أعلن الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني التونسي، العميد "حسام الدين الجبابلي"، السبت، إحباط 12 محاولة للهجرة غير النظامية نحو إيطاليا خلال ليلة واحدة.

وقال "الجبابلي"، في بيان، إن الوحدات البحرية التابعة للحرس الوطني في منطقتي الساحل والوسط تمكنت من "نجدة وإنقاذ 184 مهاجرا، بينهم 119 مهاجرا من عدة جنسيات أفريقية والبقية تونسيون".

وتابع، أن وحدات من الحرس الوطني بجهات المنستير والمهدية تمكنت في نفس اليوم من إلقاء القبض على 5 أشخاص كانوا بصدد التحضير للقيام بعملية اجتياز للحدود البحرية خلسة. ولفت إلى أنه "باستشارة النيابة العمومية أمرت باتخاذ ما يتعين في شأنهم".

وتكررت خلال الأيام والأسابيع القليلة عمليات إحباط محاولات للهجرة غير النظامية انطلاقا من السواحل التونسية الممتدة على طول 1300 كيلومتر، التي عادة ما تتزايد مع تحسن الأوضاع الجوية.

وبحسب الناشط السياسي والحقوقي التونسي "مجدي الكرباعي"، فإن أكثر من 10 آلاف تونسي وصلوا إلى إيطاليا يوم الثامن من الشهر الجاري في إطار عمليات هجرة غير نظامية.

وأوضح "الكرباعي" في تصريحات بثتها إذاعة "شمس أف أم" المحلية التونسية، أن 8 آلاف و500 تونسي وصلوا إلى جزيرة "لامبيدوزا" عبر البحر على متن قوارب هجرة غير شرعية، بينما البقية وصلوا إلى إيطاليا عبر البر عن طريق دول البلقان، وخاصة منها صربيا.

وقبل ذلك، قالت وزارة الداخلية الإيطالية في بيانات نشرتها في 31 يوليو/تموز الماضي، إن 7 ألاف و170 تونسيا وصلوا إلى السواحل الإيطالية خلال الأشهر السبعة الماضية على متن قوارب هجرة غير نظامية، واعتبرت أن هذا العدد الكبير يجعل التونسيين في المرتبة الأولي على مستوى عدد المهاجرين غير النظاميين من جنسيات أخرى.

وبحسب بيانات وزارة الداخلية الإيطالية التي غطت الفترة منذ بداية العام حتى 29 يوليو/تموز الماضي، فإن إجمالي عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إيطاليا خلال الفترة المذكورة بلغ 39 ألفا و285 شخصا.

ويعكس هذا الرقم تفاقم ظاهرة الهجرة غير النظامية، باعتبار أن إيطاليا سجلت طيلة العام الماضي وصول 28 ألفا و400 مهاجر، و13 ألفا و300 مهاجر على امتداد كامل العام 2020.

ويُلقي ملف الهجرة غير النظامية بظلال كثيفة على العلاقات التونسية-الإيطالية، حيث تتالت زيارات كبار المسؤولين الإيطاليين إلى تونس لبحث السبل الكفيلة بضبط السواحل التونسية أمام قوارب الهجرة غير النظامية.

وتقول السلطات التونسية إن السياسات التقليدية لإدارة ظاهرة الهجرة غير النظامية أثبتت محدوديتها، وتدعو في المقابل، إلى مقاربة مشتركة مع إيطاليا "تمكن من التشجيع على الهجرة النظامية وفق آليات تضمن حقوق المهاجرين.

يذكر أن الحالمون بالهجرة من تونس وليبيا غالبا ما يختارون جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية كمحطة أولى لرحلتهم البحرية، باعتبارها أقرب نقطة إلى الشواطئ التونسية حيث تبعد عنها نحو 80 كيلومترا فقط.