العراق.. التيار الصدري يرفض نتائج الحوار الوطني: عديمة الفائدة

الخميس 18 أغسطس 2022 10:33 ص

وصف التيار الصدري جلسة الحوار الوطني العراقي التي رعتها الحكومة، الأربعاء، بأنها "عديمة الفائدة ليس فيها مـا يخص الشعب ولا خدمته ولا تطلعاته".

وقدم "صالح محمد العراقي"، المعروف بوزير زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر"، في بيان الخميس، الشكر إلى رئيس مجلس الوزراء "مصطفى الكاظمي"، على خلفية تبنيه جلسة حوار.

وأضاف: "إذا كان هدف الحوار الوطني حل الانسداد السياسي في العراق، فيجب أن تكون جلسته علنية"، موضحا أن "جلسات الحوار الوطني المغلقة لا تراعي رغبة الشعب العراقي في تحقيق الأمن والاستقرار".

وأضاف: "نعم، إن أغلب الحضور لا يهمّه سوى بقائه على الكرسي.. ولذا حاولوا تصغير الثورة والابتعاد عن مطالبها، نعم، الثـورة لا تريد من أمثالكم شيئا سوى التنحّي عن كرسي فرضتم تواجدكم عليه بغير وجه حقّ".

وتابع "العراقي": "بل كان جلّ همّه تشكيل حكومة وفق مآرب البعض لكي يزيدوا من بسطتهم وتجذّر دولتهم العميقة فيتحكّموا بمصير شعبٍ رافضٍ لتواجدهم فيزوّروا الانتخابات ويجعلوها على مقاسهم".

واستطرد: "عموما، جلستكم السرّية هذه لا تهمّنا بشيء.. إلا أنني أردت القول: لا تزيدوا من حنق الشعب ضدكم ولا تفعلوا فعلاً يزيد من تخوّف الشعب من العملية الديمقراطية التي تخيطونها على مقاسكم".

وأضاف: "أنصح إن كنتم تريدون ملء (الكرسي الخالي) فيجب أن تكون جلستكم علنية وببثّ مباشر أمام الشعب ليطّلع على ما يدور خلف الكواليس من مؤامرات ودسائس وتسريبات لم يستنكرها أحد إلى الآن، مع شديد الأسف".

وتساءل وزير "الصدر": "وإلا ماذا سيستفيد الشعب من جلسات مغلقة وسرية لا تراعوا فيها رغباته المشروعة في تحقيق الأمن والأمان الذي سلبتموه منه، حينما بعتم ثلث العراق وفي توفير لقمة عيش رغيد قد هربتموها إلى الخارج لتدخلوا السلاح والمخدرات ليتعاطاها الشعب فتعيشوا بسلام على ريش النعام وتحت هواء تبريد حُرِم منه شعب بأكمله".

وشدد بالقول: "كلاّ، إنه شعب لا يركع إلا لله.. ولا خير في حواركم إلا مَنْ وصلتنا عنه أخبار من داخل الاجتماع أنه كان إيجابياً مع شعبه بعض الشيء لكنه قد يكون من المغلوب على أمرهم".

وخاطب الشعب العراقي قائلا: "لا يغرّنكم حوارهم، فهو أهون من بيت العنكبوت وإن بقاءهم لا يطول إن طالت ثورتـكم".

وكان اجتماع الحوار الوطني العراقي، الذي عقد بحضور الرئاسات، مع قادة القوى السياسية، بناء على دعوة من "الكاظمي"، الأربعاء، خرج بأهمية الالتزام بالثوابت الوطنية، وإيجاد حل لكل الأزمات من خلال الحوار وباعتماد روح الأخوّة والتآزر، حفاظاً على وحدة العراق وأمن شعبه واستقراره، وديمومة النظام الديمقراطي الدستوري، الذي يحتكم إليه الجميع.

كما أكد على تغليب المصالح الوطنية العليا، والتحلي بروح التضامن بين أبناء الوطن الواحد؛ لمعالجة الأزمة السياسية الحالية.

وأشار المجتمعون إلى أن الاحتكام مرة جديدة إلى صناديق الاقتراع من خلال انتخابات مبكرة ليس حدثاً استثنائياً في تاريخ التجارب الديمقراطية، عندما تصل الأزمات السياسية إلى طرق مسدودة، وأن القوى السياسية الوطنية تحتكم إلى المسارات الدستورية في الانتخابات.

ودعا المجتمعون "التيار الصدري"، إلى الانخراط في الحوار الوطني، لوضع آلياتٍ للحل الشامل، بما يخدم تطلعات الشعب العراقي وتحقيق أهدافه.

ورفض "الصدر"، المشاركة في الحوار الوطني، لا بطريق مباشر ولا غير مباشر.

ويواصل كلّ من "التيار الصدري" وخصومه "الإطار التنسيقي"، الضغط في الشارع مع تأزّم الوضع بينهما، حيث يقيم مناصرو "الصدر"، منذ 30 يوليو/تموز الماضي اعتصاماً في باحات البرلمان العراقي، بينما باشر مناصرو "الإطار التنسيقي"، اعتصاماً مضاداً على أسوار المنطقة الخضراء منذ يومين.

ولا يزال العراق منذ الانتخابات البرلمانية المبكرة، في أكتوبر/تشرين الأول 2021، في شلل سياسي تام مع العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.

ومنذ يوليو/تموز الماضي، يتواجه الطرفان الشيعيان في تصعيد جديد لخلافات سياسية حادة من دون أن يؤدي الوضع المتأزم إلى أعمال عنف، وسط مطالبة "التيار الصدري" بحلّ البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، مقابل مطالبة "الإطار التنسيقي" بتشكيل حكومة وعودة انعقاد البرلمان.

ويضمّ "الإطار التنسيقي"، خصوصاً الكتلة البرلمانية الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران، وكتلة رئيس الوزراء الأسبق "نوري المالكي"، الخصم التاريخي لـ"الصدر".

وبموازاة تصعيد متبادل بين "الإطار التنسيقي" و"التيار الصدري" الشيعيين، تتكثف دعوات من قيادات سياسية محلية ودول عديدة إلى التهدئة والحوار بين الفرقاء باعتباره السبيل الوحيد لحل الأزمة حيث تتخوف قوى محلية وإقليمية ودولية من انزلاق العراق نحو الفوضى.

وتصطدم هذه الدعوات بإصرار الإطار التنسيقي على تشكيل حكومة يرأسها مرشحه "محمد شياع السوداني"، في مقابل تمسك التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.

و"السوداني" مقرّب من إيران ويصفه قياديو التيار الصدري بأنه "ظل" رئيس ائتلاف دولة القانون "نوري المالكي"، وسبق أن تولى مناصب حكومية، ويدعو التيار وقوى أخرى إلى اختيار شخصية لم تتقلد مناصب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العراق التيار الصدري الإطار التنسيقي مقتدى الصدر حوار وطني

العراق.. الصدر يحدد 20 أغسطس موعدا لمظاهرات مليونية

وسط أزمة سياسية عراقية.. بن سلمان يستقبل الحكيم في جدة

الجمود السياسي يترك آلاف الأسر الفقيرة في العراق بلا نقود

الصدر يحسم موقفه: لن أجالس الفاسدين ومن يريد قتلي

العراق.. قيادات بالإطار التنسيقي تعلن قبول دعوة الصدر للمناظرة

العراق.. الرؤساء الثلاثة يتمسكون بخيار الحوار الوطني

الكاظمي يقرر الدعوة لجولة ثالثة من الحوار الوطني