كشفت صور التقطتها الأقمار الصناعية، أن روسيا تحرق كميات كبيرة من الغاز الطبيعي، في منشأة بالقرب من الحدود مع فنلندا، وسط مخاوف متزايدة إزاء الكميات الكبيرة من ثاني أكسيد الكربون، التي ستفاقم ذوبان الجليد في القطب الشمالي.

ويشير التحليل الذي أجرته شركة "ريستاد إينيرجي"، إلى أن حوالي 4.34 ملايين متر مكعب من الغاز يتم حرقها كل يوم، من مصنع جديد للغاز الطبيعي المسال في بورتوفايا، شمال غرب سانت بطرسبرج.

ووفق خبراء، تبلغ قيمة الغاز في منشأة "غازبروم" الجديدة شمال غرب سان بطرسبرج، نحو 10 ملايين دولار يوميا، وكان من المفترض تصديره إلى ألمانيا عبر خط أنابيب "نوردستريم-1"، قبل تقليص موسكو الإمدادات عبر هذا الخط، في يوليو/تموز الفائت، بدعوى وقوع مشاكل فنية.

وترى ألمانيا في القرار الروسي تحركا سياسيا، يستهدف الرد على قطع الدول الغربية وارداتها من النفط والغاز من روسيا، عقب غزوها لأوكرانيا.

وعلى الرغم من أن حرق الغاز أمر شائع في مصانع المعالجة، إلا أن حجم هذا الاحتراق قد أربك الخبراء.

يقول "مارك ديفيس"، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "كابتيرو"، وهي معنية بإيجاد حلول لحرق الغاز، إن الحرق لم يكن عرضيا ومن المرجح أن يكون قرارا متعمدا تم اتخاذه لأسباب تشغيلية.

وأضاف: "غالبا ما يتردد المشغلون جدا في إغلاق المنشآت فعليا خشية أن يكون من الصعب تقنيا أو ماديا عودة تشغيلها مرة أخرى، وربما يكون هذا هو الحال هنا".

ويعتقد البعض أنه قد تكون هناك تحديات فنية في التعامل مع كميات كبيرة من الغاز التي تم توفيرها لخط أنابيب نوردستريم.

بدوره، قال "سيندر كنوتسون" من شركة "ريستاد إنرجي": "في حين أن الأسباب الدقيقة للحرق غير معروفة، إلا أن ذلك دليل على أن لروسيا دور فاعل في أسواق الطاقة الأوروبية".

وارتفعت أسعار الطاقة في جميع أنحاء العالم بشكل حاد مع الإغلاق الذي صاحب كورونا، وارتفعت مرة أخرى في فبراير/شباط، بعد الحرب الأوكرانية.

ووفقا للباحثين، فإن الحرق أفضل بكثير من مجرد تنفيس غاز الميثان الذي يعد المكون الرئيسي في الغاز، وهو عامل قوي للغاية في ارتفاع درجة حرارة الأرض.

فالكربون الأسود هو الاسم الذي يطلق على الجزيئات السخامية التي يتم إنتاجها من خلال الاحتراق غير الكامل للوقود مثل الغاز الطبيعي.