ذي إنترسبت: كيف يغطي الإعلام الأمريكي على جرائم إسرائيل في غزة؟

الخميس 11 أغسطس 2022 08:47 ص

"صور مخففة لا تعكس الحقيقة".. هكذا خلص تقرير لموقع "ذي إنترسبت" إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية عادة ما تتجنب نشر الصور المروعة والموت في غزة.

التقرير الذي أعدته "إليز سويت "و"اليس سبري"، قال إن التغطية الإعلامية الأمريكية للتصعيد الإسرائيلي الأخير على غزة، تناول صورا للهجوم والسماء المغبرة أو الغزيين الذين يسيرون وسط ركام من الأنقاض فقط.

ومع أن الصور دقيقة وحديثة، حسب الموقع، لكن اللجوء للخيار الآمن، ونشر هذه الصور بدلا من تلك التي تصور القتلى والجرحى هي محاولة لتقديم واقع للمشاهد الأمريكي منفصم، عما تكشفه الحقيقة على الأرض.

والأحد، دخل حيز التنفيذ وقف لإطلاق النار برعاية مصرية، بعد تصعيد إسرائيلي على قطاع غزة، تسبب في استشهاد 46 فسليطينيا بينهم 16 طفلا، وإصابة 360 آخرين.

التقرير أشار إلى تعمد وسائل الإعلام الأمريكية تجنب الصور الوحشية التي تظهر الأطفال الذين قتلوا بالقصف الإسرائيلي بشكل بارز، ومشاهد الجنازات، ووجوه الضحايا المكشوفة وجثامينهم المرفوعة عاليا أثناء مسيرات الشوارع.

وهذه الصور موجودة إلى جانب الصور غير المفصلة للقتل والجرح والتي عادة ما يختارها الإعلام الأمريكي للنشر: صواريخ تحلق ليلا في السماء، ولحظات هادئة يقوم فيها الأطفال بالبحث بين ركام بيوتهم ودخان أسود يرتفع في الأفق، حسب التقرير.

وفي غزة، عادة ما يلتقط المصورون الصحفيون صورهم داخل المستشفيات والمشارح، وهذا التصريح للدخول إلى منشأة العناية الصحية العاجلة النادر توفره في الولايات المتحدة، يعطي المصورين الفرصة لكي يوثقوا وبشكل مباشر القتلى والجرحى.

وفي صور وكالة "جيتي"، هناك جثامين أطفال، ملفوفة بالقماش الأبيض مرصوصة في المشرحة وهي كثيرة ولا رقابة عليها.

وهذه الصور وإن كانت صادمة ومثيرة للغضب إلا أنها تقدم صورة واضحة عما يحدثه قصف الأماكن السكنية المزدحمة.

ونقل التقرير عن المصور الصحفي الفلسطيني "حسام سالم"، القول: "لا زلت أرى الناس الثكالى وهم يبكون بعد تدمير بيوتهم"، و"لم أعد قادرا على التعامل معها، وحتى بعدما انتهت الثلاثة أيام الأخيرة، وأصبحت مستنزفا أكثر من السابق.. في غزة، لا توجد قصص تعطينا الحياة وحياة من هم حولنا".

ومع ذلك فهذه الصور هي الملمح الرئيسي لنزاع غير متساو لم يقتل فيه أي إسرائيلي، ومن النادر نشرها.

يضيف الصحفي "سليمان حجي": "بشكل عام، لا تظهر التغطية الدولية والإعلام الأمريكي هذه المشاهد التي يقتل فيها الأطفال والنساء الأبرياء".

وفي حالة واحدة من 16 طفلا قتلوا في الحرب الأخيرة، كانت "آلاء قدوم" (5 أعوام) ونشرت "نيويورك تايمز" صورتها في واحد من تقاريرها بعد مقتلها.

وكان هذا استثناء، مع أن الصور لم تظهر في مركز التقرير، بل جاءت في نهايته.

ولم تنشر الوسائل الإعلامية الأخرى من "واشنطن بوست" إلى "إن بي سي نيوز" صورة الطفلة مع أن اسمها، ورد في تقاريرهما.

وما تركته هذه التقارير هو حس من العنف المعقم، وتجنب لفهم أحداث العالم، حيث تميل غرف الأخبار نحو الصور التي لا تحتوي على قتلى أو جرحى.

وليست جثامين الفلسطينيين هي التي اختفت من تقارير الإعلام فحسب، فالقصص عن حوادث إطلاق النار الجماعية، والقتل في المدارس، استبدلت بنصب تذكاري مؤقت وشموع.

نفس الأمر ينسحب على العنف الدموي في الخارج. باستثناء وحيد، فعندما بدأت روسيا قصف أوكرانيا بداية هذا العام، سيطر التوثيق المرئي لجرائم روسيا على نشرات الأخبار.

وكانت الجرائم الروسية صادمة لدرجة قامت فيها صحيفة "نيويورك تايمز" بنشر صور للموتى التقطتها المصورة الصحفية "لينزي أداريو" على صفحتها الأولى.

ووصفت "أداريو" الصحيفة بالشجاعة، لأنها نشرت الأدلة عن جرائم الحرب.

ولاحظ النقاد التباين الصارخ في الاهتمام العالمي بمعاناة الشعب الأوكراني مقارنة مع الآخرين، وكذا الطرق التي تم فيها تغطية الغزو الروسي على أنه عدوان غير مبرر بدلا من كونه صراعا عاما، وهو التأطير الذي استخدم لتصوير الهجمات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بل وفي نزاعات أخرى.

ويرى التقرير، أن مسألة تمثيل الحياة والموت للفلسطينيين تذهب أبعد من الصور التي يتم اختيارها لمرافقة التقرير، فلطلما شجب الفلسطينيون والمراقبون الأجانب الطريقة التي يحاول فيها الإعلام الدولي تصوير جرائم إسرائيل بطريقة مخففة أو معقمة وتبني الرواية الإسرائيلية.

وفي رسالة وقعها 500 صحفي بعد حملة القصف الإسرائيلي ضد غزة العام الماضي، قال الموقعون ومنهم كاتبتا المقال هذا، إن التغطية لإسرائيل وفلسطين تصل وبشكل منتظم إلى "سوء التصرف الصحفي".

و"لا يتوقف عدم التماثل في السياق، بل ويمتد إلى اللغة المستخدمة والقصص التي تضخم وبطريقة غير متناسبة الروايات الإسرائيلية وتقمع الروايات الفلسطينية (..) التعتيم على الاضطهاد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين يخرق معايير الموضوعية لهذه الصناعة"، أي الصحافة، حسب الرسالة.

ومن المعروف أن الولايات المتحدة، أبرز حلفاء إسرائيل، وأعلنت، خلال العدوان الأخير، تأييدها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل جرائئم إسرائيل غزة فلسطين أمريكا وسائل إعلام إعلام أمريكي

إلهان عمر تنتقد صفقة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل وسياسة بايدن في غزة

رئيس الأركان الأمريكي يحذر من توسع النزاع بين إسرائيل وحماس لأبعد من غزة

موقع بريطاني يتحدث عن "غدر" مصري أوقع بقادة الجهاد الإسلامي

حماس تدعو المنظمات الحقوقية الدولية للتصدي لجرائم إسرائيل

مورغان: لقائي مع باسم يوسف الأكثر مشاهدة.. وإشادات بين الناشطين: محرج للإعلام الغربي

إنترسبت: هكذا انحازت 3 صحف أمريكية كبرى لإسرائيل في حرب غزة