سجلت السعودية معدلات نمو قياسية تعد الأعلى منذ 2011، متجاوزة الأزمات الاقتصادية التي تجتاح العالم.
وأظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء، الأربعاء، أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسعودية ارتفع 12.2%، في الربع الثاني مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع جني أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم ثمار ارتفاع أسعار الخام والتعافي بعد تفشي جائحة "كورونا".
وتجاوزت أرقام نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني التقديرات الحكومية في نهاية يوليو/تموز الماضي التي بلغت 11.8%.
ولفتت البيانات إلى نمو الاقتصاد 2.2% مقارنة بالربع الأول.
وأرجعت الهيئة العامة للإحصاء، هذا النمو إلى "الارتفاع الكبير الذي حققته الأنشطة النفطية والذي بلغ 22.9% أساس سنوي".
ونمت الأنشطة النفطية 4.4% في الربع الثاني، مقارنة بالربع الأول.
كما زادت الأنشطة غير النفطية 8.2% على أساس سنوي، و4.5% عن الربع الأول.
وسجلت الأنشطة الحكومية نموا بنسبة 2.4% على أساس سنوي، وبزيادة 0.4% مقارنة بالربع الأول.
وذكرت الهيئة، أن الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية بلغ 1.048 مليار ريال (278.88 مليون دولار) في الربع الثاني من 2022، حققت من خلاله أنشطة الزيت الخام والغاز الطبيعي أعلى نسبة مساهمة بين الأنشطة، حيث بلغت 38.7%، تليها أنشطة الخدمات الحكومية بنسبة 13.9%، ثم نشاط الصناعات التحويلية، ما عدا تكرير الزيت بمساهمة بلغت 7.5%.
وحقق التكوين الرأسمالي الثابت الإجمالي، أعلى معدل نمو خلال الربع الثاني من العام الجاري، بلغ 28.8% على أساس سنوي، و11.7% على أساس ربعي.
كما حققت الصادرات ارتفاعا في معدل النمو بلغ 25.2% على أساس سنوي، و5.2% على أساس ربعي.
وسجلت الواردات ارتفاعا بنسبة 18.3% على أساس سنوي، بينما شهدت انخفاضا بمقدار 4.4% على أساس ربعي.
فيما حقق الإنفاق الاستهلاكي النهائي الحكومي نموا بلغ 9% على أساس سنوي، و8.2% على أساس ربعي.
كما حقق الإنفاق الاستهلاكي النهائي الخاص نموا بلغ 5.5% على أساس سنوي، بينما انخفض بمعدل 0.5% على أساس ربعي.
وحسب وزير المالية السعودي "محمد الجدعان"، فإن صندوق النقد الدولي يتوقع أن يحقق الاقتصاد السعودي نسبة نمو 7.6% مع نهاية العام الجاري.
ولفت في تصريحات له الأربعاء، خلال مؤتمر "يورموني" في الرياض، إلى أن السعودية تعد الدولة الوحيدة في مجموعة العشرين التي تم ترقية توقعات صندوق النقد الدولي لنموها مرتين خلال 2022.
وأضاف: "ذلك مع التوقع في استمرار معدلات مرتفعه لنمو ناتجها المحلي الاجمالي لعام 2023 والسنوات التالية".
واستفادت السعودية من ارتفاع أسعار النفط الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، كما قاومت طلبات الدول الغربية لزيادة إنتاج الذهب الأسود في مسعى لكبح أسعاره.
وبعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، أكدت السعودية والإمارات التزامهما بتحالف "أوبك+" النفطي الذي تقوده الرياض وموسكو، في تأكيد على استقلالية الرياض وأبوظبي المتزايدة عن حليفتهما واشنطن.
ومنذ تسلم الأمير "محمد بن سلمان" منصب ولي العهد في 2017، سعت المملكة إلى تنويع الاقتصاد عبر دعم قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة وغيرها، بهدف وقف الارتهان التاريخي للنفط.
والسعودية ثالث أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا، بمتوسط إنتاج يومي 10.6 ملايين برميل، وأكبر مصدّر عالمي بمتوسط يومي 7 ملايين برميل.
