الغنوشي: التونسيون فشلوا في إسقاط الانقلاب مثل الأتراك

الأحد 31 يوليو 2022 06:40 م

قال رئيس حركة النهضة التونسية "راشد الغنوشي"، الأحد، إنه يفضل دستورا علمانيا ديمقراطيا، على آخر بطابع إسلامي يكرس الديكتاتورية، معتبرا أن التونسيين أضاعوا فرصة إسقاط "الانقلاب" الذي بدأ في يوليو/ تموز 2021 على الطريقة التركية.

وذكر "الغنوشي"، في حوار مع صحيفة "القدس العربي"، أن الدستور الجديد "يعطي صلاحيات فرعونية للرئيس سعيد، الذي يريد أن يستبد بنا باسم الإسلام، وهو أسوأ أنواع الاستبداد، وهو ما يجعله سلطانا من جملة السلاطين الذين عرفهم عصرنا والموجودين في أكثر من بلد عربي".

وأضاف: "إذا كنت مضطرا أن أختار بين دستور فيه ضمانات حقوق الإنسان وضمانات الحرية وليس فيه كلمة إسلام، وبين آخر مليء بكلمات الإسلام التي نحبها ولكن سلطة الحاكم فيه مطلقة (مثل دستور سعيد)، فأنا أفضل الدستور الأول حتى لو كان علمانيا، لأنني عندما اضطهدت ذهبت لبلدان إسلامية كثيرة ولكن طُردت منها، فذهبت إلى ملك لا يُظلم عنده الناس".

وأردف "الغنوشي": "ذهبت إلى بريطانيا، فهناك ملكة لا تعلن الإسلام ولكنها تعلن حقوق الإنسان، وعشت فيها 22 سنة لم يسألني فيها شرطي لماذا قلت ما قلت، ولماذا ذهبت إلى ذلك البلد أو غيرها، رغم أني جلت العالم، ولذلك أنا قلت إن مجتمعا علمانيا من هذا القبيل تتوفر فيه حقوق الإنسان أفضل".

والثلاثاء الماضي، أعلنت هيئة الانتخابات أن مشروع الدستور الذي جرى الاستفتاء عليه في 25 يوليو/تموز الجاري، "حظي بثقة 94.60% من أصوات مليونين و630 ألفا و94 ناخبا شاركوا في التصويت من أصل 9 ملايين و278 ألفا و541 ناخبا (30.5% من المسجلين)".

من جهة أخرى، قال "الغنوشي": "نحن رابطنا في ليلة 25/26 يوليو 2021 أمام البرلمان التونسي، وتجمع حولنا المئات فقط (وليس عشرات الآلاف)؛ لأن الناس كانوا في حالة صدمة، وخاصة أنه تم حينها إحراق 150 مقرا لحركة النهضة".

وأضاف: "كان النهضويون منشغلين في الحريق داخل بيوتهم، وأنا ناديتهم كي يلتحقوا بنا أمام المجلس ولكن الأوضاع لم تكن مهيأة لذلك".

وتابع "الغنوشي": "حتى الذين جاءوا فيما بعد صرفتهم وقلت لهم: فاتتكم فرصة القضاء على الانقلاب في المهد بالضربة القاضية كما فعل الأتراك مع انقلابهم، ولم يبق أمامكم سوى فرصة واحدة للانتصار وهي عبر التراكم (كما في الملاكمة، فإذا لم تتغلب بالضربة القاضية، يمكنك ذلك عبر النقاط)".

واستطرد: "فعلا دخلنا مع الانقلاب في مرحلة تجاذب وصراع آملين أننا سننتصر عليه بالنقاط".

وبدأ الرئيس "سعيد" فرض إجراءات استثنائية في 25 يوليو/تموز 2021، ومنها إقالة الحكومة وتعيين أخرى وحل مجلس القضاء والبرلمان وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وتبكير الانتخابات البرلمانية إلى 17 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وصولا إلى الاستفتاء على الدستور الجديد، قبل أيام.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

راشد الغنوشي تونس انقلاب تونس دستور تونس حركة النهضة التونسية

تونس: بعد استفتاء الدستور سعيّد يعزز الحكم الفردي

الغنوشي: 75% من الشعب التونسي رفض مهزلة الاستفتاء

الغنوشي: مستعد لترك رئاسة النهضة حال "تسوية المشكل التونسي"

النهضة تتهم الرئيس التونسي بتلفيق قضايا كيدية لمعارضيه

النهضة التونسية تدعو إلى توحيد الجهود للتصدي لـ"الانقلاب"