايدن.. كيف استقبلت السعودية رؤساء أمريكا؟

انطلاق القمة العربية الأمريكية في جدة بمشاركة بايدن وزعماء ومسؤولي 9 دول عربية