تحقيقات مكثفة بلا نتائج.. تفاصيل جديدة عن حياة الشقيقتين السعوديتين القتيلتين بأستراليا

السبت 30 يوليو 2022 03:17 م

لا تزال وفاة شابتين سعوديتين تمثّل لغزا للشرطة الأسترالية، التي عثرت على جثتيهما، بعد نحو شهر من وفاتهما، في شقة جنوب غربي سيدني.

وفي 7 يونيو/حزيران الماضي، عُثر على جثة "إسراء عبدالله السهلي" (24 عاما) وشقيقتها "آمال" (23 عاما)، وذلك على سريرين منفصلين داخل شقة تقع بضاحية كانتربري.

وقالت الشرطة إن المرأتين فارقتا الحياة، فيما يُعتقد، في وقت مبكر من مايو/أيار الماضي، لكن رغم "التحريات المكثفة" لا يزال سبب وكيفية الحادث مجهولين لدى الشرطة الأسترالية.

وسافرت الشقيقتان من السعودية إلى أستراليا عام 2017، وربما تقدّمتا بطلب للجوء، حسب ما أفادت صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد"، لكن الشرطة من جهتها رفضت تأكيد ذلك، قائلة إنها لا تعلّق على مسألة وضعية الإقامة.

لكن صحيفة "الجارديان أستراليا"، كشفت أن الفتاتين السعوديتين طلبتا اللجوء لدى السلطات الأسترالية.

وأكدت الصحيفة، أن "إسراء" و"آمال" كانتا من طالبي اللجوء في أستراليا، وكان لكل منهما طلب لجوء لم يبت فيه بعد لدى وزارة الشؤون الداخلية في أستراليا، وأنهما كانتا تتابعان الطلبات مع مقدمي خدمات الهجرة في سيدني.

ولكن الصحيفة لم تستطع التأكد من المبرر الذي قدمته الفتاتان للحصول على الحماية أو اللجوء في أستراليا.

وأشارت إلى أن الفتاتين لا تبدوان جزءا من أي شبكات معارضة سعودية، ولم يكن لديهما تقريبا أي حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي أو وجود عبر الإنترنت أو صور.

أكد ذلك، مالك العقار الذي كانتا تقطنان فيه، وقال للصحيفة، إن الفتاتين عاشتا حياة منعزلة على مدار سنوات في أستراليا، ولم يكن لديهما سوى القليل من الأصدقاء، ودون زيارات من أحد تقريبا، كما أنهما لم تكونا تغادران المنزل إلا إلى أماكن قليلة جدا.

وأضاف مالك الشقة التي عاشت فيها "إسراء" و"آمال"، أنه صدم بوفاتهما، مؤكدا أن شيئا غريبا لم يحدث في العامين اللذين عرف فيهما الشقيقتين وقال: "لقد صدمت عندما رأيت صورهما، وليس لدي أي فكرة عن سبب حدوث ذلك.. لقد كن فتيات لطيفات وودودات للغاية، ولم نواجه أي مشكلة معهن".

وتابع: "لم تتحدثا كثيرا، وكانتا تسهران في الليل، لكنهما لم تصدرا أي ضجيج، لم يحدث شيء غريب على الإطلاق".

وزاد: "كانتا لا تختلطان مع الآخرين في الغالب، وليس لديهما أي أصدقاء، وبالكاد كان لديهما زوار، وتغادران فقط لأماكن محدودة."

من جانبها، قالت المفتشة المحققة "كلوديا ألكروفت"، مديرة الجريمة في قيادة المنطقة المحلية في بيروود (غربي سيدني)، إن أي معلومة يقدمها المواطنون يمكن أن تحمل مفتاح حل التحقيق.

وعلمت الصحيفة، أن "إسراء" كان لديها صديق عندما كانتا تعيشان في فيرفيلد، حيث قال المالك إنه "شاب عراقي الجنسية وله لحية".

وكانت "إسراء" قد تقدمت في 2019 بطلب حماية من عنف ضد رجل، لكن هذا الطلب سحب في وقت لاحق.

وقال صاحب الشقة، إن والدة الفتاتين زارتهما من قبل، وإن أستراليا لم تعجبها، وغادرت بعد إقامة قصيرة فقط.

وأشار إلى أنه لم يسمع الفتاتين تتحدثان أبدا عن والدهما.

ومن غير الواضح لماذا لم تتحدث أسرة الفتاتين السعوديتين على العلن، بعد كشف الشرطة عن هويتهما.

بينما لاتزال التساؤلات حول ظروف وملابسات وفاة الشقيقتين السعوديتين في شقتهما تثير الرأي العام في أستراليا والسعودية.

وكانت الشقيقتان تترددان على مركز "TAFE" الخاص بالتدريب والتعليم في فيرفيلد، حيث قال مالك الشقة إنهما كانتا تغادران "فقط إلى TAFE أو للتسوق أو العمل".

وأضاف أن "إسراء وآمال عملتا في مراقبة حركة المرور في شركة إنشاءات".

وقال إنهما جاءتا إلى أستراليا بغرض الدراسة.

وبحسب "سيدني مورنينج هيرالد"، ثمة مؤشرات على أن شيئا ما خطأ قد وقع، ونوهت الصحيفة إلى أن الشقيقتين كانتا قد أبلغتا مدير العقار، أن شخصا ما يعبث بطلبيات الطعام التي ترِد إليهما.

وقال سبّاك كان قد زار الشقة التي كانت الضحيتان تسكنان فيها إن "شيئا مريبا" قد وقع، وإنه قد تم استدعاء الشرطة في الماضي إثر تخوّفات من قبل الشقيقتين.

إلى ذلك، قال عمال إدارة المبنى، إنهم لاحظوا توتر الشقيقتين، واتصلوا بالشرطة للتأكد من سلامتهما، لكنهما "لم ترغبا في فتح الباب، بل لم تريدا الدخول في أي نوع من المحادثات".

وخلال طرقهم الباب قال رجال الشرطة لهما: "نحن قلقون بشأنكما، هل يمكننا مساعدتكما؟" لتردان بالرفض.

إحدى مديرات المبنى قالت للصحيفة "ألقيت نظرة واحدة على الفتاتين، وفكرت في نفسي: " أنتما تخفيان شيئا ما".

ثم تابعت: "كانتا في غاية السرية، لقد حافظتا على عدم لفت الأنظار".

وأشارت إلى أن شقتهما كانت قليلة الأثاث، وفوضوية، لكن بالشكل المعتاد بالنسبة للفتيات من سنهن.

وعلى الرغم من التحقيقات المكثفة للشرطة، لم يتمكن المحققون إلى الآن من التأكد من ظروف وفاة الشقيقتين؛ ومع ذلك، يُعتقد أن الفتاتين قد توفيتا قبل تحديد مكانهما (7 يونيو/حزيران) بوقت طويل.

يذكر أن القنصلية السعودية في سيدني، أصدرت بيانا قبل نحو شهر، كشفت فيه أنها تلقت بلاغا عن وفاة مواطنتين سعوديتين في مقر سكنهما، وقالت القنصلية السعودية إنها تواصلت "فورا مع الجهات الأسترالية المختصة للوقوف على حيثيات الواقعة المؤسفة".

وطلبت من السلطات الأسترالية موافاتها في أسرع وقت بنتائج التحقيق في أسباب وفاتهما.

ومن منظمة "القسط" السعودية لحقوق الإنسان، تقول "لينا الهذلول"، إن "هذه ليست الحالة الأولى"، التي تُقتل فيها امرأة سعودية في الخارج، بعد الفرار من العنف الأسري في الوطن.

ونوهت "الهذلول"، إلى أنه "لا توجد تدابير حمائية للنساء من ضحايا العنف الأسري في السعودية، ومن ثمّ فإنهن يهربن إلى خارج المملكة".

واستدركت الناشطة السعودية قائلة: "لا أقول إن هذه هي الحال هنا، إنما نحن نريد تحقيقا شاملا ودقيقا.. وإنه لمثير للإحباط عدم الحصول على معلومات".

وفي عام 2019، نوّه برنامج "فور كورنرز" التليفزيوني الأسترالي الشهير إلى أن نحو 80 امرأة سعودية قد حاولت الحصول على اللجوء في أستراليا خلال الأعوام القليلة الماضية، وأنّ هرب العديد من هؤلاء من السعودية كان بسبب ثقل شعورهن بالوصاية الذكورية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية وفاة شقيقتين أستراليا وفاة غامضة تحقيقات تعنييف

مراقبة غامضة لصحفيين يتابعان قضية وفاة سعودتين في أستراليا

تقرير: غموض وفاة شقيقتين في أستراليا يرعب لاجئات سعوديات

الجارديان تكشف تطورات جديدة في قضية مقتل الشقيقتين السعوديتين بأستراليا