مذكرات كوشنر: تيلرسون اتهمه بإشعال حرائق والعمل من وراء ظهره

السبت 30 يوليو 2022 07:32 ص

مذكرات كوشنر: تيلرسون اتهمه بإشعال حرائق بالشرق الأوسط والعمل من وراء ظهره مع بن سلمان

أخبر تيلرسون المشرعين الأمريكيين بعد خروجه من الخارجية، عن اعتقاده أن كوشنر قوّض سلطته.

علاقة كوشنر بولي العهد السعودي كانت من أكثر العلاقات منفعة للبيت الأبيض في عهد ترامب والأكثر استقطابا.

وزير الخارجية الأسبق ريكس تيلرسون اتهم كوشنر بأنه يدير سياسة خارجية موازية من مكتبه في الجناح الغربي بالبيت الأبيض.

أعدّ بن سلمان والقادة السعوديون استقبالا باذخا لترامب، شمل عرضة (رقصة) السيف، وصفقات أسلحة بـ350 مليار دولار، ومُنح أعلى وسام مدني في المملكة.

يريد الكونغرس معرفة إن كانت قرارات كوشنر بالبيت الأبيض سببا في حصوله على استثمارات سعودية بملياري دولار في شركة أنشأها بعد مغادرة البيت الأبيض.

* * *

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن مستشار وصهر الرئيس الأمريكي السابق، سيكشف في مذكراته، معلومات عن العلاقات مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، التي تطورت أثناء عمل جارد كوشنر في البيت الأبيض، وبعد نهاية فترة ترامب في الرئاسة.

وفي التقرير الذي أعده ديون نيسباوم، قال إن كوشنر قام في الأشهر الأولى من رئاسة ترامب بمكالمة هاتفية عاجلة مع محمد بن سلمان الذي كان في ذلك الحين نائبا لولي العهد وطلب منه التأكد من نجاح أول رحلة خارجية لترامب.

وكان كوشنر الوحيد من بين مستشاري الرئيس الذين حثوه على الذهاب إلى السعودية. وقال كوشنر: "كل واحد هنا قال لي إنني أحمق للثقة بك". و"قالوا إن الرحلة هي فكرة رهيبة، ولو وصلت إلى السعودية وهي حفنة من الرمال والجِمال، فأنا رجل ميت".

وضحك محمد بن سلمان، وأكد لكوشنر أن الرحلة ستؤدي لمنافع ضخمة لترامب، والولايات المتحدة والسعودية.

وحضّر بن سلمان والقادة السعوديون استقبالا باذخا لترامب في أيار/ مايو 2017، شمل على رقصة السيف، وصفقات أسلحة بـ350 مليار دولار، ومُنح أعلى وسام مدني في المملكة لتقوية العلاقات بين البلدين.

وتقول الصحيفة إن المكالمة وما جرى فيها هي جزء من مذكرات كوشنر التي ستصدر قريبا، وتعطي صورة غير طبيعية عن العلاقات بين الرجلين التي تطورت من تحالف سياسي ودي، إلى علاقات تجارية عميقة في مرحلة ما بعد البيت الأبيض، والتي أثارت اهتمام الكونغرس الذي طالب أعضاؤه بالتدقيق في هذه العلاقة.

وتقع المذكرات في 500 صفحة، اطلعت صحيفة "وول ستريت جورنال" على الجزء الأكبر منها، وتشمل تفاصيل حول توطيد كوشنر علاقاته مع بن سلمان، وكيف وقف كوشنر مع ولي العهد بعدما اتُهم بإصدار أمر لاغتيال الصحافي جمال خاشقجي، وخلافه مع بقية المسؤولين في البيت الأبيض الذين اتهموه بالدفء مع الحاكم السعودي، وكيف استخدم العلاقات لبناء علاقات بين إسرائيل والعالم العربي.

وتقول الصحيفة إن علاقة كوشنر بولي العهد السعودي كانت من أكثر العلاقات منفعة للبيت الأبيض في عهد ترامب والأكثر استقطابا. فقد اتهمه وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون بأنه يدير سياسة خارجية موازية من مكتبه في الجناح الغربي بالبيت الأبيض.

واتهمت منظمات حقوق الإنسان كوشنر بالتقليل من القمع الشديد ضد نقاد الدولة في السعودية والحرب في اليمن، مقابل حصول الولايات المتحدة على صفقات أسلحة مع المملكة. وفي التحقيق الجاري اليوم في الكونغرس، يريد أعضاؤه معرفة إن كانت قرارات كوشنر في البيت الأبيض سببا في حصوله على استثمارات سعودية بملياري دولار للمساعدة في شركة أنشأها كوشنر بعد مغادرته البيت الأبيض.

وقالت البرلمانية الديمقراطية عن نيويورك، كارولين مالوني، التي تترأس لجنة المراقبة في مجلس النواب، إن علاقات كوشنر بالأمير محمد تستحق التحقيق.

و"يستحق الشعب الأمريكي أجوبة حول ما إذا استخدم المسؤول البارز في البيت الأبيض مكتبه لمكاسب شخصية، وإن حصل على وعد في المستقبل بالحصول على مقابل للتحركات الرسمية التي أثّرت على السياسة الخارجية في عهد الرئيس السابق ترامب".

ورفض كوشنر أي اتهامات بأنه استخدم مكتبه لتحقيق مكاسب شخصية، كما نفى المسؤولون السعوديون اتخاذهم قرارات لمنفعة كوشنر. ونُظر في الرياض للعلاقات بين العائلتين بأنها متشابكة مع الفرص السياسية.

واعتُبر كوشنر شخصية بارز في بيت ترامب الأبيض، وكانت له فرصة للوصول إلى التأثير بسبب زواجه من إيفانكا، ابنة ترامب. وقال مسؤول سعودي: "عرف كل شخص أهمية العمل معا"، و"كانت ضرورة استراتيجية".

وفي مذكراته التي تحمل عنوان "كسر التاريخ: مذكرات البيت الأبيض" والتي ستصدر في 23 أغسطس، يقدم كوشنر دفاعا حذرا ومؤطرا لعلاقته مع الأمير محمد بن سلمان.

ويقول إنه نظر لولي العهد بأنه شخصية تاريخية، وحقق تغييرات اجتماعية لم يتخيلها أحد، ووجّه المملكة باتجاه علاقات دافئة مع إسرائيل. وعندما اتُهم الأمير محمد بإرسال فريق إلى تركيا لاغتيال الصحافي خاشقجي في عام 2018، قبل كوشنر تأكيداته بأنه ليس مسؤولا شخصيا عن الجريمة.

وبالنسبة لكوشنر، يجب مقارنة الحادث الرهيب بالتغيرات الاجتماعية التي ينفذها الأمير محمد في السعودية. وقال: "مع أن هذا الحادث رهيب، لم أكن قادرا على تجاهل حقيقة أن الإصلاح الذي ينفذه (أم بي أس) ترك تأثيرا إيجابيا على ملايين الناس في المملكة، خاصة النساء"، وأضاف: "كل هذه الإصلاحات كانت أولوية للولايات المتحدة لأنها قادت إلى مزيد من التقدم في مكافحة التطرف وفتح الفرص الاقتصادية والاستقرار في منطقة مزقتها الحروب. وكانت المملكة مهيأة للبناء على هذا التقدم التاريخي، وأعتقد أنها ستفعل".

ولا يذكر كوشنر في مذكراته التقييم الاستخباراتي الأمريكي حول مسؤولية ولي العهد عن الجريمة، مع أنه لا يجادل فيه. وفي ذلك الوقت، نظر ترامب إلى حادثة مقتل خاشقجي بأنها حالة شاذة يجب ألا تقوض العلاقات الأمريكية مع السعودية.

وكان الرئيس جو بايدن قد وعد بنهج مختلف، حيث تعهد بعزل المملكة وجعلها منبوذة، لكنه سافر بداية الشهر إليها، وقال إنه طرح جريمة قتل خاشقجي في محادثاته مع السعوديين، لكنه لم يدع الجريمة تطغى على العلاقات بين البلدين، خاصة ما يتعلق بأمن المنطقة.

وتقول الصحيفة إن علاقة كوشنر مع الأمير محمد خلقت توترا داخل إدارة ترامب، حيث نظر إليها البعض بنوع من الشك. وفي نقاش حاد عام 2017، وقدمت تفاصيله في الكتاب، اتهم وزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون، كوشنر بأنه يتجاوز سلطاته كأكبر دبلوماسي أمريكي، ويعمل مع الأمير محمد من وراء ظهره.

وعارض تيلرسون دفع كوشنر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واتهم كوشنر بدعم السعودية في فرض المقاطعة على دولة قطر. وقال: "أنت تشعل علبة كبريت في غابة جافة وكل الشرق الأوسط يحترق"، و"ربما اضطررت للذهاب إلى الكونغرس للمصادقة لأنك ستتسبب بالحرب ولن أتحمل مسؤوليتها".

ويقول كوشنر إنه فتح الخط مباشرة مع الأمير محمد وبحضور تيلرسون، وطلب منه التنصل من فكرة أنهما يقومان برسم السياسة بدون مشاركته. ورد تيلرسون: "لا يمكنني العمل بهذه الطريقة" قبل أن يغادر الغرفة غاضبا. ولم يتم التواصل مع تيلرسون للرد، لكنه أخبر المشرعين بعد خروجه من الخارجية، عن اعتقاده أن كوشنر قوّض سلطته.

ويقول كوشنر إنه اتصل مرة بعد الأخرى مع الأمير محمد لإقناعه بالخروج من معضلة السياسة الخارجية مثل أسعار النفط وتحسين العلاقات مع إسرائيل وإنهاء الخلاف الطويل مع قطر. وكان إنجاز كوشنر هو اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان عام 2020.

وضغط كوشنر على ولي العهد السعودي لفتح الأجواء السعودية أمام الطيران التجاري الإسرائيلي كي يساعد في التطبيع. وبالنسبة للأمير محمد فالوقت لم يكن مناسبا.

وبحسب المذكرات، فقد وصف ترامب كوشنر بالعبقري، وذلك عندما انضم إليه لإجراء مكالمة مع قادة الإمارات والبحرين، للإعلان عن اتفاقيات التطبيع، وقال: "يشتكي الناس من المحاباة العائلية"، و"لكنني الشخص الذي حصل على السرقة هنا". وردّ كوشنر مازحا: "ربما قام الرؤساء في المستقبل بإرهاق أصهارهم عبر تكليفهم بمهام مستحيلة".

المصدر | وول ستريت جورنال - ترجمة القدس العربي

  كلمات مفتاحية

اغتيال خاشقجي، السعودية، الولايات المتحدة، كوشنر، ترامب، تيلرسون، بن سلمان، البيت الأبيض، الكونغرس، إسرائيل،

كوشنر: نتنياهو لم يكن متحمسا لاعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل

كوشنر يكشف تفاصيل الساعات الأخيرة قبل توقيع اتفاق إبراهام

كوشنر يكشف: ترامب كان يرفض زيارة السعودية.. وهكذا أقنعته