سمحت السلطات الإيرانية، الخميس، لمئات النساء الإيرانيات بالجلوس في المدرجات لمشاهدة مباراة كرة قدم محلية في طهران.

وهذه هي المرة الأولى منذ منع النساء من حضور المباريات بعد الثورة الإسلامية عام 1979.

ووفق وكالة "فارس" (شبه رسمية)، فقد دخلت أكثر من 500 سيدة إيرانية إلى ملعب "أزادي" الشهير لمشاهدة مباراة بين استقلال طهران ومس كرمان، ضمن مباريات الدوري المحلي الممتاز لكرة القدم.

وفصلت النساء عن الرجال في مدرجات الملعب، وخُصص لهن مدخل محدد عند موقف السيارات، وفق ما ذكره الاتحاد الإيراني لكرة القدم.

وفي حين تُعتبر هذه المرة الأولى التي يُسمح فيها للنساء في إيران بحضور مباريات المنافسات المحلية منذ 40 عاما، إلا أن آلاف النساء الإيرانيات تابعن مباراة منتخب بلادهن أمام كمبوديا من الملعب في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2022 في عام 2019، بعد ضغط شديد من المنظمات الحقوقية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وتعرض "فيفا" في ذلك العام إلى ضغوطات متزايدة من أجل إجبار إيران على إلغاء الحظر المفروض على دخول النساء إلى الملاعب، وتحديدا بعد انتحار "سحر خوداياري"، المشجعة التي أضرمت النار بنفسها بعدما اُعتقلت إثر حضورها مباراة لكرة القدم في طهران.

وأشعلت "خوداياري"، التي سُميت بـ"الفتاة الزرقاء" لأنها مشجعة لـ"استقلال طهران" الذي يرتدي هذا اللون، النار في نفسها عقب جلسة محاكمة لاتهامها بارتكاب "ذنب علني" بسبب ظهورها علانية "بدون حجاب"، عندما حاولت الدخول إلى الملعب مرتدية زي الرجال في مارس/أذار 2019، وفقا لمنظمة العفو الدولية "أمنيستي".

وسُمعت النساء اللائي شاهدن مباراة، الخميس، من الملعب وهن يهتفن "الفتاة الزرقاء" إحياء لذكرى "خوداياري".

ويحرم القانون الإيراني السيدات من دخول ملاعب كرة القدم في البلاد، أو حضور الرياضات التي يتنافس فيها الرجال في إيران، منذ ما يقرب من 40 عاما.

وتم منع حضور النساء الفعاليات الرياضية الذكورية، بعد عام من الثورة الإسلامية في 1979، لكن السلطات رفعت الحظر العام 2018، عن حضور مباريات الكرة الطائرة.

وخلال السنوات الماضية، نجحت بعض الإيرانيات في التغلب على قرار حظر الدخول للملاعب، عبر التنكر بزي الرجال.