دعوة تركيا للتصالح بين المعارضة السورية والنظام تثير غضبا

الجمعة 12 أغسطس 2022 10:01 ص

دعا ناشطون في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة للنظام السوري في شمال وشمال غرب سوريا، إلى تظاهرات حاشدة، الجمعة، احتجاجاً على تصريحات لوزير خارجية تركيا "مولود جاويش أوغلو"، دعا فيها إلى "مصالحة" بين دمشق والمعارضة لتحقيق "سلام دائم".

وقال "جاويش أوغلو"، الذي كانت بلاده في بداية النزاع السوري في 2011 من أبرز داعمي المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً ودبلوماسياً، خلال مؤتمر صحفي في أنقرة الخميس: "علينا أن نجعل النظام والمعارضة يتصالحان في سوريا، وإلا لن يكون هناك سلام دائم".

وأثارت تصريحاته غضب معارضين سوريين.

وصدرت تباعاً دعوات لخروج تظاهرات عقب صلاة الجمعة، في كبرى مدن الشمال السوري كأعزاز والباب وعفرين وجرابلس التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل سورية موالية لها، تحت شعار "لن نصالح".

وصدرت كذلك دعوات مماثلة للتظاهر في مدينة إدلب (شمال غرب) الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وفصائل أخرى أقل نفوذاً، وللتجمع قرب المعابر الحدودية مع تركيا.

وذكّر "جاويش أوغلو"، بمرور 11 عاماً على اندلاع النزاع السوري، وقال: "مات كثيرون وغادر عديدون بلدهم.. يجب أن يتمكن هؤلاء من العودة، بمن فيهم الموجودون في تركيا.. لهذا، يتعيّن أن يكون هناك سلام دائم".

واعتبر أن "مسار أستانا" الذي ترعاه أنقرة وموسكو وطهران، موجود "من أجل التوصل إلى حلّ عبر الدبلوماسية والسياسة في سوريا".

وتجري أنقرة منذ سنوات محادثات مع طهران وموسكو، أبرز داعمي دمشق، في إطار "مسار أستانا" الهادف إلى إيجاد تسوية سياسية للنزاع، بموازاة جهود الأمم المتحدة في جنيف.

وأدت اتفاقات تهدئة ضمن هذا المسار إلى وقف هجمات عسكرية واسعة نفذتها قوات النظام السوري خصوصاً في إدلب.

ونفى "جاويش أوغلو"، وجود أي تواصل مباشر راهناً بين الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ونظيره السوري "بشار الأسد"، رغم مطالبة روسيا بذلك منذ زمن طويل، على حد قوله.

لكنه أشار إلى عودة التواصل مؤخراً بين أجهزة استخبارات البلدين بعد انقطاع.

وكشف عن لقاء قصير جمعه مع نظيره السوري "فيصل المقداد"، في بلجراد في أكتوبر/تشرين الأول، أكد خلاله أن "الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج" من الأزمة، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة "القضاء على الإرهابيين".

وتلوّح تركيا منذ مايو/أيار، بشنّ هجوم على منطقتين تحت سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.

وأكد "جاويش أوغلو"، أن بلاده "ستواصل قتالها ضد الإرهاب في الميدان في سوريا"، بموازاة جهودها للتوصل إلى حل سياسي.

وتصنّف تركيا المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على منطقة واسعة في شمال وشمال شرق سوريا "إرهابيين"، وتخشى أن يستقوي المتمردون الأكراد في تركيا بهم.

وأثارت تصريحات "جاويش أوغلو"، عاصفة من المواقف المنددة بين المعارضين السوريين.

وكتب المعارض السياسي البارز "جورج صبرة"، على صفحته على موقع "فيسبوك": "إذا كان جاويش أوغلو" مهموماً بمصالحة النظام السوري فهذا شأنه.. أما السوريون فلهم قضية أخرى دفعوا ويدفعون من أجل تحقيقها أغلى الأثمان".

وشهدت مناطق سوريا تحركات غاضبة ليلاً، ففي مدينة الباب شمالاً، تجمّع العشرات رافعين رايات المعارضة ومرددين شعارات مناهضة لتركيا.

وأحرق المتظاهرون علماً تركياً وأزالوا الأعلام التركية المرفوعة في أنحاء الباب، وتجمّع العشرات كذلك قرب معبر باب السلامة مع تركيا، مرددين هتاف: "الموت ولا المذلة".

وتسبّب النزاع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

المصدر | فرانس برس

  كلمات مفتاحية

سوريا معارضة سوريا تركيا جاويش أوغلو النظام السوري

جاويش أوغلو: تركيا لا تطلب الإذن مطلقًا لشنّ هجمات في سوريا

تركيا توضح تصريحات جاويش أوغلو حول النظام السوري

والي غازي عنتاب ينفى تدخل الجيش التركي لفض مظاهرات جرابلس

وزير الداخلية التركي: لن نترك البشر تحت ظلم نظام الأسد و"بي واي دي"

جاويش أوغلو: المعارضة السورية تثق بنا.. ولم نخذلها

مسؤول في النظام السوري يكشف: عقدنا 5 لقاءات مع الجانب التركي منذ 2018

و. بوست: موسم كراهية الأجانب في تركيا يحرج أردوغان.. وهذه أسبابه

وكالة إيرانية: لقاء متوقع بين أردوغان والأسد في قمة منظمة شنجهاي

في إشارة لتقدم العلاقات.. رويترز تكشف كواليس زيارة رئيس المخابرات التركية إلى سوريا