سي إن إن: روسيا تنهب ذهب السودان لتمويل حرب أوكرانيا

السبت 30 يوليو 2022 01:07 م

خلص تقرير تليفزيوني أمريكي إلى أن روسيا "تنهب" الذهب من السودان؛ لتمويل حربها في أوكرانيا، مقابل دعم سياسي وعسكري قوي لمجلس السيادة بزعامة "عبدالفتاح البرهان" الذي يواجه معارضة شعبية كبيرة.

واعتمد التقرير، الذي بثته شبكة CNN، على مقابلات مع مسؤولين سودانيين وأمريكيين رفيعي المستوى ووثائق، مشيرا إلى مخطط روسي متقن لنهب ثروات السودان في محاولة لتحصين روسيا ضد العقوبات الغربية متزايدة القوة ودعم جهود موسكو الحربية في أوكرانيا.

وأورد التقرير أن الأدلة تشير إلى أن روسيا تواطأت مع القيادة العسكرية السودانية المحاصرة، ما مكنها من مليارات الدولارات من الذهب.

وينقل التقرير أنه بعد أيام فقط على غزو موسكو لأوكرانيا، فتش مسؤولون سودانيون بمطار الخرطوم طائرة تشير وثائقها إلى أنها محملة بالحلويات ليعثروا على صناديق مليئة بالذهب، لافتا إلى أن مسؤولي المطار يترددون غالبا في تفتيش الطائرات الروسية خوفا من إضعاف موقف القيادة العسكرية الموالية لروسيا، وفق الشبكة.

وبعد أن فشلت عدة محاولات سابقة لتفتيش طائرات روسية مشبوهة، قرر المسؤولون في نهاية المطاف، الصعود إلى الطائرة وتفتشيها في فبراير/شباط الماضي، بحسب التقرير.

وفي السياق، قال مسؤول أمريكي سابق/ إن روسيا لديها الكثير لتربحه من علاقاتها بجنرالات السودان الراغبين في البقاء في السلطة، حيث توفر لهم التدريب والدعم الاستخباراتي.

وفي قلب هذه المقايضة بين موسكو والمجلس العسكري السوداني، يوجد "يفجيني بريجوزين"، الأوليجارشي الروسي الحليف الرئيسي للرئيس "فلاديمير بوتين".

وفي 2017، وقع الرئيس السوداني "عمر البشير" و"بوتين" اتفاقات للتنقيب عن الذهب وتفاوضا في شأن بناء قاعدة بحرية في البحر الأحمر، بحسب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية.

وذكرت CNN إنها تأكدت أن عميلا واحدا على الأقل رفيع المستوى من "فاجنر" يدعى ألكسندر "سيرجيفيتش كوزنيتسوف"، أشرف على عمليات في مواقع تعدين الذهب ومعالجته وعبوره الرئيسية في السودان في السنوات الأخيرة.

ووفقا لمصادر رسمية سودانية ووثائق، فإن ما لا يقل عن 16 رحلة جوية، اعترضها مسؤولون سودانيون العام الماضي، جرى تشغيلها بواسطة طائرة عسكرية جاءت من وإلى مدينة اللاذقية الساحلية السورية حيث تمتلك روسيا قاعدة جوية رئيسية.

وعرض أحد المبلغين من داخل البنك المركزي السوداني صورة لجدول بيانات يظهر أن 32.7 طنا من الذهب لم يعرف مصيرها في عام 2021. وباستخدام الأسعار الحالية، فإن قيمتها تصل إلى 1.9 مليار دولار، بمعدل 60 مليون دولار للطن.

لكن العديد من المسؤولين السابقين والحاليين يقولون إن كمية الذهب المفقود في السودان أكبر، على أساس أن الحكومة السودانية تقلل إلى حد كبير من شأن الذهب المنتج في المناجم الحرفية غير الرسمية، مما يغطي على الكمية الحقيقية.

وقالت معظم المصادر الداخلية السودانية للشبكة إن حوالي 90% من إنتاج الذهب في السودان يتم تهريبه إلى الخارج، وهو ما يوازي قيمة 13.4 مليار دولار.

ونفى سفير السودان لدى روسيا، في مارس/آذار الماضي، تقارير تفيد بأن موسكو تهرب الذهب من السودان استعدادا لفرض عقوبات عليها بسبب غزوها لأوكرانيا. لكن محللين سودانيين يقولون إن تهريب الذهب متفش، بما في ذلك إلى روسيا.

وسبق لصحيفة "نيويوروك تايمز" أن سلطات الضوء، في شهر يونيو/حزيران الماضي، على مشغل أجنبي غامض يهيمن على مناجم الذهب في منطقة على بعد 200 ميل شمال العاصمة السودانية، ويطلق عليه السكان المحليون اسم "الشركة الروسية"، وهو مصنع يخضع لحراسة مشددة.

وفي يوليو/تموز 2020، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على "يفجيني بريجوزين"، الذي يعتبر مسؤولا عن مجموعة "فاجنر" واتهمته "باستغلال الموارد الطبيعية للسودان لتحقيق منفعة شخصية".

يذكر أن وزارة الخارجية السودانية تنفي وجود مجموعة فاجنر الروسية شبه العسكرية بعدما اتهم دبلوماسيون غربيون هذه المجموعة بممارسة "أنشطة غير قانونية" في السودان.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السودان الذهب عبدالفتاح البرهان روسيا أوكرانيا

تقرير دولي: تهريب 267 طنا من الذهب السوداني خلال 7 سنوات

سي إن إن تتهم السلطات السودانية بملاحقة متعاونين معها.. ما السبب؟

بعد تحقيق عن نهب روسيا ذهب السودان.. مطالب مدنية بمحاكمة القادة العسكريين

لافروف: ناقشت بالخرطوم ملفات دولية والعلاقات الاقتصادية وندعم رفع العقوبات عن السودان